يقول "عبد المجيد همُّو": " فالمزامير ليست إلاَّ أدعية وأناشيد دينية إن صح التعبير، والزبور كتاب سماوي كالتوراة والإنجيل والقرآن، أُنزل هذا الكتاب على داود عليه السلام... المزامير غير الزبور، وإن خلط بعض المؤلفين الإسلاميين بينهما، فالزبور كتاب سماوي تشريعي، والمزامير أدعية وصلوات" (30).
ويقول "د. حسن الباش": " ما زال الغموض يلف الزبور الذي أنزله الله وأتاه للنبي داود عليه السلام. وبسبب من عدم ورود تفاصيل حول هذا الكتاب المُسمى بالزبور، فقد زهد المفسرون والباحثون في العودة إلى البحث عنه أو عن مضمونه... ومما زاد في الإشكال وجود ما يُسمى بالمزامير المدوَّنة في كتاب العهد القديم... لا بد لنا من طرح عشرات الأسئلة:
1- ما علاقة الزبور بالتوراة؟
2- هل الزبور كتاب تشريع أم كتاب أدعية ومواعظ وحكم؟
3- ما الكتاب الذي اعتمده داود عليه السلام في تطبيق التشريع والقضاء؟
4- هل أُنزل الزبور أم آتاه الله لداود دفعة واحدة كما هو كتاب موسى؟
5- ما رأي السُنَّة الشريفة في الزبور وهل هناك إشارات له ولمحتواه..؟
6- أين هو الزبور الآن. هل هو موجود أم أُخفي أم اندثر؟
7- ما هي المزامير، هل هي تأليف بشري أم وحي إلهي..؟
8ـ هـل هي أناشيد وغناء أداها داود عليه السلام حسب ما تقتضيه الحالة الشعرية والوضع النفسي والموضوعي؟
9- لماذا تُنسب المزامير إلى داود وسليمان وقورح وغيرهم؟
10- ماذا تحوي هذه المزامير وهل هناك تقاطعات مع عقيدة التوحيد كما عُلّمناها من القرآن الكريم؟
11- لماذا يضمها اليهود العبرانيون في كتاب التوراة " العهد القديم " ويرفضها اليهود السامريون؟ " (31).
كما يقول "د. حسن الباش" أيضًا:
" والزبور اسم الكتاب الذي أُنزل على داود عليه السلام وهو مائة وخمسون سورة ليس فيها حكم ولا حلال ولا حرام، بل فيها تسبيح وتقديس وتحميد وثناء على الله عزَّ وجلَّ ومواعظ... وكان داود يخرج إلى البريّة فيقوم ويقرأ الزبور، ويقوم علماء بني إسرائيل خلفه، ويقوم الناس خلف العلماء، وتقوم الجن خلف الناس، والشياطين خلف الجن، وتجئ الدواب التي على الجبال فيقمن بين يديه وترفرف الطيور على رؤوس الناس وهم يستمعون لقراءة داود ويتعجبون منها، فلما قارف الذنب زال عنه ذلك، وقيل له ان ذلك أنس الطاعة، وهذا ذل المعصية (محمد طه الدرة – تفسير القرآن وبيانـه وإعرابه – الجزء 3 ص 182)، وقال المفسّرون: إن الله سبحانه وتعالى كتب له في الزبور أن محمد (صلعم) خاتم الأنبياء وأن أمته خير الأمم لهذا خصه بالذكر" (32).
ج : معنى كلمة "زبور" - هل الزبور هو المزامير؟
يقول "الشماس الدكتور إميل ماهر" أن الزبور أي الكتاب المكتوب: " زبور: ويُقال لسفر المزامير في اللغة العربية القديمة "الزبور" ومعناها "الكتاب الزبور" أي "الكتاب المكتوب"، من الفعل؟ زَبَرَ "الكتاب أي كتبه أو أتقن كتابته، فهو مزبور وزبور" (33).
ويقول "المستشار محمد سعيد العشماوي" أن الزبور أي الكتب بصفة عامة: " واللفظ الذي ورد فـي القرآن عن المزامير هو زبور، والزبر هو الكتاب، والجمع زبور. وقد غلب الزبور على صحف داود، وكل كتاب هو زبور. وفي القرآن { لقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر} (الأنبياء 105)، وقيل بعد ذلك أن الزبور هو ما أُنزل على داود من بعد الذكر، أي من بعد التوراة. وثمة رأي أن الزبور هو التوراة والإنجيل والقرآن (على معنى كتاب)، ورأي آخر أن القصد بالذكر ليس التوراة، لكنه الذكر الذي في السماء، ولسان العرب، مادة، زأبر، أي ذكر الله عمومًا" (34).
