St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1356- ملك آحاز وعمره 20 سنة وملك 16 سنة (2مل 16: 2) أي أن إجمالي عمره 36 سنة، ثم ملك ابنه حزقيا وله من العمر 25 سنة (2 مل 18: 1، 2).. فهل معنى هذا أن آحاز تزوج وأنجب ابنه حزقيا وهو في الحادية عشر من عمره؟(1)

 

          كما يقول " علاء أبو بكر":".. أي لا بُد أن يكون أنجبه أبوه عندما كان عمره 11 سنة، وعلى ذلك لا بُد أن يكون أبوه قد تزوج وعمره 10 سنوات، وهذا سن معتاد فيه الزواج في قديم الزمان، ولكن كم كان عمر أمه إذًا حين تزوجت بأبيه ابن العشر سنوات؟ فإن كانت أصغر منه بسنتين أو ثلاثة، فيكون هذا دليل تطبيقي من الكتاب المقدَّس أن هناك من البنات من ينضجن في سنة صغيرة، ويكن صالحات للزواج. ويكون تهكم المعترضين على زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بالسيدة عائشة، وهي ابنة تسع سنوات أو أكبر من باب الخداع لكم أنتم.

          ولو أخذنا بكلام ملوك الثاني 16: 2 التي تحدد عمر آحاز بعشرين سنة، فلابد أن يكون أبوه ابن خمس سنوات حين تزوج من أم أحاز، فكم يكون عمر أم آحاز التي تزوجت برجل عمره خمس سنوات؟ أعتقد أنها ستكون في سن تتبول فيه وتتبرز في ملابسها. وهذا سن غير صالح للزواج، ولكن للتبني"(2).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ج: 1- جاء في سفر الملوك: "كَانَ آحَازُ ابْنَ عِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ" (2مل 16: 2). أي أنه مات وله من العمر 20 + 16 = 36 عامًا، ومَلَكَ ابنه وكان عمره 25 عامًا " مَلَكَ حَزَقِيَّا بْنُ آحَازَ مَلِكِ يَهُوذَا. كَانَ ابْنَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ" (2مل 18: 1، 2). فقد تولى حزقيا الملك بعد موت أبيه عن عمر نحو 36 عامًا، وكان عمر حزقيا حينذاك 25 عامًا. إذًا آحاز أنجب ابنه حزقيا في عمر 36-25 = 11 سنة.

          وبما أن الجزء من السنة حتى لو كان شهرًا كان يُحتسب سنة لذلك تستطيع أن تقول أن حزقيا عندما تولى الملك منفردًا كان عمره 23 سنة وجزء من السنة ربما شهر واحد في البداية، وجزء من السنة أيضًا في النهاية، وهذا يجعل الفارق بين آحاز وابنه حزقيا نحو 12 عامًا أو ما يزيد على ذلك قليلًا، وجاء في "كتاب الهداية": "لا مانع من أن يكون بينه وبين أبيه أحد عشر سنة، قال أبو محمد {كان بين عبد الله وبين أبيه عمر بن العاص أثنتا عشرة سنة في السن} وأعاد ابن قتيبة هذا الكلام ثانية في كتاب المعارف في صحيفة (198) فيكون مثل الفرق بين حزقيا وبين آحاز ابنه، فإن الاثنتي عشرة سنة هجرية تساوي إحدى عشر سنة شمسية، وحدَّث إسحق ابن راهوية عن صالح قال كانت لنا جارية بنت إحدى وعشرين سنة وهي جدة(3).. نقول أيضًا بما أن القدماء كانوا يراعون السنة التي يحسبون منها المدة سواء تكون انتهت أم اُبتدى فيها، يكون عمر آحاز لما ابتدأ أن يحكم 21 سنة ومضى عليه 17 سنة في الحكم، وربما يكون حزقيا دخل في السنة الخامسة وعشرين من حكمه وعليه فيكون عمر والده آحاز أربع عشرة سنة وهو أمر عادي في الشرق"(4).

 

