St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1217- هل يمتطي الله ملاكًا (2 صم 22: 11)؟ وإذا كان الإصحاح 22 من سفر صموئيل الثاني هو هو المزمور 18 فلماذا وجدت خلافات بينهما؟

 

يقول " أحمد ديدات": "هل يجوز أن يمتطي الله ملاكًا أو طفلًا جميلًا {في ضيقي دعوت الرب وإلى إلهي صرخت فسمع من هيكله صوتي وصراخي دخل أذنيه. فارتجت الأرض وارتعشت... طأطأ السموات ونزل وضباب تحت رجليه. ركب على كروب وطار ورُئي على أجنحة الريح} (2صم 22: 7 - 11)"(1).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ج: 1- عندما أنقذ الرب داود من شاول ومن جميع أعدائه تغنى داود بهذا النشيد (2صم 22: 2 - 51) ثم أنشده كمزمور جميل (المزمور 18) بعد تغيير بعض الكلمات بما يناسب القطع الموسيقية في الهيكل، فقد سجل داود كلمات هذا النشيد أولًا في سفر صموئيل الثاني، وعندما أراد أن ينشده كقطعة موسيقية أجرى عليه تعديلات بسيطة، ولذلك جاء المزمور في خمسين عددًا تمامًا كما جاء في سفر صموئيل، ويبدو أن داود أنشد هذا النشيد في بداية حياته، بعد النصرة على شاول وجميع أعدائه، وقبل السقوط في الخطية مع امرأة أورثا الحثي.

 

2- جاء في النشيد صوُّر تصويرية مثل القول: "فارتجت الأرض وارتعشت السماء. أُسس السموات ارتعدت وارتجَّت لأنه غضب. صعد دخان من أنفه ونار من فمه أكلت. جمر اشتعلت منه. طأطأ السموات ونزل وضباب تحت رجليه. ركب على كاروب وطار ورُئي على أجنحة الريح" (2صم 22: 8 - 11) وهذه الصوُّر تعبر عن قوة الله العظيمة:

أ - القول " فارتجت الأرض وارتعشت السماء " يذكرنا بترنيمة دبورة: "يا رب بخروجك من سعير بصعودك من صحراء أدوم الأرض ارتعدت. السموات أيضًا قطرت... تزلزلت الجبال من وجه الرب" (قض 5: 4، 5) وقال أساف المرنم فيما بعد: "صوت رعدك في الزوبعة البروق أضاءت المسكونة. ارتعدت ورجفت الأرض" (مز 77: 18) وقال المرنم أيضًا " رأت الأرض وارتعدت. ذابت الجبال مثل الشمع قدام الرب" (مز 97: 4، 5).

ب - القول " أُسس السموات ارتعدت وارتجَّت لأنه غضب " وقال أيوب الصديق: "أعمدة السموات ترتعد وترتاع من زجره. بقوته يزعج البحر" (أي 26: 11، 12).

جـ- القول: "صعد دخان من أنفه " أي صعد دخان " في سخطه " كما جاء في هامش الطبعة العربية فانديك، تعبيرًا عن شدة غضب الله، والقول " ونار في فمه أكلت " يشابه قول المرنم: "قدامه تذهب نار وتحرق أعداءه حوله" (مز 97: 3) وعندما حلَّ الله على الجبل " كان جبل سيناء كله يدخّن من أجل الرب نزل عليه بالنار. وصعد دخانه كدخان الآتون وارتجف كل الجبل جدًا" (خر 19: 18) وقال بولس الرسول: "لأن إلهنا نار آكلة" (عب 12: 29) وقال يوحنا الرائي: "عيناه كلهيب نارٍ" (رؤ 1: 14).

د - القول: "طأطأ السموات ونزل " يشبه قول المرنم " يا رب طأطئ سمواتك وانزل ألمس الجبال فتدخن" (مز 144: 5) وقال إشعياء النبي: "ليتك تشقُّ السموات وتنزل. من حضرتك تتزلزل الجبال" (أش 64: 1).

