ج: 1- عندما دخل
بنو إسرائيل
أرض كنعان استقرت خيمة الاجتماع في شيلو نحو ثلثمائة عام، وعندما
استولى الفلسطينيون على
تابوت العهد أيام عالي الكاهن (1صم 4: 11) تم إنقاذ خيمة الاجتماع
ومذبح المحرقة، ونُقلا من شيلو إلى " نوب " مدينة الكهنة، وعندما
عاد التابوت بعد أن ضرب الفلسطينيين، وبعد غياب سبعة أشهر (1صم
ص 6). وبعد حادثة بيت شمس أرسلوا رسلًا إلى قرية يعاريم
ليأخذوا التابوت (1صم 6: 19 - 21) فظل في قرية يعاريم منفردًا
لمدة عشرين عامًا (1صم 7: 1، 2) وعندما ضرب شاول الكهنة
ومدينة نوب بحد السيف (1صم 22: 19) انتقلت خيمة الاجتماع إلى
جبعون، وعندما استولى داود على
أورشليم وأراد أن يصعد إليها
تابوت العهد من قرية يعاريم وحدثت حادثة عُزة (2صم 6: 6، 7) تردَّد
داود ووضع
تابوت العهد في بيت عوبيد أدوم الجتي لمدة ثلاثة أشهر
فباركه الرب، فأصعد التابوت من بيت عوبيد إلى
أورشليم بمجد عظيم
ووضعوه في خيمة جديدة أعدها داود (2صم 6: 10 - 17) وعندما قام
سليمان ببناء الهيكل " أَصْعَدُوا تَابُوتَ الرَّبِّ
وَخَيْمَةَ الاجْتِمَاعِ مَعَ جَمِيعِ آنِيَةِ الْقُدْسِ الَّتِي
فِي الْخَيْمَةِ... وَأَدْخَلَ الْكَهَنَةُ تَابُوتَ عَهْدِ
الرَّبِّ إِلَى مَكَانِهِ فِي مِحْرَابِ الْبَيْتِ فِي قُدْسِ
الأَقْدَاسِ"
(1مل 8: 4 - 6) فالخيمة التي أصعدوها هنا هي الخيمة الجديدة
التي صنعها داود. أما الخيمة التي صنعها
موسى
وتعرضت للتقادم كانت
في جبعون، ولذلك قبل بناء الهيكل كان
سليمان
يُصعد الذبائح في جبعون حيث خيمة الاجتماع ومذبح المحرقة ولذلك دُعيت بالمرتفعة
العظمى، وفي جبعون ترآى الله
لسليمان
(1مل 3: 4، 5).
2- سواء كان المقصود خيمة الاجتماع الجديدة التي صنعها داود، أو
خيمة الاجتماع الأولى التي صنعها
موسى
وكانت في جبعون، فسواء هذه
أو تلك لا بد أنها أُصعدت إلى الهيكل وأُودعت إحدى غرف الهيكل لأن
مهمتها قد انتهت ببناء الهيكل وحلوله محلها.
3- جاء في سفر الملوك: "لَمْ يَكُنْ فِي التَّابُوتِ
إِلاَّ لَوْحَا الْحَجَرِ اللَّذَانِ وَضَعَهُمَا
مُوسَى هُنَاكَ
فِي حُورِيبَ" (1مل 8: 9).
وجاء في رسالة العبرانيين: "وَتَابُوتُ الْعَهْدِ
مُغَشًّى مِنْ كُلِّ جِهَةٍ بِالذَّهَبِ، الَّذِي فِيهِ قِسْطٌ
مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ الْمَنُّ، وَعَصَا هَارُونَ الَّتِي
أَفْرَخَتْ، وَلَوْحَا الْعَهْدِ" (عب 9: 4).
