ج: 1-
سبق الإجابة على هذا الموضوع(1).
2- يقول " القمص تادرس يعقوب": "تمتدح كلمة الله داود
من أجل استقامة قلبه، ويُحسب أنه لم يحد عن وصايا الرب. لقد أخطأ
داود لكن لم يُذكر شيء من خطاياه، إنما فقط ذُكرت خطيته بخصوص "
قضية أوريا الحثي " هذا لا يعني أنها لم تُغفر، إنما أراد الله أن
يؤكد خطورتها حتى لا يسقط فيها أحد. حقًا بتوبته لم يفقد عهده مع
الرب ولا خسر المواعيد الإلهيَّة له ولنسله من بعده.
ذكر هذه الخطية يحثنا على الحذر الشديد
منها لأنها تبقى ملتصقة بنا لا من جهة خلاصنا ومجدنا الأبدي وإنما
لكي يعتبر الآخرون فلا يسقطون. ومن جانب آخر ذِكْرها يؤكد مراحم
الله الذي يتطلع إلى قلب داود أنه مستقيم وبلا لوم بالرغم من سقوطه
في هذه الخطية البشعة ذِكْرها يفتح باب الرجاء أمام كل خاطئ"(2).
3- يقول "
الأرشيدياكون نجيب جرجس": "أن داود
أخطأ مع امرأة أوريا الحثي وقتل زوجها أيضًا، ولكنه لم يقلل من
عبادته للرب ولم يناصر آلهة الشعوب، بل ظل ثابتًا على الإيمان
بالله الواحد وغيورًا على مذبحه الواحد، وقد ظلت خطيته أمامه في كل
حين وندم وتاب بعدها، بينما
سليمان
لم يظل على غيرته على إيمانه، بل بينما نراه يؤمن بالله نراه يعمل
على نشر عبادة الأوثان وبينما كان يتبع الرب أحيانًا فيقدم ذبائحه
ويعيد أعياده، كان في نفس الوقت يساعد نساءه على أن يعبدن الآلهة"(3).
كما يقول "
الأرشيدياكون نجيب جرجس
" أيضًا:"
(1)
أن الرب بعدله ومحبته يذكر ما للصديقين من مآثر طيبة، ويشهد هنا
لداود بأنه عمل كل ما هو مستقيم في عيني الرب، وحفظ وصاياه كل
أيام حياته باستثناء الخطأ الذي وقع فيه أوريا وزوجته (2صم 11). وقد ندم إليه داود وتاب توبة صادقة وغفر له الرب
(2صم 12) ولكن
داود كان مثال الملك العابد للرب والأمين في عبادته وحده والذي عمل
دائمًا بوصايا الرب.
(2) رغم أن داود قد ندم وتاب ورغم أن الرب قد صفح عنه، وشهد
بتقواه واستقامته، ولكن لأن الرب قدوس وكامل وبار، ذكر أيضًا
خطيته " في قضية أوريا الحثي " لكي يكون هذا عبرة للأجيال...
والرب يحب جدًا أن يحيا أولاده كاملين تمامًا وقديسين تمامًا ولا
يسمحوا للخطية أن تمس حياتهم أو تلوث ولو فترة من تاريخهم"(4).
4- يقول "نورمين جيسلر"
Norman Geisler:
"عندما كان
سليمان كبير السن، أملن زوجاته قلبه بعيدًا عن الله
(1مل 11: 4) وهذه الآية تقارن بين
سليمان وداود، بالتأكيد أن قلب
سليمان كان غير مخلص تجاه الله كما كان قلب داود مخلصًا إلى الله،
ولكن في ضوء خطية داود بالزنا مع بثشبع وقتله لزوجها أوريا الحثي،
كيف يمكن أن يقرر السفر أن قلب داود كان مخلصًا لله؟
الآية حرفيًا تقول أن قلب
سليمان
لم يكن مخلصًا
(مُكرّس نفسه) إلى الله كما كان قلب
داود أبيه... التضاد بين
سليمان
وداود موجود في الحقيقة الآتية:
بينما كان
سليمان
تحت إغراء زوجاته
لعبادة آلهة أخرى، عَبَدَ داود إله
إسرائيل
وحده، وبالرغم من أن داود اقترف بعض الخطايا الصعبة والخطيرة لم يعبد على الإطلاق آلهة أخرى، كان قلبه بالتمام مُخلص لله، وإيمانه كان يركن إليه كصالح ومستقيم...
التعبير في السؤال بلا أي معاني تعبر عن
العصمة من الإثم والخطية لعدة أسباب:
أولًا: هي خواص عامة حقيقية في حياة داود، تمامًا مثل أيوب لم
يكن بدون خطية ولكن سُمي بار ومستقيم (أي 1: 1) وحتى مع ذلك
حياة داود كانت بدون خطايا عظمى.
ثانيًا: مدح داود ليس مطلقًا، ولكنه بالنسبة إلى كل خطايا أبيام
يعتبر ملتزمًا (1مل 15: 1 - 3) داود فعل خطايا مع استثناء واحدة
عظيمة حيث كان مستقيم في عيني الرب كما تقول الآية (5).
ثالثًا: حتى حينما أخطأ فعل ما هو مستقيم وتاب فورًا عندما
واجه الله (2صم 12: 1).
رابعًا: استخدام الاستثناء في قوله (إلاَّ في أمر أوريا الحثي)
لم يرد في العديد من نسخ مخطوطات العهد القديم كما لم يرد في نسخة
مخطوطة الفاتيكان أيضًا، ومن ثمَّ فعدم وجود الاستثناء يعني أن
هذا كان لإدانة داود فقط.
خامسًا: الجملة تشير إلى كلام الله بصفة عامة... حياة داود، وليس
لكل خطية خاصة في حياته"(5)(6).
_____
(1) فيُرجى الرجوع إلى مدارس النقد جـ9 س 1195.
(2) تفسير سفر ملوك الأول ص 326.
(3) تفسير الكتاب المقدَّس - سفر ملوك الأول ص 182.
(4) المرجع السابق ص 184.
(5) When Critics Ask - P 184 - 185.
(6) ترجمة بتصرف قام بها خصيصًا الدكتور الإكليريكي وسيم فهمي جرجس.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1274b.html
تقصير الرابط:
tak.la/88j64sa