ج: 1- بعد شفاء أيوب لم يحيي الله أولاده الذين ماتوا، لكنه رزقه " سَبْعَةُ بَنِينَ وَثَلاَثُ بَنَاتٍ. وَسَمَّى اسْمَ الأُولَى يَمِيمَةَ، وَاسْمَ الثَّانِيَةِ قَصِيعَةَ، وَاسْمَ الثَّالِثَةِ قَرْنَ هَفُّوكَ. وَلَمْ تُوجَدْ نِسَاءٌ جَمِيلاَتٌ كَبَنَاتِ أَيُّوبَ فِي كُلِّ الأَرْضِ، وَأَعْطَاهُنَّ أَبُوهُنَّ مِيرَاثًا بَيْنَ إِخْوَتِهِنَّ" (أي 42: 13-15). أمَّا في الفكر الإسلامي فقال البعض أن الله أحيا أبناء وبنات أيوب العشرة الذين سقط عليهم البيت وماتوا، ورزقه عشرة أبناء وبنات آخرين، فقال " الثعلبي" (أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري): "وقال وهب كان له سبع بنات وثلاثة بنين، وقال آخرون بل ردهم الله تعالى إليه بأعيانهم وأعطاه أهله ومثلهم معهم، وهذا قول ابن مسعود وابن عباس وقتادة وكعب قالوا أحياهم الله تعالى وآتاه مثلهم"(1)، ونحن نؤكد على أن الكتاب المُقدَّس لم يذكر على الإطلاق أن الله أحيا أبناء أيوب الذين ماتوا، فالقول السابق يفتقر للسند الكتابي، بل أن أبناء أيوب الذين ماتوا كانوا سبعة بنين وثلاث بنات وليس كما جاء في القول السابق.
وقال آخرون أنه وُلِد لأيوب بعد شفائه 26 ذكرًا، فقال " دكتور رشدي البدراوي": "أخرج ابن مردوية عن آخرين عن ابن عباس. قال: سألت النبي صلعم عن قوله: " وأتيناه" (سورة ص 43) قال: رد الله تعالى امرأته إليه وزاد من شبابها حتى ولدت له ستة وعشرين ذكرًا"(2). وقال " ابن كثير": "وقال الضحاك عن ابن عباس: ردَّ الله إليها شبابها وزادها حتى ولدت له ستة وعشرين ولدًا ذكرًا"(3).
2- قال الكتاب المُقدَّس: "وَبَارَكَ الرَّبُّ آخِرَةَ أَيُّوبَ أَكْثَرَ مِنْ أُولاَهُ. وَكَانَ لَهُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفًا مِنَ الْغَنَمِ، وَسِتَّةُ آلاَفٍ مِنَ الإِبِلِ، وَأَلْفُ فَدَّانٍ مِنَ الْبَقَرِ، وَأَلْفُ أَتَانٍ" (أي 42: 12). ولم يرد في الكتاب على الإطلاق أن الله أنزل عليه جرادًا من ذهب كما جاء في التراث الإسلامي، فقال " ابن كثير": "وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي زرعة... عن أبي هريرة عن النبي صلعم قال " لما عافى الله أيوب عليه السلام أمطر عليه جرادًا من ذهب، فجعل يأخذ منه بيده ويجعل في ثوبه، قال: فقيل له: يا أيوب، أما تشبع؟ قال: يا رب، ومن يشبع من رحمتك " وهكذا رواه الإمام أحمد عن أبي داود الطيالسي..."(4).
وقال " الشيخ محمد متولي الشعراوي": "عن أبي هريرة عن النبي صلعم قال: "بينما أيوب يغتسل عريانًا، خرَّ عليه رجل جراد من ذهب، فجعل يحثي في ثوبه فنادى ربه: يا أيوب، ألم أكن أغنيك عما ترى؟ قال: بلى يا رب، ولكن لا غنى من بركتك". أخرجه البخاري {3391}"(5).
وقال " الثعلبي": "وكان له (لأيوب) أندران أندر للقمح وأندر للشعير، فبعث الله تعالى سحابتين، فلما كانت أحدهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض. ويُروى أن الله تعالى أمطر عليه جرادًا من ذهب فجعل يحثو في ثوبه، فناداه يا أيوب ألم أغنك عما ترى؟ قال: بلى يا رب، ولكن لا غنى لي عن فضلك ورزقك ورحمتك ومن يشبع من نعمتك"(6).
وواضح من القصة الحقيقية التي وردت في سفر أيوب أن الله ضاعف ثروة أيوب الحيوانية، ولا نجد أي أثر لقصة جراد الذهب، وهل بعد أن سبق ورأى أيوب ضياع كل ثروته وأولاده في لحظات، سيَغريه الذهب أو غيره من ممتلكات هذا العالم الزائل؟!!
_____
(1) قصص الأنبياء المُسمَى عرائس الجالس ص 144.
(2) قصص الأنبياء والتاريخ - إسحق ويعقوب ويوسف وأيوب وشعيب ص 632.
(3) قصص الأنبياء للإمام أبي الفداء إسماعيل بن كثير ص 174.
(4) المرجع السابق ص 173، 174.
(5) قصص الأنبياء جـ2 مكتبة التراث الإسلامي ص 1188.
(6) قصص الأنبياء المُسَمى عرائس المجالس ص 142.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1622.html
تقصير الرابط:
tak.la/na2bz3y