رابعًا: الخرافات والتجاديف والأخطاء في إنجيل برنابا
س4: هل تذكر لنا بعض الخرافات والتجاديف التي ذكرها كتاب برنابا؟
في الفصل 39 " فاقترب الشيطان يومًا من أبواب الجنة. فلما رأي الخيل تأكل العشب أخبرها أنه إذا تأتي لتلك الكتلة من التراب أن يصير لها نفس أصابها ضنك. ولذلك كان من مصلحتها أن تدوس تلك القطعة من التراب على طريقة لا تكون بعدها صالحة لشيء. فثارت الخيل وأخذت تعدو بشدة على تلك القطعة من التراب... فأعطي الله من ثم روحًا لذلك الجزء النجس من التراب الذي وقع عليه بصاق الشيطان الذي كان أخذه جبريل من الكتلة. وأنشأ الكلب فاخذ ينبح فروَّع الخيل فهربت" (39: 7-13).
في الفصل 40 يذكر الكاتب أن الشيطان طلب من الحية أن تسمح له بدخول الجنة فقالت " كيف أسمح لك بالدخول وقد أمرني الله أن أطردك؟ أجاب الشيطان... فإذا أدخلتني الجنة أجعلك رهيبة حتى أنه كل أحد يهرب منك. فتذهبين وتقيمين حسب إرادتك. فقالت الحية وكيف أدخلك؟ أجاب الشيطان أنك كبيرة فافتحي فاك فأدخل بطنك. فمتى دخلت الجنة ضعيني بجانب هاتين الكتلتين من الطين اللتين تمشيان حديثًا على الأرض. ففعلت عندئذ الحية ذلك. ووضعت الشيطان بجانب حواء لأن آدم زوجها كان نائمًا" (40: 4-13).
تعليق: في قصة أيوب مَثَلَ الشيطان أمام الله أفلا يستطيع الظهور أمام آدم وحواء؟
وفي الفصل 41 يذكر الكاتب العقوبات كالآتي:
"وكلم حواء قائلًا وأنت التي أصغيت للشيطان. وأعطيت زوجك الطعام تلبثين تحت تسلط الرجل الذي يعاملك كأمه... ولما دعا الحية دعا الملاك ميخائيل الذي يحمل سيف الله وقال: اطرد أولا من الجنة هذه الحية الخبيثة. ومتي صارت خارجًا فأقطع قوائمها... ثم نادي الله بعد ذلك الشيطان فأتي ضاحكًا. فقال له لأنك أيها الرجيم خدعت هذين وصيرتهما نجسين أريد أن تدخل في فمك كل نجاسة فيهما وفي أولادهما متي تابوا عنها وعبدوني حقًا فخرجت منهم فتصير مكتظًا بالنجاسة. فجأر الشيطان حينئذ جأرًا مخوفًا..." (41:16-21).
تعليق: أن كان آدم اشترك مع حواء في العصيان... فلماذا يترأس عليها ويعاملها كأمه وهو مذنب معها؟ ثم أن الأقطع اليدين أو الرجلين يأتي نسله كاملًا فلماذا يظهر نسل الحية بدون قوائم؟
في الفصل 34 " ولا سبب وراء هذا لبكاء الإنسان الأول وإمرأته مائة سنة بدون انقطاع طالبين رحمة الله "
تعليق: ألم ينام الإنسان الأول وامرأته مائة عام أم كان يبكيان أثناء نومهما؟
يذكر الكاتب في الفصل 23 بأن آدم عندما أخطأ " أقسم قائلًا تالله لأقطعنك. فكسر شظية من صخر وأمسك جسده ليقطعه بحد الشظية فوبخه الملاك جبريل على ذلك. فأجاب لقد أقسمت بالله أن أقطعه فلا أكون حانثًا. حينئذ أراه الملاك زائدة جسده فقطعها" (23: 4-8).
تعليق: ونسي الكاتب أن الختان بدأ من إبراهيم (تك 17: 9-14) وقبل هذا لم يكن معروفًا.