1- واضح أن الزبور هو سفر المزامير، ولو كان هذا غير ذلك كقول عبد المجيد همُّو، فلماذا لم يُظهِر لنا الناقد الزبور الذي دعاه بالكتاب السماوي التشريعي المماثل للتوراة والإنجيل والقرآن؟!، وقد تغافل أن التوراة والإنجيل وأيضًا القرآن لهم تواجد على أرض الواقع، فلو كان الزبور غير المزامير فأين هو؟! ولم يفسر لنا عبد المجيد همُّو لماذا اختفى الزبور من الوجود؟! ولماذا لا يظهر له أي أثر؟!، وكيف يكون كتابًا سماويًا تشريعيًا ولم يحفظه الله؟!، وهل الله ضعيف حتى يضيع منه كتابًا مثل الزبور ولا يهتم بهذا؟!
2- تساؤلات "د. حسن الباش" العديدة تعكس حالة التيهان التي وقع فيها نتيجة إنكاره أن الزبور غير سفر المزامير، فقال أن المفسّرين والباحثين قد زهدوا البحث عن الزبور، لأنه لم يرد عنه أية أخبار في أي مكان، وفي هذا له بعض الحق، إذا حاول أن يصل إلى الزبور من خلال القرآن، لأن كل ما ذكره القرآن عن الزبور هو:
(1) "وَلَقَـدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ" (الأنبياء 21 : 105).
(2) "وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا" (النساء 4 : 63).
(3) "وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا" (الإسراء 17 : 55).
وإن الله نفسه لم يهتم بكتابهِ المفقود، فلم يحفظه، وعندما فُقد لم يرجعه للوجـود؟، فهل يهتم المفسَّرون بالبحث عنه؟! وهل هذه مسئوليتهم؟!
3- ردًا على التساؤلات الإحدى عشر التي أثارها دكتور حسن الباش نُجيب:
(1) ما علاقة الزبور بالتوراة؟.. نحن نؤمن ونوقن أن الزبور هو سفر المزامير، فهو سفر من الأسفار القانونية المُوحى بها، أما التوراة فهيَ تعني أسفار موسى الخمسة والعلاقة بينهما أن الكتاب المقدَّس في عهده القديم جمع كلٍ من التوراة والمزامير.
(2) هل الزبور كتاب تشريع أم كتاب أدعية ومواعظ وحكم؟.. سفر المزامير سفر متعدَّد الجوانب، جاء فيه الدعاء والتوسل والطلبات والتسابيح والمواعظ والحكم وفيه تعظيم للشريعة الإلهيَّة، وحث على طاعة الوصية... إلخ، فهو بالنسبة لنا معروف ومعلوم ونحن نعيش معه وبه كل يوم، بل كل ساعة، أما بالنسبة للناقد فالسفر مُبهَم، وسيظل مُبهَمًا حتى يؤمن أن الزبور هو سفر المزامير المُوحى به من الله.
(3) ما الكتاب الذي اعتمده داود عليه السلام في تطبيق التشريع والقضاء؟.. جاءت الشريعة والوصايا والنواهي والأوامر عبر أسفار التوراة الخمسة، وهيَ ما كان يلتزم بها داود في التشريع والقضاء.
(4) هل أُنزل الزبور أم أتاه الله لداود دفعة واحدة كما هو كتاب موسى؟.. لا المزامير ولا أي سفر آخر أُنزل على داود ولا موسى ولا أي نبي آخر، فنحن لا نؤمن بالوحي المُنزَّل الذي يلغي شخصية الكاتب، فيصبح الكاتب مجرد متلقي مثله مثل جهاز التسجيل أو الكمبيوتر يكتب ما يُمليه عليه الوحي، أي أننا لا نؤمن بالنظرية الإملائية الميكانيكية في كتابة الأسفار المُوحى بها، لأن الروح القدس يصاحب الكاتب دون أن يلغي شخصيته، ومن هنا جاء التنوع في الكتاب المقدَّس بحسب ثقافة وعلم وشخصية الكاتب، أما عمل الروح القدس فهو أن يرشده وينير ذهنه، ويعلّمه أمور لا يعرفها، ويعصمه من أدنى خطأ وارد، ويساعده على اِنتقاء الألفاظ، ويضع على فمه نبوات ربما لا يدرك أغوارها.
