يقول " ليوتاكسل": "فتجهيز سفينة كاملة لكي تعود بأربع مائة وعشرين تالانتا من
الذهب لا غير، يعتبر نجاحًا هزيلًا لصاحب الجلالة! أنه شيء لا يُذكر
بالنسبة لشخص يملك أربعين ألف مذود للخيل وأحرق للرب مائتين وخمسين
بود من اللحم... ولو كنت مكان " الروح القدس " لما أشرت إلى
هذا الفعل الغبي، الذي آتى به " حكيم " عصره. ولكي نهدئ من روع
القارئ المؤمن، نسرع لنقول أن " حمامة "
يهوه
استدركت خطأها في
الإصحاح التاسع من كتاب الأيام الثاني... {وكان وزن الذهب الذي
جاء
سليمان
في سنة واحدة ست مائة وستين وزنة ذهب}..
وللتسلية
فقط جمع فولتير الأرقام كلها وسجل الحاصل. ثم حوَّله إلى نقود عصره
{أن ما تركه داود
لسليمان
بلغ حسب التوراة، ثمانية عشر مليار ليرة
فرنسية، وما جمعه
سليمان
نفسه ليس أقل من هذا المبلغ، ولا ريب في أن
أمرًا كهذا يثير السخرية فقط، فملك هزيل
كسليمان
يملك ستة وثلاثين مليار ليرة، أو حوالي المليار ونصف المليار
إسترليني"(2).
ج: 1- كل هدف ليوتاكسل نقض الكتاب، حتى لو ناقض نفسه، فتارة يقول
أن كمية الذهب التي حصل عليها
سليمان، وهي 420 وزنة ذهب، ضئيلة
بالنسبة لملك عظيم
كسليمان يمتلك أربعين ألف مزود، وأحرق للرب كل
هذا الكم الهائل من اللحوم، ومثل هذا الخبر التافه ما كان يحق
للروح القدس أن يورده ضمن
الكتاب المقدَّس، ثم يقول لكن حمامة
يهوه قد
استدركت خطأها فذكرت أن وزن الذهب الذي جاء
لسليمان في سنة
واحدة 660 وزنة (ناهيك عن سخرية ليوتاكسل من روح الله القدوس،
وتجديفه على الروح القدس، وبهذا يحكم على نفسه بنفسه) وتارة أخرى
يؤيد ليوتاكسل فولتير في قوله أن هذا الكم من الذهب الذي حصل عليه
سليمان مُبالغ فيه جدًا، فما تركه داود
لسليمان وما جمعه
سليمان
نحو 36 مليار ليرة، فكيف يمكن لملك ضعيف هزيل مثل
سليمان أن يجمع
كل هذا المقدار من المال؟!
ولا ندري هل
سليمان
ملك قوي غني وما جاء إليه من ذهب هو
ضئيل جدًا، وكان من المفروض أن الروح القدس يغفل مثل هذا الخبر
التافه ولا يسجله في
الكتاب المقدَّس، أم أن
سليمان ملك ضعيف هزيل
وكمية الذهب التي قال
الكتاب المقدَّس
أنه حصل عليها مُبالغ فيها
جدًا..؟!! وهكذا يتغيَّر ويتبدَّل ويتحوَّل موقف النُقَّاد، بل
موقف الناقد نفسه، وربما في فقرتين متتابعتين، لأنه أحادي النظرة، فقد ثبَّت وجهه تجاه نقض
الكتاب المقدَّس
فحسب.
2- أ - عندما عمل
سليمان
سفنًا خرج عبيد حيرام مع
عبيد
سليمان
في
رحلة طويلة إلى أوفير، وعادوا بقدر كبير من الذهب نتيجة التجارة
الرابحة التي قاموا بها، وكان ما يخص
سليمان
من هذا الذهب 420
وزنة: "فَأَتَوْا إِلَى أُوفِيرَ، وَأَخَذُوا مِنْ
هُنَاكَ ذَهَبًا أَرْبَعَ مِئَةِ وَزْنَةٍ وَعِشْرِينَ وَزْنَةً،
وَأَتَوْا بِهَا إِلَى
الْمَلِكِ سُلَيْمَانَ"
(1مل 9: 28). أما بقية الذهب فكان من نصيب حيرام ملك صور
الذي أرسل عبيده النواتي مع
عبيد
سليمان
(وكانت تمثل غالبًا 30
وزنة).
