St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1102- هل المسح بالزيت (1صم 10: 1) مقتبس من الأمم؟ ولماذا قدم الرجال الثلاثة رغيفين لشاول من الثلاث أرغفة ولم يقدموا له جديًا واحدًا من الجداء الثلاث (1صم 10: 3، 4)؟

 

يقول " الخوري بولس الفغالي": "لم يكن هذا الطقس (المسح بالزيت) خاصًا بشعب إسرائيل، فهناك رسالة من تل العمارنة تعلمنا أن ملوك أرام وفينيقية وكنعان، كانوا يُمسَحون ملوكًا على يد رسولٍ من عند فرعون، وقد وُجِد في أحد مقابر ملوك جبيل إناء يوضع فيه البلسم (هذا السائل العطري) من أجل تنصيب الملوك على عروشهم. ونعرف أيضًا أن الموظفين الكبار في مصر، كانوا يُمسَحون بالزيت قبل أن يتسلَّموا مهامهم، وهكذا يتبين لنا أن طقس المسح بالزيت جاء إلى العبرانيين من مصر"(1).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ج: 1- أعطى الله لشعبه طقس المسحة، فأوصى الله موسى أن يأخذ أفخر الأطياب من المر والقرفة وقصب الذريرة والسليخة وزيت الزيتون بمقادير حدَّدها الرب ذاته: "وتصنعه دهنًا مقدَّسًا للمسحة... دهنًا مقدَّسًا للمسحة يكون. وتمسح به خيمة الاجتماع وتابوت الشهادة. والمائدة وكل آنيتها والمنارة وآنيتها ومذبح البخور. ومذبح المحرقة وكل آنيته والمرحضة وقاعدتها. وتقدّسها فتكون قدس أقداس. كل ما مسها يكون مقدَّسًا. وتمسح هرون وبنيه وتقدّسهم ليكهنوا لي" (خر 30: 25 - 30) وأكثر من هذا أن الرب نهى شعبه عن صنع هذه المسحة واستخدامها في أي غرض آخر: "كل من ركَّب مثله ومن جعل منه على أجنبي يُقطع من شعبه" (خر 30: 33) ودعنا نسجل الملاحظات الآتية:

أ - لو قال المعترض أن طقس المسحة هذا مأخوذًا من المصريين، فإن المصريين لم يكن لديهم خيمة اجتماع ولا مذابح ولا مرحضة.

ب - هل موسى الذي تربى تربية يهودية، وعرف أن كل عبادات المصريين باطلة، يمكن أن يأخذ منها طقس المسحة؟!

جـ- لو أن موسى أخذ من المصريين طقس المسحة هذا فكيف يكذب، ويدَّعي أن الله هو الذي أعطاه هذا الطقس وحدَّد له المواد ونسبة كل منها (خر 30: 23 - 25)؟ وكيف يقول " وكلَّم الرب موسى قائلًا.." (خر 30: 22) والرب لم يكلمه بهذا، بل هو أقتبسه من العبادات المصرية؟!

د - لو أن موسى أخذ هذا الطقس من المصريين... فلماذا لم يمسح الشيوخ السبعين الذين أختارهم ليعاونوه في مهمة القضاء، مثلما كان المصريون يمسحون كبار الموظفين؟!

 

2- طقس المسحة كان معروفًا منذ أيام موسى حيث مُسحت به خيمة الاجتماع ومحتوياتها، وأيضًا كان يمسح به الكهنة ورئيس الكهنة، وعندما بدأ عصر الملوك مع شاول بن قيس أوصى الله صموئيل النبي أن يمسحه بالدهن المقدَّس، ولم يكن شاول أول إنسان مُسح بهذا الدهن، فقد سبقه في هذا جميع الكهنة، ولكن شاول كان الملك الأول الذي يُمسح وتبعه سلسلة طويلة من الملوك، وبهذا لا نستطيع أن نقبل قول " الخوري بولس الفغالي: "أعلن الشعب شاول ملكًا، فاستعمل للمرة الأولى طقس المسح بالزيت الذي جعل من شخص عادي رجلًا مكرَّسًا... نشير هنا إلى أن المصريين والكنعانيين عرفوا الدهن بالزيت المقدَّس، الذي يدل على القبول والإكرام، ويعد بالخير والبركة"(2).

 

3- من يقول أن صموئيل النبي أقتبس مسح الملوك من الأمم الوثنية، فهو يشكك في صدق أقوال الله... لماذا..؟ لأن الله هو الذي قال لصموئيل: "غدًا في مثل الآن أرسل إليك رجلًا من أرض بنيامين. فامسحه رئيسًا لشعبي إسرائيل" (1صم 9: 16) فصموئيل النبي لم يمسح شاول ملكًا من ذاته بل الرب هو الذي قال له، وأيضًا لم يمسح صموئيل داود من ذاته بل: "قال الرب قم أمسحه لأن هذا هو. فأخذ صموئيل قرن الدهن ومسحه في وسط أخوته" (1صم 16: 12، 13) وقال المرنم: "وجدت داود عبدي. بدهن قدسي مسحته" (مز 89: 20). وعندما ملَّكوا سليمان " أخذ صادوق الكاهن قرن الدهن من الخيمة ومسح سليمان" (1مل 1: 39). وفيما بعد أوصى الرب إيليا النبي قائلًا: "وأمسح حزائيل ملكًا على آرام وأمسح ياهو بن نمشى ملكًا على إسرائيل وأمسح أليشع بن شافاط... نبيًا عوضًا عنك" (1مل 19: 15، 16) وجاء في أخبار الأيام: "ياهو بن نمشى الذي مسحه الرب لقطع بيت آخاب" (2أي 22: 7). فواضح جدًا من مثل هذه المواقف وغيرها أن مسح الملوك طقس وضعه الله ذاته، وليس أحد من البشر.

 

4- قال صموئيل النبي لشاول في طريق عودتك عند قبر راحيل سيصادفك رجلان يخبرانك أن الأتن قد وجدت، وعند بلوطة تابور يصادفك ثلاثة رجال صاعدون إلى بيت إيل أحدهم معه ثلاثة جداء والآخر معه ثلاثة أرغفة والثالث معه زق خمر: "فيسلمون عليك ويعطونك رغيفي خبز فتأخذ من يدهم" (1صم 10: 4) وكان في هذا إشارة إلى أن الله يهتم بشاول وبالغلام الذي معه، ولم يعطوه من الجداء لأنهم سيقدمونها ذبائح لله، والكاهن يأخذ نصيبه منها، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. أما الملك فليس له نصيب من هذه الذبائح.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) المرجع السابق ص 167.

(2) تعرَّف إلى العهد القديم مع الآباء والأنبياء ص 110.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1102.html

تقصير الرابط:
tak.la/34rb9sh