(5) ما رأي السُنَّة الشريفة في الزبور وهل هناك إشارات له ولمحتواه؟.. وهذا التساؤل لا يخصنا، إنما يخص الناقد الذي يملك السُنَّة الشريفة، وإن كان على حد علمنا أن الناقد لن يصل إلى شيء قط إلاَّ إذا أقرَّ أن الزبور هو سفر المزامير الذي بين أيدينا وبين أيدي اليهود أيضًا.
(6) أين هو الزبور الآن. هل هو موجود أم أُخفى أم اِندثر؟.. ما زال الزبور موجودًا ولكن هناك من ينكر نور الشمس، لم يخفهِ أحد ولا يستطيع مهما كانت قوته أن يحجب كلمة إلهنا القادر على كل شيء، ثم ما هيَ الفائدة التي تعود على الإنسان الذي يريد أن يخفيه؟! والزبور أيضًا لم يندثر لكن هناك من ينكر وجوده.
(7) ما هيَ المزامير، هل هيَ تأليف بشري أم وحي إلهي؟.. المزامير هيَ كلمة الله للإنسان كقول داود النبي " رُوحُ الرَّبِّ تَكَلَّمَ بِي وَكَلِمَتُهُ عَلَى لِسَانِي" (2صم 23 : 2)، وهيَ أيضًا كلمات الإنسان لله، وهذه الكلمات ممسوحة بالروح القدس، فلا خطأ فيها ولا ضعف ولا شائبة، بل كلها كلام مقدَّس، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. والمزامير مثل أي سفر آخر قانوني، والكتاب المقدَّس هو كلمة الله التي عبرت من خلال الذهن البشري فاكتسبت لغة وعلم وثقافة وشخصية الكاتب، فهيَ لها طبيعة مزدوجة، طبيعة إلهيَّة كاملة وأيضًا طبيعة بشرية كاملة
(8) هل هيَ أناشيد وغناء أداها داود عليه السلام حسب ما تقتضيه الحالة الشعرية والوضع النفسي والموضوعي..؟ نعم كتب داود نحو 73 مزمورًا من المائة والخمسين مزمورًا، بالإضافة إلى المزمور 151، وسجل داود جميع الحالات التي مرَّ بها (يُرجى الرجوع إلى إجابة س 1622).
(9) لماذا تنسب المزامير إلى داود وسليمان وقورح وغيرهم؟.. لأن هؤلاء مع غيرهم هم الذين كتبوا هذه المزامير.
(10) ماذا تحوي هذه المزامير وهل هناك تقاطعات مع عقيدة التوحيد ما عُلمناها من القرآن الكريم؟.. المزامير في متناول اليد، فلماذا يجهلها الناقد ويتساءل عن محتوياتها بينما هيَ في متناول يده؟! لماذا لا يقرأها ولو نالت إعجابه وتأكد من صدقها فله أن يناجي الله بها؟! لو قرأ هذه المزامير وتعمق فيها لأدرك أن وحدانية الله في السفر كله واضحة وضوح الشمس، وإن هناك تساؤلات حول بعض العبارات مثل القول "إله الآلهة" أو ما شابه ذلك، فذلك له تفسيره المقنع، وهذا ما سيلمسه الجميع عندما نتعرَّض لهذه الأمور، وليطمئن الناقد أنه ليس هناك شيئًا في السفر كله نتغافله أو نتستر عليه.
(11) لماذا يضمها اليهود العبرانيون في كتاب التوراة "العهد القديم" ويرفضها اليهود السامريون؟.. أي باحث يـُدرك جيدًا أن السامريين غير اليهود، فبعد أن أجلىَ ملوك آشور معظم الشعب اليهودي من المملكة الشمالية إلى بلاد ما بين النهرين باستثناء الضعفاء، وأحلَّ محلهم شعوب وثنية لا تعرف الله، وعندما تصاهر هؤلاء الوثنيون مع البقية اليهودية الضعيفة أنجبوا السامريين، وهؤلاء السامريون اعترفوا بأسفار موسى الخمسة فقط، ورفضوا بقية الأسفار بالكامل، وصاروا أعداء لليهود، واليهود نظروا إليهم باحتقار شديد، حتى أنه عندما كان يشتم يهودي يهوديًا آخر فأنه ينعته بأنه سامري وبه شيطان.