في الفصل 55 يصور الكاتب مشهدين يوم القيامة " ويكلم الله رسوله قائلا مرحبا بك يا عبدي الأمين. فاطلب ما تريد تنل كل شيء. فيجيب رسول الله يا رب اذكر انك لما خلقتني قلت أنك أردت أن تخلق العالم والجنة والملائكة والناس حبا فيّ ليمجدونك بي أنا عبدك... فيجيب الله كخليل يمازح خليله ويقول أعندك شهود على هذا يا خليلي محمد؟ فيقول باحترام نعم يا رب. فيقول الله اذهب وأدعهم يا جبريل.." (55: 16-34). فيأتي جبريل بآدم وإبراهيم وإسماعيل وموسى وداود ويسوع ويشهدون بصدق كلام الرسول من خلال كتبهم، ثم يتكلم الله قائلًا " إن ما فعلت الآن أنما فعلته ليعلم كل أحد مبلغ حبي لك" (55: 36)
وفي الفصل 133 يظهر الله على أنه غير قادر على الحركة "فالحق أقول لكم أنه الله ربنا رب كل الأشياء لأنه خلق الأشياء كلها. ولكنه ليس أبًا على طريقة الطبيعة لأنه غير قادر على الحركة التي لا يمكن التناسل بدونها" (133: 13، 14).
في الفصل 51 يحكي الكاتب هذه القصة الخرافية:
"أجاب يسوع الحق أقول لكم فأني عطفت على الشيطان لما علمت بسقوطه... لذلك صليت وصمت لإلهنا الذي كلمني بواسطة ملاكه جبريل: ماذا تطلب يا يسوع وما هو سؤالك؟. أجبت يا رب أنت تعلم أي شر كان الشيطان سببه وأنه بواسطة فتنته يهلك كثيرون. وهو خليقتك يا رب التي خلقت فارحمه يا رب. أجاب الله يا يسوع أنظر فاني أصفح عنه. فأحمله على أن يقول فقط: أيها الرب إلهي لقد أخطأت فارحمني. فأصفح عنه وأعيده إلي حاله الأولى. قال يسوع لما سمعت هذا سررتُ جدًا موقنًا أني قد فعلت هذا الصلح. لذلك دعوت الشيطان فأتى قائلا ماذا يجب أن أفعل لك يا يسوع؟ أجبت أنك تفعل لنفسك أيها الشيطان! إذا كنت لا تود خدمتي فاني لا أود خدمتك لأني أشرف منك. فأنت لست أهلا لأن تخدمني أنت يا من هو طين أما أنا فروح. فقلت: لنترك هذا وقل لي أليس حسنًا أن تعود إلى جمالك الأول وحالك الأول. وأنت تعلم أن الملاك ميخائيل سيضربك في يوم الدينونة بسيف الله مائة ألف ضربة. وسينالك من كل ضربة عذاب عشر جحيمات.
أجاب الشيطان سنري في ذلك اليوم أينما يكون أكثر فعلًا... حينئذ قلت أيها الشيطان أنك سخيف العقل فلا تعلم ما أنت قائل. فهز حينئذ الشيطان رأسه ساخرًا وقال: تعالي الآن ولتتم هذه المصالحة بيني وبين الله. وقل أنت يا يسوع ماذا يجب فعله لأنك أنت صحيح العقل. أجبت يجب التكلم بكلمتين فقط. أجاب الشيطان وما هما؟
أجبت هما: أخطأت فارحمني. فقال الشيطان أنني بمسرة أقبل هذه المصالحة إذا قال الله هاتين الكلمتين لي. فقلت انصرف عني الآن أيها اللعين. لأنك الأثيم المنشئ لكل ظلم وخطيئة. ولكن الله عادل منزه عن الخطايا. فانصرف الشيطان مولولًا وقال أن الأمر ليس كذلك يا يسوع ولكنك تكذب لترضي الله" (51: 4-39).
ويبدو أن الكاتب نسي ما سجله في الفصل السابق -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى- فسجل النقيض له في الفصل 101 حيث ذكر ندم الشيطان على لسان يسوع: "أن الشيطان عدو كل صلاح لنادم شديد الندم لأنه خسر الجنة وربح الجحيم" (101: 21).
في الفصل 13 يقول الكاتب: "ولما أتم يسوع هذه الكلمات إذا بالملاك جبريل قد جاء إليه قائلًا: لا تخف يا يسوع لان ألف ألف من الذين يسكنون فوق السماء يحرسون ثيابك، ولا تموت حتى يكمل كل شيء ويمسي العالم على وشك النهاية" (13: 9-11).
تعليق: إذا كان مليون ملاك يحرسون ثياب يسوع... فكم ملاك يحرسون يسوع نفسه؟
ألا يدري الكاتب أن ملاك واحد قتل 185 ألفًا من جيش سنحاريب، وآخر كل أبكار المصريين؟
في الفصل 57 يصور الكاتب موقف بعض الناس يوم الدينونة: "الحق أقول لكم ان قميص الشعر سيشرق كالشمس وكل قملة كانت على إنسان حبًا في الله تتحول لؤلؤة... الحق أقول لكم أنه لو علم العالم هذا لفضل قميص الشعر على الأرجوان والقمل على الذهب" (57: 14،19).
