ج: من الأنبياء الذين عاشوا في عصر الملوك وكان لهم خدمة واضحة مستمرة بين الشعب:
إيليا - أليشع - يوئيل - عاموس - هوشع - إشعياء - ميخا - ناحوم - صفنيا - أرميا - باروخ - حبقوق
1- إيليًا: معنى اسم إيليا " الرب هو الله"، وقد ظهر في المملكة الشمالية في عصر مُظلم، وُلِد في تشبه وعاش في جلعاد، وكان يلبس عادة ثوبًا من الشعر ومنطقة من الجلد. عاصر أخآب الملك الذي عُرف بشره، وتصدى له وللعبادات الوثنية فأغلق السماء عن أن تُمطر، فلم تُمطر ثلاث سنين وستة أشهر، انتهت بمواجهة إيليا لأخآب، وتحديه لأنبياء البعل، وتقديم كل من أنبياء البعل وإيليا ذبيحة، وظهر عمل الله المعجزي، فذبح إيليا الأربعمائة نبي من أنبياء البعل، وانهطل المطر مدرارًا، ولمس الجميع قدرة الله الفائقة، ولكن ذبح أنبياء البعل أثار إيزابيل الشرير، فهرب إيليا من وجه إيزابيل، وهرب إلى جبل الله في سيناء، ثم عاد وبكت اخآب على قتل نابوت اليزرعيلي، وأخيرًا صعد في مركبة نارية إلى السماء(1).
2- أليشع: معنى اسم اليشع " الله خلاص " هو ابن شافاط، وهو تلميذ إيليا المختار من العناية الإلهيَّة، وعاصر يهورام ملك إسرائيل، واستمرت خدمته نحو ستين عامًا، وأجرى الله على يديه ستة عشر أعجوبة، وقد عاش في المملكة الشمالية(2).
3- يونان: اسم " يونان " معناه " حمامة " وهو ابن أمتاي، وقد ظهر في المملكة الشمالية، وكان معاصرًا ليربعام الثاني ملك إسرائيل، وهو نبي التوبة حيث أرسله الله إلى نينوى عاصمة الدولة الآشُّورية ليحذرهم من انقلاب المدينة بعد أربعين يومًا، ولكن الشعب مع ملك نينوى قدموا توبة عجيبة فرجع الله عن حمو غضبه، كما أنه تعهد بالمراحم والرآفات نبيه يونان(3).
4- يوئيل: اسم " يوئيل " معناه " الرب هو الله"، وقد عاصر يوآش ملك يهوذا، وشبه شعب الله بحقل يغزوه الجراد ويتلفه(4).
5- عاموس: اسم " عاموس " أي " حِمل أو عبء " أو " حامل العبء"، وقد ظهر في المملكة الشمالية، وكان يعمل راعيًا وجاني جميز في بلدة تقوع التي تبعد نحو عشرة كيلومرات جنوبي بيت لحم، وقد عاصر يربعام الثاني ملك إسرائيل وعزريا ملك يهوذا(5).
6- هوشع: اسم " هوشع " معناه " يهوه مُعين أو مخلص"، وقد ظهر في المملكة الشمالية، وعاصر نهاية مُلك يربعام الثاني ثم زكريا ملكي إسرائيل، كما عاصر ملوك يهوذا عزيا ويوثام وآحاز وحزقيا ومنسى، وأعطى مثلًا في خيانة الشعب لإلهه، وإحسان الله لشعبه، وذلك عندما أمره الله أن يتزوج بامرأة زانية(6).
7- إشعياء: اسم " إشعياء " معناه " يهوه يخلص " أو "الرب خلاصي" أو "خلاصي ياه"، وقد ظهر في المملكة الجنوبية، وعاصر عُزيَّا ويوثام وآحاز وحزقيا ملوك يهوذا، وتنبأ بسبي الشعب، وخراب مدينة بابل، وأكثر من التنبؤ من العصر المسياني، ولذلك نظر البعض لسفره على أنه يمثل الإنجيل الخامس، فقد تحدث باستفاضة عن آلام العبد المتألم وموته وصلبه فداءً عن جنس البشر، وقد عاصر عاموس وهوشع وميخا، كما عاصر حصار سنحاريب لأورشليم وقتل 185 ألفًا من جيشه، وتنبأ عن كورش ملك فارس الذي سيهزم بابل ويعيد المسبيين(7).
8- ميخا: اسم " ميخا " معناه " من مثل يهوه"، وهو من سكان مورشة التي تبعد نحو عشرين ميلًا جنوبي غرب أورشليم، عاصر يوثام وآحاز وحزقيا ملوك يهوذا، وأعلن تأديبات الله لشعبه بسبب خطاياهم، وتنبأ عن المسيا وولادته في بيت لحم، وعاصر إشعياء النبي وهوشع النبي، وتنبأ بسقوط السامرة(8).