4- القول بأن داود عندما كان يترنَّم بالزبور كان يجتمع حوله الأنس والجن والشياطين والدواب والطيور، فإننا لا نجد أي خبر ولا أي صدى لهذه المبالغات في الأسفار المقدَّسة، ولا في التقليد اليهودي، ولا في أقوال الآباء الذين فسَّروا ذلك السفر، بل بالعكس عندما كان الروح الرديء يبغت شاول فيضطرب وتسوء حالته كان داود يعزف على العود مزاميره فلا يحتمل الروح الرديء صلوات داود القديس، فيهرب تاركًا ضحيته، فيرتاح شاول، وقـال لنا "القديس نيلس السينائي": " داوم على تلاوة المزامير لأن ذكرها يطرد الشياطين"، والآباء الذين لديهم موهبة إخراج الشياطين يصلون دائمًا بالمزامير. ثم دعنا نهمس في أذنك أيها الناقد، كيف تقرُّ القول بأن داود "فلما قارف الذنب زال عنه"، وأنت تنكر تمامًا خطيَّة داود وتنادي بعصمة الأنبياء؟!!
5- في الوقت الذي يؤكد فيه د. حسن الباش أنه لا يعـرف شيئًا عن الزبور، يعود ويؤكد أن الزبور غير سفر المزامير قائلًا: " سنعود لدراسة ما طرأ على هذه المزامير من تغيير وتبديل وتحسين لنؤكد أنها ليست هي الزبور كما يظن بعض الناس. فإذا كان الله سبحانه قد آتى داود زبورًا فإن هذه المزامير لا تمثل الزبور قطعًا لما فيها من تغيير وتبديل وتحريف" (35).. فكيف تأكد أن الزبور غير المزامير وهو يجهل الزبور تمامًا ولا يعـرف أي شيء عن محتوياته؟!
وكيف يؤكد أن الزبور غير المزامير، مع أنه يعطي أوصافًا للزبور تنطبق على سفر المزامير مثل قوله:
أ - أن الزبور يحوي مائة وخمسون سورة، وسفر المزامير هو السفر الوحيد الذي يحوي 150 مزمورًا.
ب- أن الزبور به تسبيح وتقديس وتحميد وثناء علـى الله عز وجل ومواعظ، وهذا ينطبق تمامًا على سفر المزامير الذي يمثل كله صلوات وتسابيح.
جـ- يقرَّ بأن سفر المزامير يتوافق مع القرآن فيقول: " المزمور الأول: عندما نقرأ المزمور الأول ونتمعن في معانيه نرى تقاطعًا واضحًا كبيرًا مع ما جاء في القرآن الكريم فهو يركز على صنفين من البشر، صنف المؤمنين وصنف الأشرار، ثم يركز على عاقبة كل من الطرفين... فتعاليم هذا المزمور تعاليم أخلاقية وهيَ أقرب كثيرًا إلى سلوك النبوة، ويقابلها في القرآن الكريم نفس التعاليم الأخلاقية... فإذا نظرنا بتمعن إلى هذه التقاطعات ندرك أن هذا المزمور هو مما يتناسب مع الزبور الخاص بالنبي داود عليه السلام، والتقاطع يدل على التواصل النبوي، وتواصل الوحي، ويدل على الروح الواحدة لتعاليـم الأنبياء وأخلاقهم" (36).
كما يقول "د. حسن الباش": " وفي المزمور 115: تمجيد لله الخالق الذي ليس مثله شيء لكن الذي يُلفت فيه هذا الحديث عن الأوثان التي يتعبد لها الناس.
فيقول: أن إلهنا في السماء. صنع كل ما شاء.
أوثانهم فضة وذهب صُنع أيدي البشر. لها أفواه ولا تتكلم. لها عيون ولا تبصر. لها أذان ولا تسمع. لها أنوف ولا تشم. لها أيد ولا تلمس. لها أرجل ولا تمشي ولا بحناجرها تتمتم. مثلها يصير صانعوها وجميع المتكلمين عليها.
فهذه الأوصاف التي يذكرها المزمور لا تبتعد عما جاء في القرآن الكريم من وصف للأوثان وأصحابها" (37).
فإن كان الأمر هذا فعلام هجومه على سفر المزامير؟! ولماذا يتنكر له؟! ولماذا يدّعي أنه غير الزبور؟!
_____
(30) مراجعة وتدقيق إسماعيل الكردي - اليهودية بعد عزرا وكيف أُقرت ص 36، 37، 39.
(31) الكتاب والتوراة - عندما باع الحاخامات موسى عليه السلام ص 81، 82.
(32) المرجع السابق ص 89.
(33) سفر المزامير - قبطي عربي جـ 1 ص 12.
(34) الأصول المصرية لليهودية ص 198.
(35) الكتاب والتوراة - عندما باع الحاخامات موسى عليه السلام ص 89.
(36) الكتاب والتوراة - عندما باع الحاخامات موسى عليه السلام ص 95، 96.
(37) المرجع السابق ص 109، 110.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1627.html
تقصير الرابط:
tak.la/t6s56yw