فقد أعتبر " دريفر " Driver أن القسم الأكبر من سفر صموئيل كُتب قبل سفر التثنية (بحسب اعتقاد النُقَّاد بأن سفر التثنية كُتب سنة 623 ق.م. أيام الملك يوشيا وليس بيد موسى في القرن 15 ق. م.) ونسب " ولهاوزن " Wellhousen و" كنيان " Kuenen و" ستيد " Stad و" سمث " H. P. Smith و" نواك " Nowack بعض الأجزاء إلى المصدر التثنوي D، وخالفهم في هذا " بض " Budde و" كورنل " Kornill اللذان رأيا أن هذه الأجزاء من تأليف صاحب المصدر الإيلوهيمي E(1).
ويقول " الخوري بولس الفغالي": "رذل صموئيل شاول مرتين (1 صم 13: 14، 15: 26) ولكن شاول ظل ملكًا حتى موته. يعرض الكتاب في صورتين مختلفتين بداية حياة داود قرب شاول (1صم 16: 14، 17: 11، 17: 12 - 30) ويذكر أن داود هرب مرتين من القصر الملكي (1 صم 9: 12، 21: 1) وأنه عفا مرتين عن شاول (1 صم 24: 1، 26: 1) وأنه لجأ مرتين إلى حماية ملك جت (1 صم 21: 11، 27: 1) هذه الاختلافات والترددات تجعلنا أمام مؤلف جمع مواده من التقاليد (المصادر) المتعددة في زمن الملوك، ويمكننا أن نتصوَّر كيف رتَّب الكاتب المُلهم هذه المعطيات"(2).
ويقول " د. موريس بوكاي": "أن كتاب صموئيل وكتب الملوك فهي أساسًا مجموعات من السير تخص صموئيل وطالوت (شاول) وسليمان، وقيمتها التاريخية مشكوك فيها، ومن وجهة النظر هذه يجد أ. جاكوب في هذه الكتب أخطاء متعددة، فالحدث الواحد له روايات مزدوجة وحتى ثلاثية، ويجد الأنبياء وأليشع وإشعياء مكانهم في هذه الروايات، وبهذا تختلط الخطوط التاريخية بالأساطير، ولكن هناك معلقين مثل الأب أ. لوفيفر R.P.A. Lefever يرون {أن القيمة التاريخية لهذه الكتب أساسية}"(3). وهذا أيضًا ما أقتبسه السيد سلامة غنمي(4).
ج: 1- سبق مناقشة نظرية " يوليوس فلهاوزن " التي أدَّعت بأن التوراة قد جُمعت من أربعة مصادر هي:
أ - المصدر اليهوي ويُرمز له بحرف J وقالوا أنه كُتب خلال الفترة 950 - 850 ق.م.
ب - المص1در الإيلوهيمي ويُرمز له بحرف E وقالوا أنه كُتب خلال الفترة 850 - 750 ق.م.
جـ- المصدر التثنوي ويُرمز له بحرف D وقالوا أنه يرجع إلى سنة 622 ق.م.
د - المصدر الكهنوتي ويُرمز له بالحرف P ويرجع للفترة 500 - 450 ق.م.
وقالوا أن عزرا جمع هذه المصادر الأربعة فكانت التوراة التي بين أيدينا كتاب واحد من أربعة مصادر أو تقاليد(5).
2- تصوَّر البعض أن سفري صموئيل استمد أحداثهما من مصدرين، أحدهما مصدر مبكر Early Source يؤيد النظام الملكي، والآخر مصدر متأخر Late Source يُظهر مساوئ النظام الملكي، ولا بُد أن هذا المصدر كُتب بعد السبي بعد أن عانى شعب المملكتين الشمالية والجنوبية من جور الملوك، وأخذ هؤلاء النُقَّاد يشطرون السفر نصفين ينسبون أحدهما للمصدر المبكر والآخر للمصدر المتأخر، بل وصل بهم الحد إلى شطر الآية الواحدة نصفين، ويقول " أ. م رينويك " A.M. Renwick: "لقد بلغ التفنن عند بعض المشاهير إلى أن يُقسّموا الآية الواحدة إلى نصفين، وينسبوا النصف الأول إلى مصدر، والنصف الثاني إلى مصدر آخر. ولقد اختلفوا في الرأي شيعًا وأحزابًا... فلا يستطيعون الجزم في أمور مهمة هل هي في زمن التثنية، ولا يقطعون برأي عن أجزاء كبيرة من صموئيل هل هي مكتوبة في 450 ق.م. أي في أيام عزرا أو قبلها حوالي سنة 750 ق.م."(6).
3- ما تصوَّره البعض مثل " الخوري بولس الفغالي " أن هناك تكرار لبعض الأحداث مثل تسامح داود مع شاول مرتين، وذهاب داود لملك جت مرتين... إلخ، وما تصوَّره البعض مثل " د. موريس بوكاي " أن هناك خلط في بعض الأحداث بين التاريخ والأساطير، فهذه الأمور سيتم الإجابة عليها في مواضعها.
_____
(1) راجع مركز المطبوعات المسيحية - تفسير الكتاب المقدَّس جـ 2 ص 153.
(2) التاريخ الاشتراعي - تفسير أسفار يشوع والقضاة وصموئيل والملوك ص 225.
(3) القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم - طبعة دار المعارف سنة 1979م ص 34.
(4) راجع التوراة والأناجيل بين التناقض والأساطير ص 46.
(5) راجع مدارس النقد جـ1 إجابة من س 10 إلى س 39.
(6) مركز المطبوعات المسيحية - تفسير الكتاب المقدَّس جـ 2 ص 153.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1066.html
تقصير الرابط:
tak.la/8mgfqq5