2- هناك احتمال آخر وهو أن يكون هناك فاصل زمني بين موت آحاز وتنصيب حزقيا ملكًا، فقد انحرف آحاز ونشر العبادات الوثنية وأغلق أبواب الهيكل، وعندما مات وتولى حزقيا ابنه المسئولية قام بإصلاحات دينية، ففي " السَّنَةِ الأُولَى مِنْ مُلْكِهِ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ فَتَحَ أَبْوَابَ بَيْتِ الرَّبِّ وَرَمَّمَهَا" (2أي 29: 3) وبدأ ينظم العبادة في الهيكل ويجمع صفوف اللاويين (2أي 29) وأقام عيد الفصح العظيم (2أي 30)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ثم " خَرَجَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ الْحَاضِرِينَ إِلَى مُدُنِ يَهُوذَا، وَكَسَّرُوا الأَنْصَابَ وَقَطَعُوا السَّوَارِيَ، وَهَدَمُوا الْمُرْتَفَعَاتِ وَالْمَذَابحَ مِنْ كُلِّ يَهُوذَا وَبَنْيَامِينَ وَمِنْ أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى حَتَّى أَفْنَوْهَا" (2أي 31: 1) فربما كل هذا استغرق بضعة سنوات من حكم حزقيا، ثم نُصّب ملكًا على يهوذا طبقًا للشريعة الموسوية فكان عمره عند التنصيب 25 عامًا، ولكن عندما تولى المسئولية كان ذلك قبل نحو عامين أو أكثر، وهذا يؤدي إلى أن آحاز عندما أنجب ابنه حزقيا كان في نحو الخامسة عشر من عمره، وهذا أمر مقبول في المجتمع الشرقي القديم، ويقول " الأستاذ الدكتور وهيب جورجي كامل": "بالرجوع إلى تاريخ حياة آحاز، نجده قد أفسد العبادة الهيكلية، وأحل محلها العبادات الوثنية ومَلَك حزقيا ابنه، ليجد نفسه أمام عبء ثقيل من الإصلاحات الدينية، استغرق منه عدة سنين، حتى تمكن من إعادة تنظيم العبادة الهيكلية من جديد، قبل أن يُمسح بموجب المراسيم والطقوس الموسوية(5). ومعروف أن مسح الملوك في العهد القديم، كان يتطلب وجود العبادة الهيكلية، واستقرار نظمها وطقوسها أولًا، لهذا فمن المرجح كثيرًا أن حزقيا لم يُمسح ملكًا بيد الكهنة، إلاَّ بعد إعادة تنظيم العبادة في الهيكل، التي استغرقت مدة زمنية غير قليلة.

     وعلى هذا يكون المقصود من النص الوارد في (2مل 18: 2) في قوله عن حزقيا أنه: "كَانَ ابْنَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ". أي حين مُسح ملكًا بموجب شريعة موسى، بعد تنظيم العبادة الهيكلية من جديد، التي استغرقت منه عدة سنوات لم يحددها الكتاب المقدَّس بالتفصيل أي لم يكن تجاوز العشرين من عمره، أثناء وفاة أبيه، وهذا يعني أن أباه أنجبه وهو في السادسة عشرة من عمره، أو يزيد تبعًا للمدة غير المعروفة، التي قضاها حزقيا في إعادة نظم العبادة"(6).

 

3- قال الناقد لو أخذنا بما جاء في (2مل 16: 2) أن عمر آحاز حين مَلَكَ كان عشرون سنة، إذًا عمر أبيه يوثام حين تزوج كان 5 سنوات وأمه كانت طفلة في اللفة.

تعليق: جاء في سفر الملوك " مَلَكَ يُوثَامُ بْنُ عُزِّيَّا مَلِكِ يَهُوذَا. كَانَ ابْنَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً" (2مل 15: 32، 33) والستة عشر عامًا التي مَلَكَ خلالها يوثام كانت بعد إنفراده بالحكم بعد موت أبيه عُزّيا (راجع إجابة س 1349). إذًا عمر يوثام 25 + 16 = 41 عامًا. وقد مَلَكَ آحاز ابنه وله من العمر عشرين عامًا: "كَانَ آحَازُ ابْنَ عِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ" (2مل 16: 2) إذًا عمر يوثام حين أنجب ابنه كان 41-20 = 21 سنة.

     ولكن الناقد غضَّ البصر عن مدة حكم يوثام، وقارن بين عمر يوثام حين مَلَكَ (25 سنة) وعمر آحاز حين مَلَكَ (20 سنة) وقال أن يوثام أنجب آحاز عندما كان عمره 25 - 20 = 5 سنوات. بينما الحقيقة أن يوثام أنجب آحاز عندما كان عمره (25 + 16) - 20 = 21 سنة، وحتى لو تداخل حكم آحاز مع أبيه يوثام، فإن مدة التداخل سنوات قليلة، من المستحيل أن تؤدي بنا إلى النتيجة التي انتهى إليها الناقد.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) البهريز جـ 1 س 97.

(2) البهريز في الكلام اللي يغيظ جـ 1 س 98 ص 79، 80.

(3) أنظر كتاب المعارف لإبن قتيبة صحيفة 97.

(4) الهداية جـ 1 طبعة 1900 ص 194، 195.

(5) راجع الإصحاحات من 28 إلى 31 من سفر أخبار الأيام الثاني.

(6) مقدمات العهد القديم ص 137، 138.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1356.html

تقصير الرابط:
tak.la/27hmzmg