هـ- القول " وضباب تحت رجليه " يذكرنا بموسى على الجبل: "فوقف الشعب من بعيد وأما موسى فاقترب إلى الضباب حيث كان الله" (خر 20: 21) وصلى سليمان الملك: "قال الربُّ أنه يسكن في الضباب" (1مل 8: 12) وقال المرنم: "السحاب والضباب حوله" (مز 97: 2).

و - القول: "ركب على كاروب وطار ورُئى على أجنحة الريح " المقصود برُئى على أجنحة الريح أي طار على أجنحة الريح، فجاء التعبير في المزمور المقابل: "ركب على كروب وطار وهفَّ على أجنحة الريح" (مز 18: 10) وقال المرنم: "الصانع ملائكته رياحًا وخدامه نار ملتهبة" (مز 104: 4) وجمع " كروب " كروبيم، وكان على غطاء التابوت كاروبان، وكان مجد الله يحل بين الكاروبين، وهذه المسافة بينهما تُدعى " الشاكيناه " وكان الله يكلم موسى من بين الكروبين.

 

3- يقول " القمص مكسيموس وصفي": "تنقلنا الكلمات إلى مظاهر حضور الرب على جبل سيناء فنقرأ عن دخان، رعد، نار، ضباب... إلخ (خر 19: 16 - 19) ويتحدث النشيد عن مجد الرب وقوته وجبروته، ركب على الكاروب وطار على أجنحة الرياح، والكاروب هو الملاك الخادم وكان هناك كروبين فوق غطاء التابوت، ويذكر هنا للتعبير عن حلول مجد الرب فنصرة داود كلها كانت بواسطة الرب " لأني بك اقتحمت جيشًا وبإلهي تسورت أسوارًا" (2صم 22: 29)"(2).

ويقول " الأرشيدياكون نجيب جرجس": "أن الرب نزل وينزل لإنقاذ عبيده، ونزوله مجازي لأن الله لا يحده الزمان أو المكان، ومعنى (نزوله) الإسراع إلى تنفيذ مقاصده الإلهيَّة، وفي نزوله:

(أ) طأطأ السموات: أي جعلها تنخفض وتنحني لينزل عليها والتعبير مجازي أيضًا معناه أن الرب رغم أنه الله العالي الساكن السموات لم يمنعه سموُّه وعلوه عن أن يستجيب لصلاته، بل تنازل تبارك اسمه وجاء لنجدته.

(ب) وضباب تحت رجليه: لأن مجد الرب أحيانًا يتجلى في ضباب، وقد ظهر جبل سيناء محاطًا بالضباب (خر 19) لأن الضباب يشير إلى العلو والسمو والنقاء من جهة كما يشير أيضًا إلى أسرار الله الخفية عن الإدراك.

(ج) ركب على كروب وطار: والكروب هو الواحد من الكروبين وهم من طبقات الملائكة القريبين من العرش، ورأى حزقيال الكروبيم تحت عرش الله يحملونه (حز 1) ولذلك دُعي الرب (الجالس فوق الكروبيم) ومجيء الرب راكبًا على كروب يكنى به عن سمو الرب وخضوع الملائكة تحت إرادته وتحركهم لكي يعلنوا مجيئه ويعدوا طريقه.

(د) ورُئي على أجنحة الريح: نظر الرب كأنه آتٍ على الرياح، كناية عن مجيئه بسرعة عظيمة كسرعة الريح استجابة لصلوات عبيده، وشبه الريح بطير له أجنحة ليعبّر عن سرعة إنقاذ الرب له، والمؤمنون وإن كانوا لا يرون الرب بعيونهم الجسدية ولكنهم يحسون بوجوده قريبًا منهم بقلوبهم وإيمانهم ويرونه في حياتهم بإيمانهم وأرواحهم"(3).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) ترجمة علي الجوهري - عتاد الجهاد ص 21.

(2) دراسة في سفر صموئيل الثاني ص 151.

(3) تفسير الكتاب المقدَّس - سفر صموئيل الثاني ص 215.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1217.html

تقصير الرابط:
tak.la/njt8nkw