ج: 1- إن كان الأستاذ علاء أبو بكر يستنكر ولادة داود من نسل الزناة، فلماذا يقبل ولادة رسول الإسلام من نسل المشركين، مع أن القرآن يعتبر أن الشرك أعظم الخطايا " إن الله لا يغفر أن يُشرَك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يُشرك بالله فقد افترى إثمًا عظيمًا" (النساء 4: 48)، وحتى عندما تشفع رسول الإسلام لوالديه وعمه لم تُقْبَل شفاعته "ما كان للنبي والذي آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قُربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم. وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلاَّ من موعده وعدها إياه فلما تبيَّن له أنه عدو الله تبرأ منه.." (سورة التوبة 9: 114) وروى الطبري وابن الجوزي عن بريدة قال كل واحد منهما أن محمدًا مرَّ بقبر أمه فتوضأ وصلى ركعتين، ثم بكى فبكى الناس لبكائه، ثم انصرف إليهم فقالوا ما أبكاك؟ قال مررت بقبر أمي فصليت ركعتين ثم استأذنت ربي أن أستغفر لها فنُحيتُ فبكيتُ. ثم عدت فصليت ركعتين فاستأذنت ربي أن أستغفر لها فزُجرت زجرًا(2)..
2- يقول أبونا أغسطينوس الأنبا بولا " لم تكن هذه الشريعة التي تحرم دخول ابن الزنى في جماعة الرب قد حُدّدت بعد، لأن شريعة موسى جاءت بعد يهوذا بمئات السنين، والشريعة لم تمنع أبناء الزنى من الزواج إنما منعتهم من الكهنوت"(3).
3- يقول أحد الآباء الرهبان بدير مار مينا العامر " في عهد يهوذا لم تكن الشريعة قد أُعطيت بعد، وبالتالي لم يكن هناك التزام بما فيها. ومثال لذلك أن شريعة الختان أُعطيت لإبراهيم علامة الدخول في عهد مع الله، فهل الأبرار قبل ذلك يُعتبروا مخالفين لهذه الشريعة لأنهم لم يختتنوا..؟ كلاَّ. أما أن السيد المسيح جاء من نسل فارص، فهذا ليس محل نقد، لأنه جاء من نسل آدم وحواء، وهما أصحاب أول مخالفة للوصية، وبمخالفتهما دخل الموت والخطية إلى العالم.
وما ورد في (تث 23: 3) يخص العمونيون والموآبيون عُبَّاد الأصنام، وقد كانوا يمارسون الزنا كجزء من العبادة فلا يجوز أن يدخل أحد منهم في جماعة الرب إلاَّ بعد مضي مدة طويلة، حتى يكون قد نسى عباداته الوثنية لئلا يفسد شعب الله، وهذا لا ينطبق على داود النبي ولا على السيد المسيح الإله المتجسد. كما أن الإنسان التائب يستطيع أن يلتقي بالله وهو يقبل توبته، أما المستبيح الشر فلا يمكن أن يترآى أمام الله "(4).
4- يقول الأستاذ الدكتور يوسف رياض " ما جاء في سفر التثنية 23: 2 جاء على يد موسى النبي أي بعد أكثر من 430 سنة على واقعة يهوذا وثامار. لذلك لا ينطبق على موضوع يهوذا، فبدون نص لا توجد جريمة"(5).
5- يقول الدكتور ملاك شوقي إسكاروس " إن اسم فارص عبري معناه " اقتحام " وهو اسم أحد التوأمين اللذين ولدتهما ثامار ليهوذا بن يعقوب حماها... أما مجيء السيد المسيح من نسل فارص فهو انتساب الرب بالجسد للبشرية الساقطة، وهذا دليل على محبته للبشرية، والسيد المسيح لم يولد كباقي الناس من أب وأم بشريين، وظهور المسيح بيننا نحن الخطاة لا يُنقص من مقامه الإلهي، بل كما يقول بعض آباء الكنيسة أن الشمس تشرق على القاذورات فتعمل على تطهيرها وتنقيتها دون أن ينقص هذا من بهائها، هكذا الرب في تأنسه طهَّر البشرية وقدَّسها دون أن يكون لهذا مساس بعظمة لاهوته"(6).
_____
(1) البهريز جـ 1 س312.
(2) راجع كتاب الهداية جـ 1 ص 30.
(3) من إجابات أسئلة سفر التكوين.
(4) من إجابات أسئلة سفر التكوين.
(5) من إجابات أسئلة سفر التكوين.
(6) من إجابات أسئلة سفر التكوين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/531.html
تقصير الرابط:
tak.la/dgrz3mv