ب - ما جاء في (2أي 8: 18) بشأن وصول 450 وزنة ذهب
لسليمان
له
تفسيران:
(1) كان حيرام مزمعًا أن يُقرض
سليمان
مائة وعشرين وزنة ذهب: "وَأَرْسَلَ حِيرَامُ لِلْمَلِكِ مِئَةً وَعِشْرِينَ وَزْنَةَ
ذَهَبٍ" (1مل 9: 14)، كما
ذكرنا أيضًا هنا في
موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.
فربما تنازل حيرام عن نصيبه من رحلة أوفير
وهي تمثل 30 وزنة، ثم أرسل له 90 وزنة لتصبح القيمة الكلية للقرض
120 وزنة ذهب، وبذلك يكون
سليمان
حصل أولًا على نصيبه من رحلة
أوفير 420 وزنة بالإضافة إلى 30 وزنة من القرض الذي قدمه حيرام، أي
أنه حصل على 450 وزنة ذهب: "وَأَرْسَلَ
لَهُ حُورَامُ بِيَدِ عَبِيدِهِ سُفُنًا وَعَبِيدًا يَعْرِفُونَ
الْبَحْرَ، فَأَتَوْا مَعَ
عَبِيدِ سُلَيْمَانَ إِلَى أُوفِيرَ،
وَأَخَذُوا مِنْ هُنَاكَ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ وَزْنَةَ
ذَهَبٍ وَأَتَوْا بِهَا إِلَى
الْمَلِكِ سُلَيْمَانَ"
(2أي 8: 18).
(2) ربما أرسلت كمية الذهب التي جُلبت من تلك الرحلة كلها إلى
سليمان، وقدرها 450 وزنة (2أي 8: 18) ثم أخذ
سليمان
ما يخصه
420 وزنة، وأرسل الثلاثين وزنة الباقية إلى حيرام، ويقول "
الأرشيدياكون نجيب جرجس": "يذكر الكتاب في (2أي 8: 18)
أنهم أخذوا من أوفير أربعمائة وخمسين وزنة، وتفسير ذلك أن مجموع ما
جلبوه كان أربعمائة وخمسين وزنة وقد أرسلها حيرام جميعها إلى
سليمان، وأخذ منها
سليمان
أربعمائة وعشرين وزنة، وأعطى لحيرام
الثلاثين الباقية، ولا بُد أنه عوضه أيضًا بمقادير كبيرة من القمح
والمؤن الغذائية لأن حيرام كان أحوج إلى المواد الغذائية أكثر من
حاجته للذهب"(3).
جـ- إجمالي ما وصل
لسليمان
من ذهب 666 وزنة ذهب: "وَكَانَ
وَزْنُ الذَّهَبِ الَّذِي أَتَى
سُلَيْمَانَ فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ
سِتَّ مِئَةٍ وَسِتًّا وَسِتِّينَ وَزْنَةَ ذَهَبٍ" (1مل 10:
14) يدخل ضمن هذا المبلغ:
120 وزنة ذهب قرض من حيرام (1مل 9: 14).
420 وزنة ذهب من رحلة أوفير (1مل 9: 28).
120
وزنة ذهب هدية من ملكة سبأ (1مل 10: 10).
660 وزنة ذهب.
وكون الكتاب يذكر بالتحديد 666 وزنة، فلا بد أن هناك ست وزنات
جاءت
لسليمان، لم يذكر الكتاب مصدرها، ربما لضآلتها بجوار
الكميات الأخرى، مع ملاحظة أن هذه الكمية (666 وزنة) " مَا عَدَا الَّذِي مِنْ عِنْدِ التُّجَّارِ وَتِجَارَةِ
التُّجَّارِ وَجَمِيعِ مُلُوكِ الْعَرَبِ وَوُلاَةِ الأَرْضِ"
(1مل 10: 15) أي أنه كان هناك كميات إضافية من الذهب وصلت
لسليمان.
_____
الحواشي والمراجع
لهذه الصفحة هنا في
موقع الأنبا تكلاهيمانوت:
(1) البهرير جـ 1 س 432.
(2) التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 383، 384.
(3) تفسير الكتاب المقدَّس - سفر الملوك الأول ص 129.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1269.html
تقصير الرابط:
tak.la/25dkp4d