ج: جاء في سفر نحميا بعض الأسماء اللامعة من الكهنة واللاويين الذين صعدوا مع زربابل من بابل إلى أورشليم في الفوج الأول للعائدين من السبي (نح 12: 1 - 9) ثم جاء أنساب رؤساء الكهنة (نح 12: 10 - 21) وأيضًا أسماء بعض رؤساء اللاويين (نح 12: 22 - 26). فقد ذكر نحميا أسماء رؤوس العائلات من الكهنة واللاويين كرموز للعائدين من السبي، وإذ لم يتسع المقام هنا لذكر آلاف العائدين كل واحد باسمه وكل واحدة باسمها، فبلا شك أن أسمائهم مُسجلة في سفر الحياة، وهدف الوحي الإلهي من تسجيل تلك الأسماء لكي يعلم الجميع أن الله ليس بظالم حتى ينسى تعب المحبة، فهؤلاء الذين جاءوا إلى أورشليم في الفوج الأول لبناء هيكل رب الصباؤوت، وقد تركوا بيوتهم وممتلكاتهم وتجاراتهم ومنجزاتهم في أرض السبي، وفضلوا أورشليم ذات الأسوار المنهدمة وأبوابها المحروقة بالنار عن مدينة بابل سيدة مدائن الأرض ذات الغنى والبهجة والبهاء الأرضي. أتوا إلى أورشليم وأعادوا الحياة للهيكل فاستحقوا أن تُسجّل أسمائهم في هذا الدهر، وفي سفر الحياة، وقد حقَّق الله وعده "الصِّدِّيقُ يَكُونُ لِذِكْرٍ أَبَدِيٍّ" (مز 112: 6)، وهذا ما رأيناه ونراه، إذ يحفظ الله أسماء الأمناء كنجوم لامعة على مدار الأيام. وأيضًا عندما يذكر نحميا هذه الأسماء اللامعة من الكهنة واللاويين فأنه يعطي الحافز لأبنائهم لكيما يسيروا على منوالهم في التضحية والشجاعة والمحبة والأمانة... حقًا أن شعبًا بلا تاريخ هو بلا مستقبل، وجميع الأمم بلا شك تفخر بتاريخها.
ويقول "القمص تادرس يعقوب": "يقدّم لنا هذا الأصحاح قائمة بأسماء رؤوس كهنة ولاويين رجعوا مع زربابل ويهوشع... هذه القائمة ليست شاملة لكل الكهنة واللاويين، إنما تقدم الأسماء اللامعة التي كان لها دورها الفعَّال، والذين نجحوا في عملهم وقاموا بمهمتهم بإخلاص وفي شجاعة. غاية هذه القائمة حث الأجيال التالية للعمل بجدية وإخلاص، متمثلين بالقادة المُخلصين"(1).
_____
(1) تفسير سفر نحميا ص 209.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1474.html
تقصير الرابط:
tak.la/3tqsb58