9- ناحوم: اسم " ناحوم " معناه " مُعّزٍ " أو " تعزية"، وقد تنبأ عن دينونة الله لآشُّور وسقوط نينوى عاصمة الإمبراطورية الآشُّورية، وتحققت نبوته سنة 612 ق.م.، وبعد سبي السامرة هرب ناحوم إلى المملكة الجنوبية(9).
10- صفنيا: اسم " صفنيا " معناه " الرب قد كنز أو خبأ أو ستر"، وكان صفنيا من النسل الملوكي، ولذلك تمتع بمكانة اجتماعية مرموقة، وكان صفنيا ملمًا بكتابات إشعياء وعاموس، وعاصر الأنبياء أرميا وناحوم وربما حبقوق، وعاصر يوشيا الملك الصالح، وربما نبوءة صفنيا شجعت يوشيا على الإصلاحات التي أجراها(10).
11- أرميا: اسم " أرميا " يعني " الرب يؤسس " أو " الرب ينبت"، هو ابن حلقيا الكاهن في عناثوث، وعاصر أرميا خمسة من ملوك يهوذا وهم يوشيا، ويهوآحاز، ويهوياقيم، ويهوياكين، وصدقيا، وكانت الحالة الروحية للشعب قد وصلت إلى الحضيض، فأخذ يؤكد على حقيقة السبي، وحدد مدة السبي بسبعين عامًا، وحدد مكان السبي وهو بابل، وتنبأ بغزو الكلدانيين لمصر (أر 43: 8 - 13) كما تنبأ بخراب بابل وأنها لن تُعمر ثانية، وتعرض أرميا لآلام ومضايقات واضطهادات شديدة. كان عاملًا مشجعًا في النهضة التي قادها الملك يوشيا، وكتب أرميا سفره ومراثيه، ودُعي بالنبي الباكي(11).
12- باروخ: اسم " باروخ " عبري معناه "مبارك"، وقد عاصر أرميا النبي، وكان صديقًا شخصيًا له فكان كاتبًا ومحبًا ومخلصًا له، ومعينًا له في خدمته، واختبأ هو وأرميا من وجه الملك يهوياقيم، وسُجن كليهما في أورشليم، ويبدو أن باروخ سافر إلى بابل ليعضّد المسبيين، أو أنه جاء إلى مصر مع أرميا (أر 43: 6، 7)(12).
13- حبقوق: اسم "حبقوق" معناه "عناق" أو "احتضان"، وقد عاش في أواخر حكم يوشيا وأوائل حكم يهوياقيم، وأعلن حبقوق أن تأديب الله لشعبه في يهوذا بواسطة الكلدانيين لن يستمر هذا طويلًا، بل أنه أمر مؤقت، وفي سفره لا يخاطب بني إسرائيل، إنما السفر عبارة عن حوار بينه وبين الله(13).
وبالإضافة إلى هؤلاء الأنبياء كان هناك أنبياء كثيرون كان لكل منهم دور محدود مثل:
أخيا الشيلوني - شمعيا - عدُّو - ناثان النبي - عزريا بن عوديد - حناني - ياهو بن حناني
1- أخيا الشيلوني: من منطقة أفرايم من شيلو، وشيلو من المواضع المقدَّسة لأن تابوت العهد ظل فيها نحو 300 سنة، حتى حمله حفني وفينحاس في المعركة ضد الفلسطينيون، وقد أغتصب الفلسطينيون التابوت وعندما أعادوه لم يرجع إلى شيلو، وأخيا الشيلوني هو الذي مزق ثوبه الجديد وأعطى عشرة أجزاء ليربعام متنبئًا له بأنه سيملك على عشرة أسباط، وعندما سلك يربعام في الشر، وقد شاخ أخيا جاءت إليه امرأة يربعام متنكرة، فأخبره الله قبل أن تأتي وأبلغه بعقابه ليربعام حتى أن أخيا قال لزوجة يربعام: "أنا مُرسَل إليكِ بقولٍ قاسٍ" وصدر الحكم بموت الابن.
2- شمعيا: وقد حمل قول الرب إلى رحبعام وشعب يهوذا حتى لا يحاربوا أخوتهم بعد الانشقاق (1مل 12: 22) وأنذر رحبعام وشعب يهوذا أنهم سيقعون تحت يد شيشق ملك مصر لأنهم تركوا الرب (2أي 12: 50).
3- عدُّو: تنبأ عن يربعام.
4- ناثان النبي: وقد عاصر داود، وكان له دور فعال في تنصيب سليمان على عرش إسرائيل واستبعاد أدونيا الذي حاول اغتصاب العرش.
5- عزريا بن عوديد: ويُدعى أيضًا عوديد (2أي 15: 8) وهو الذي شجع " آسا " ملك يهوذا لإرجاع عبادة الله الحي بعد نصرته على زارح الكوشي (2أي 15: 1 - 8). كما كان له دور بارز في تبكيت جيش إسرائيل الذي سبى من بني يهوذا مائتي ألف، فأعادوهم إلى ذويهم.