وبالرجوع إلى
أسفار
موسى
نلاحظ:
أ - أن اللوحين كانا داخل التابوت كقول
موسى النبي: "وَوَضَعْتُ اللَّوْحَيْنِ فِي التَّابُوتِ الَّذِي صَنَعْتُ،
فَكَانَا هُنَاكَ كَمَا أَمَرَنِيَ الرَّبُّ" (تث 10: 5).
ب - أن قسط المن وُضع أمام الشهادة: "وَقَالَ
مُوسَى لِهَارُونَ خُذْ قِسْطًا وَاحِدًا وَاجْعَلْ فِيهِ مِلْءَ
الْعُمِرِ مَنًّا، وَضَعْهُ أَمَامَ الرَّبِّ لِلْحِفْظِ فِي
أَجْيَالِكُمْ. كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ
مُوسَى وَضَعَهُ هَارُونُ
أَمَامَ الشَّهَادَةِ لِلْحِفْظِ" (خر 16: 33، 34).
وأيضًا عصا هرون وضعت أمام الشهادة:
"وَقَالَ
الرَّبُّ
لِمُوسَى: «رُدَّ عَصَا هَارُونَ إِلَى أَمَامِ
الشَّهَادَةِ لأَجْلِ الْحِفْظِ، عَلاَمَةً لِبَنِي التَّمَرُّدِ، فَتَكُفَّ تَذَمُّرَاتُهُمْ عَنِّي لِكَيْ لاَ يَمُوتُوا»"
(عد 17: 10).
ويقول "
الأرشيدياكون نجيب جرجس":
"يذكر القديس بولس أن التابوت كان به أيضًا قسط المن وعصا هرون
التي أفرخت (عب 9: 4) وليس هناك أي تناقض لأن الرسول يكتب بالإيجاز
لأنه يريد أن يبين محتويات القدس وقدس الأقداس التي كانت ظلًا
لأمور العهد الجديد، كما
ذكرنا أيضًا هنا في
موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.
وتفصيل الأمر أن كلا من قسط المن وعصا هرون
كان وضعهما الطبيعي أمام التابوت بناء على أمر الرب (خر 16: 33، عد
17: 10) وكانا يوضعان داخله في بعض الظروف مثل ارتحالهم من مكان
إلى مكان"(1).
جـ- يقول " الدكتور القس غبريال رزق الله": "معنى
القول " أمام الشهادة " إما أمام " تابوت الشهادة " وإما أمام "
لوحي الشهادة". فإن كان الأول يكون قسط المن وعصا هرون. لا في
التابوت، بل خارجه كما قيل صريحًا عن كتاب توراة موسى التي كتبها
موسى
وقال عنها لللاويين: "خُذُوا كِتَابَ التَّوْرَاةِ هذَا
وَضَعُوهُ بِجَانِبِ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ إِلهِكُمْ،
لِيَكُونَ هُنَاكَ شَاهِدًا عَلَيْكُمْ" (تث 31: 26). وإن كان
الثاني فيحتمل أن يكون القسط والعصا داخل التابوت أمام لوحي العهد
ولعل الفكر الأول يرجحه ما ورد في (1مل 8: 9، 2أي 5: 10) من
التصريح بأنه لم يكن في تابوت عهد الرب، حين أدخله الكهنة إلى
مكانه في محراب البيت الذي بناه
سليمان
في قدس الأقداس، إلاَّ
لوحا الحجر اللذان وضعهما
موسى
هناك في حوريب حين عاهد الرب
بني إٍسرائيل
حين
خروجهم من أرض مصر.
فهذان اللوحان كانا أساس كل العهد. أما القسط والعصا فلم يكونا
إلاَّ مجرد تذكار مقدَّس"(2).
_____
(1)
تفسير الكتاب
المقدَّس - سفر الملوك الأول ص 108.
(2)
شرح الرسالة
إلى العبرانيين ص 358.
الحواشي والمراجع
لهذه الصفحة هنا في
موقع الأنبا تكلاهيمانوت:
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1261.html
تقصير الرابط:
tak.la/kjp69cn