ج:
جاء في سفر الملوك: "وَفَتَنَ هُوشَعُ بْنُ ايلة عَلَى
فَقْحَ بْنِ رَمَلْيَا وَضَرَبَهُ فَقَتَلَهُ، وَمَلَكَ عِوَضًا
عَنْهُ فِي السَّنَةِ الْعِشْرِينَ لِيُوثَامَ بْنِ عُزِّيَّا"
(2مل 15: 30).
وجاء في
نفس الإصحاح: "فِي السَّنَةِ
الثَّانِيَةِ لِفَقْحَ بْنِ رَمَلْيَا مَلِكِ
إِسْرَائِيلَ،
مَلَكَ يُوثَامُ بْنُ عُزِّيَّا مَلِكِ يَهُوذَا... مَلَكَ سِتَّ
عَشَرَةَ سَنَةً فِي
أُورُشَلِيمَ" (2مل 15: 32، 33).
فكيف يقول في السنة العشرين لمُلك يوثام
(2مل 15: 30)
بينما يوثام لم يملك سوى ستة عشر عامًا (2مل 15: 33)؟
والحقيقة أن مدة حكم يوثام الفعلية بعد انفراده بالحكم
هي 16 سنة (2مل 15: 33) ولكن عُزّيا ملك يهوذا كان قد أشرك ابنه
يوثام في الحكم معه قبل موته، كعادة ملوك ذاك الزمان، بالإضافة
إلى أن عُزّيا أصيب بالبرص من جراء تعديه على وظيفة الكهنوت ودخل
إلى الهيكل ليوقد على مذبح البخور رغم تحذيرات الكهنة له (2أي 26: 16
- 18) " وَضَرَبَ الرَّبُّ الْمَلِكَ فَكَانَ أَبْرَصَ
إِلَى يَوْمِ وَفَاتِهِ، وَأَقَامَ فِي بَيْتِ الْمَرَضِ،
وَكَانَ يُوثَامُ ابْنُ الْمَلِكِ عَلَى الْبَيْتِ يَحْكُمُ عَلَى
شَعْبِ الأَرْضِ" (2مل 15: 5) فيوثام حكم شريكًا لأبيه
في الحكم، وجاء في " التفسير التطبيقي": "ملك يوثام
مع أبيه عزريا مدة عشر سنوات، فقد ملك الأب والابن معًا، لأحد
الأسباب الآتية:
(2) أراد الأب أن يدرب ابنه على قيادة الأمة.
(3) كان الأب مريضًا أو منفيًا (لإصابته بالبرص).
وقد كان هناك ملوك شركاء كثيرون في تلك الفترة، فقد شارك يهوشافاط أباه آسا، وشارك يهورام أباه يهوشافاط، وشارك يوثام أباه عزريا، وشارك يربعام أباه يهوآش، وشارك منسى أباه حزقيا"(2).
فعندما قال الكتاب أن يوثام ملك على يهوذا 16 سنة فهو كان يحدد مدة حكمه منفردًا بعد موت أبيه، وعندما قال الكتاب أن فقح مات في السنة العشرين من مُلك يوثام فهذا يعني أنه مات في نحو السنة العاشرة لحكم يوثام بمفرده.
2- تبدو هنا إشكالية أخرى لم يذكرها الناقد ولكن من المهم التعرض لها، وهي طبقًا لما جاء في (2مل 15: 32، 33) نجد أن مُلك يوثام بدأ في السنة الثانية لمُلك فقح بن رمليا، واستمر لمدة 16 سنة أي حتى نحو السنة 17 أو 18 من مُلك فقح، وبهذا يكون يوثام قد مات في السنة 17 أو 18 من حكم فقح، وكان فقح مازال على قيد الحياة، فكيف يقول الكتاب أن فقح مات في السنة العشرين لحكم يوثام؟
الحقيقة أن فقح كان قد كوَّن حكومة منافسة في أواخر أيام منحيم ملك إسرائيل، وبعد موت منحيم ظل فقح يناوئ ابنه فقحيا لمدة سنتين حتى تمكن من اغتياله، واغتصب العرش لنفسه، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فعندما قال الكتاب: "مَلَكَ فَقْحُ بْنُ رَمَلْيَا عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي السَّامِرَةِ عِشْرِينَ سَنَةً" (2مل 15: 27) فقد حدَّد بداية العشرين سنة هذه منذ تكوينه حكومة الظل مع أواخر أيام منحيم.
وجاء في هامش " الكتاب المقدَّس الدراسي": "في السنة الثانية والخمسين لحكم عزريا 740 ق.م. تقريبًا... عشرين سنة: بين سنتي 752-732 ق.م. تقريبًا، وذلك بناء على افتراضات (يبدو أن المعلومات تحتمها) بأن فقح قد أسَّس فعليًا حكومة منافسة لحكومة منحيم في منطقة نهر الأردن في الوقت الذي اغتال فيه منحيم شلوم... وعدد سنوات الحكم الوارد هنا يوضح تلك الفترة الخاصة بالحكومة المتمردة"(3).
وجاء في " دائرة المعارف الكتابية " عن اغتيال فقحيا: "فقحيا بن منحيم الملك السابع عشر من ملوك إسرائيل (المملكة الشمالية) مَلَكَ عقب موت أبيه منحيم في السنة الخمسين لعُزّيا ملك يهوذا (2مل 15: 22، 23) وقد تولى فقحيا عرشًا تحوطه المخاطر، كما هي العادة بعد وفاة ملك قوي في بلد لا يوجد به قانون ثابت لوراثة العرش، فلم يملك سوى سنتين حتى فتن عليه أحد قواده (فقح بن رمليا) وقتله ومَلَكَ عوضًا عنه، فكان سابع ملك يُغتال من ملوك إسرائيل (الآخرون هم: ناداب، إيله، تبنى، يهورام، زكريا، شلوم) فقد اقتحم عليه القصر فقح بن رمليا ومعه خمسون رجلًا من بني الجلعاديين وقتله وملَلَكَ عوضًا عنه"(4).
_____
(1) البهريز جـ1 س472.
(2) التفسير التطبيقي ص 812.
(3) الكتاب المقدَّس الدراسي ص 904.
(4) دائرة المعارف الكتابية جـ 6 ص 67.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1349.html
تقصير الرابط:
tak.la/fdn7nz5