6- حناني: تنبأ ضد آسا عندما استعان ببنهدد ملك آرام، فطرحه آسا في السجن (2 أي 16: 7 - 10) فهو نبي يهوذا.
7- ياهو بن حناني: تنبأ ضد بعشا ملك إسرائيل وخصم آسا، كما تنبأ ضد يهوشافاط ملك يهوذا وصديق أخآب (2أي 19: 2، 20: 34) فهو نبي يهوذا وإسرائيل أيضًا.
وفي فترة السبي ظهر في بابل نبيان عظيمان وهما دانيال وحزقيال، وبعد العودة من السبي ظهر الأنبياء حجي وزكريا وعوبديا وملاخي.
وجاء في هامش " الكتاب المقدَّس الدراسي": "ففي الشمال كانت المملكة الناشئة معرضة لخطر كبير، كما كانت حركة الارتداد عن الله أشد قوة، وكان صراع الله من أجل كسب قلب الشعب أكثر شدة. وفي مواجهة الملوك المرتدين وكهنتهم وأنبيائهم، الذين كانوا كالألعوبة بين أيدي هؤلاء الملوك، كان الممثلون الوحيدون الأمناء لملك الله هم الأنبياء الذين أقامهم لنفسه. لاسيما إيليا واليشع... فمن خلال خدمتهم كان الرب حاضرًا وسط شعبه حضورًا فريدًا، وليس عبر الملوك غير الأمناء وموظفيهم الدينيين المعينين. وفي المملكة الجنوبية كان الله حاضرًا في وسط شعبه حضورًا فريدًا من خلال حضوره شخصيًا ومن خلال كهنته في الهيكل في أورشليم"(14).
وقد وردت كلمة "ملك" في سفر الملوك 400 مرة، وكلمة " نبي " وردت 79 مرة (منها 43 بالمفرد، و36 بصيغة الجمع) وكان كلام النبي في أحيان كثيرة نافذ على الملك نفسه، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فأخآب أطاع إيليا، ولم يخضع أليشع لأوامر ملك إسرائيل، وإشعياء النبي نقل كلام الله لحزقيا الملك بموته، ثم بشفائه. أما الكهنة فكانوا يخضعون بالأكثر للملوك، باستثناء ثورة الكهنة التي قادها يهوياداع ضد عثليا الملكة عندما نصَّب يوآش بن أخزيا ملكًا على يهوذا(15).
كما يقول " الخوري بولس الفغالي": "في كل هذه الأمثلة نرى أن النبي أقوى من الملك، وقوته تكمن في الكلمة. يأمر فيطيعه الملك"(16).
_____
(1) للمزيد يُرجى الرجوع إلى دائرة المعارف الكتابية جـ1 ص 569 - 574، ف. ب. ماير - حياة إيليا.
(2) للمزيد يُرجى الرجوع إلى دائرة المعارف الكتابية جـ1 ص 404 - 408، ف.ب. ماير - حياة اليشع.
(3) للمزيد يُرجى الرجوع إلى دائرة المعارف الكتابية جـ 8 ص 356 - 359.
(4) للمزيد يُرجى الرجوع إلى دائرة المعارف الكتابية جـ 8 ص 328 - 333.
(5) للمزيد يُرجى الرجوع إلى دائرة المعارف الكتابية جـ 5 ص 152 - 156.
(6) للمزيد يُرجى الرجوع إلى دائرة المعارف الكتابية جـ8 ص 151 - 158.
(7) للمزيد يُرجى الرجوع إلى دائرة المعارف الكتابية جـ 1 ص 306 - 329.
(8) للمزيد يُرجى الرجوع إلى دائرة المعارف الكتابية جـ7 ص 264 - 268.
(9) للمزيد يُرجى الرجوع إلى دائرة المعارف الكتابية جـ 8 ص 5 - 8.
(10) للمزيد يُرجى الرجوع إلى دائرة المعارف الكتابية جـ5 ص 26، 27.
(11) للمزيد يُرجى الرجوع إلى دائرة المعارف الكتابية جـ 1 ص 183 - 192، ف.ب. ماير - حياة أرميا.
(12) للمزيد يُرجى الرجوع إلى دائرة المعارف الكتابية جـ 2 ص 53 - 59.
(13) للمزيد يُرجى الرجوع إلى دائرة المعارف الكتابية جـ 2 ص 18 - 21.
(14) الكتاب المقدَّس الدراسي ص 815.
(15) راجع الخوري بولس الفغالي - التاريخ الاشتراعي ص 497 - 499.
(16) التاريخ الاشتراعي - تفسير أسفار يشوع والقضاة وصموئيل والملوك ص 499.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1227.html
تقصير الرابط:
tak.la/vw5x4jk