ج: 1- قال الكتاب: "أَعْطَى دَاوُدُ سُلَيْمَانَ ابْنَهُ مِثَالَ الرِّوَاقِ وَبُيُوتِهِ وَخَزَائِنِهِ وَعَلاَلِيِّهِ وَمَخَادِعِهِ الدَّاخِلِيَّةِ وَبَيْتِ الْغِطَاءِ. وَمِثَالَ كُلِّ مَا كَانَ عِنْدَهُ بِالرُّوحِ لِدِيَارِ بَيْتِ الرَّبِّ وَلِجَمِيعِ الْمَخَادِعِ حَوَالَيْهِ، وَلِخَزَائِنِ بَيْتِ اللهِ وَخَزَائِنِ الأَقْدَاسِ" (1أي 28: 11، 12) وعندما تحدث داود عن منائر الذهب وموائد خبز الوجوه ومذبح البخور قال: "قَدْ أَفْهَمَنِي الرَّبُّ كُلَّ ذلِكَ بِالْكِتَابَةِ بِيَدِهِ عَلَيَّ" (1أي 28: 19) فقد استلم داود هذه التصميمات من الله، كما رأى موسى من قبل نموذج خيمة الاجتماع وهو على الجبل، ويقول "القس وليم مارش": "أعطى داود مثال الهيكل لسليمان وأخذه داود بالروح من الله كما أخذ موسى رسم المسكن (خر 25: 8، 9) وكان الهيكل على رسم المسكن مضاعفًا أي كان الطول مضاعف طول المسكن والعرض والعلو كذلك وله محلان القدس وقدس الأقداس وآنيته كآنية المسكن (1مل ص 6، 7)... قد أفهمني الرب كل ذلك بالكتابة: رسم الهيكل بإرشاد الرب وإلهامه ككتبة الأسفار المقدَّسة فأنهم كتبوها بأيديهم... وأما مضمونها فمن الله بالوحي"(1).
2- يقول " القمص تادرس يعقوب ": "إن كان موسى قد تلقى طراز الخيمة من الله (خر 25: 9) فإن شكل المؤسسات هنا قدمه داود مُوحى به من الله. نُسب التصميم المعماري للهيكل ومرفقاته لداود الملك، كما نُسب التصميم المعماري للخيمة لموسى النبي (خر 25: 19، عب 9: 1 - 2)... لبناء الهيكل سلَّمه (سلم داود سليمان) نموذجًا للمبنى لأنه كان ذا خصائص لم يرها قط هو ولا مهندسوه، فنموذج خيمة الشهادة أراه الله لموسى على الجبل (عب 8: 5)، كذلك نموذج الهيكل أعطاه الله بيده لداود (1أي 28: 19)، وقد أُعطي له كتابة ربما بخدمة ملائكة"(2).
3- يقول "هـ. ل. روسييه ": "أن داود قد استلم كل التفاصيل، ليس بنموذج كما كان أمام عيني موسى على الجبل، لكي ينفذه، بل أنه أخذ هذه التفصيلات (التي كانت بداخله وفي فكره) بواسطة الروح. فلا شيء كان يعتمد على موهبة التنظيم لدى داود أو على ذكائه الطبيعي، فكل شيء قد وصل إليه مباشرة من الله " قَدْ أَفْهَمَنِي الرَّبُّ كُلَّ ذلِكَ بِالْكِتَابَةِ بِيَدِهِ عَلَيَّ" (1أي 28: 19) كما أخذ أيضًا بالوحي التوجيهات بخصوص "فِرَقِ الْكَهَنَةِ وَاللاَّوِيِّينَ، وَلِكُلِّ عَمَلِ خِدْمَةِ بَيْتِ الرَّبِّ" (1أي 28: 13) والأواني ذاتها كانت تختلف عن تلك التي كانت في الخيمة، دون اختلاف حقيقي في معناها الرمزي، ولكن أعدادها وأوزانها اختلفت، كما أُضيف أواني جديدة. كذلك أيضًا بالنسبة للأدوات الموسيقية. وقد تحددت بالوحي ذات أوزان كل شيء من ذهب ومن فضة من المنائر في المناشل والمناضح (1أي 28: 16، 17). أما تابوت العهد الذي ضم بداخله الناموس فبقى كما هو، بكرسي الرحمة وبالكاروبيم المُظلَّل عليه، فلا العهد ولا كرسي الرحمة يتبدلان بأي طريقة. وبالمباينة مع ذلك فإن الكروبيم يبسط جناحيه ويلمس حائطي المقدس. وهما شيئان جديدان تمامًا (2أي 3: 10 - 14، 5: 7 - 9)"(3).
4- أما عن سجود الشعب فيقول سفر الأخبار أنه بعد أن بارك داود الرب أمام كل الجماعة وصلى صلاة عميقة، ثم " قَالَ دَاوُدُ لِكُلِّ الْجَمَاعَةِ: بَارِكُوا الرَّبَّ إِلهَكُمْ. فَبَارَكَ كُلُّ الْجَمَاعَةِ الرَّبَّ إِلهَ آبَائِهِمْ، وَخَرُّوا وَسَجَدُوا لِلرَّبِّ وَلِلْمَلِكِ" (1أي 29: 20) لقد سجدوا للرب سجود العبادة وسجدوا للملك سجود الإكرام، ويقول " القمص تادرس يعقوب ": "دعا شعبه أن يباركوا الرب، صورة رائعة للخشوع أمام الله بمهابة عظيمة!
1- لقد اشتركوا مع داود في عبادة الله، فعندما أتمَّ صلاته طلب منهم الموافقة "الآن باركوا الرب إلهكم" (20).
2- قدَّموا احترامهم للملك ناظرين إليه على أنه أداة في يد الله لخيرهم وأنهم بتكريمه يكرّمون الله"(4).
ويقول "هـ. ل. أليسون": "الكلمة العبرية المترجمة عادة "سجد" في العهد القديم تعني أحنى نفسه أو خرَّ، ولهذا يمكن استخدامها هنا لله وللملك على السواء"(5).
_____
.(1) السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم جـ 5 ص 39.
(2) تفسير أخبار الأيام الأول ص 572، 573.
(3) تأملات في سفر أخبار الأيام الأول ص 116.
(4) تفسير أسفار أخبار الأيام الأول ص 590.
(5) مركز المطبوعات المسيحية - تفسير الكتاب المقدَّس جـ 2 ص 306.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1405.html
تقصير الرابط:
tak.la/4c8qb45