تعليق: الإنسان يقوت جسده ويربيه، وان كان يبغض شهوات الجسد وأهوائه الرديئة لكن لا يبغض الجسد. فهل يسر الله بإنسان ينتقم من جسده بالقمل وغيره، وهل الله يحب القذارة ويكافئ عليها؟!
في الفصل 55 يصور الكاتب مشهد من يوم القيامة: "الحق أقول لكم أن الشياطين والمنبوذين من الشياطين يبكون حينئذ حتى أنه ليجري من الماء من عين الواحد منهم أكثر مما في الأردن" (55: 14).
تعليق: الشياطين ليس لهم أجساد فمن أين تأتيهم الدموع؟
في الفصل 74 الكاتب على لسان يسوع: "وأخطأ سليمان لأنه فكر أن يدعو كل خلائق الله لوليمة فأصلحت خطئه سمكة إذ أكلت كل ما كان قد هيأه" (74: 3).
تعليق: سمكة واحدة تلتهم كميات الأكل المعدة لجميع خلائق الله من أسود وأفيال وبقر وجاموس وأفراس البحر وطيور وزواحف الأرض تري كم يكون حجم هذه السمكة؟ وهل تأكل هذه السمكة الغلال واللحوم... الخ؟
حاول الجنود الرومان القبض على يسوع " وأرادوا أن يمدوا أيديهم إلى يسوع. فقال حينئذ يسوع " ادوناى صبأوت " ففي الحال تدحرجت الجنود من الهيكل كما يدحرج المرء براميل من خشب غسلت لتملأ ثانية خمرًا. فكانوا يتلطمون بالأرض تارة برأسهم وطورًا بأرجلهم وذلك دون أن يمسهم أحد. فارتاعوا وأسرعوا إلى الهرب ولم يعودوا يروا في اليهودية قط" (152: 23 - 27).
تعليق: لم يكن مسموحًا للجنود الرومان بالدخول إلى الهيكل اليهودي، وكيف يترك هؤلاء الجنود خدمة الجندية فلم يظهروا ثانية في اليهودية بينما عقوبة الهروب من الجندية هي الموت.
أ- أدعى أن يسوع أشبع الجموع في تيرو على مقربة من نهر الأردن (99: 1) بينما تيرو في لبنان على بعد 50 كم من الأردن.
ب- أدعى أن الناصرة ميناء على بحر الجليل (20: 1، 9) بينما تبعد الناصرة عن بحر الجليل بمقدار 20 كم.
ج- ظن أن كفر ناحوم في مستوى أعلى من الناصرة ولذلك قال "صعد يسوع (من الناصرة) إلى كفر ناحوم" (21: 1) بينما الناصرة أعلى من كفر ناحوم بمقدار 2200 قدم.
د- من الأخطاء التاريخية إدعاء الكاتب بأن يسوع ذهب مع تلاميذه إلى دمشق (143: 1، 2، 5، 6) وأيضًا ذهب مع تلاميذه إلى جبل سيناء (92: 1-3).
أ- أدعى أن الإنسان خلق من التراب والهواء والماء والنار (153: 3، 4) " قولوا لى لماذا كان التراب والهواء والماء والنار متحدة بالإنسان ومحفوظة على وفاق؟ مع أن الماء يطفئ النار والتراب يهرب من الهواء حتى انه لا يقدر أحد أن يؤلف بينهما" (167: 3) ومن المعروف أن الإنسان مخلوق من تراب الأرض، والكاتب ذكر أن آدم خُلِق من التراب (35: 6) وأيضًا التراب والماء والهواء والنار يمكن توحيدهما في مركبات مختلفة
ب- أرجع حنجرة الإنسان إلى محاولة آدم لإيقاف التفاحة التي أكلها فيقول "فتناول (آدم) منها (من حواء) ما قدمته له وأكل. وبينما كان الطعام نازلًا ذكر كلام الله. فلذلك أراد أن يوقف الطعام فوضع يده في حلقه حيث كل إنسان له علامة" (40: 26-28) وهذه مخالفة علمية فإن وضع اليد على الحلق لا يمكن أن يوقف الطعام الذي يمر من المريء، ولا يمكن أن يكون السبب في بروز الحنجرة.
ج- قال "على كتلة التراب أن تنام على الأديم. ليكف كل ليلة ساعتان من النوم" (145: 42) ومن المعروف ان الإنسان يحتاج إلى نحو سبع ساعات للنوم يوميًا ولا يكفيه ساعتين، ولكن الكاتب كان متأثرًا بالتقشفات الرهبانية في العصور الوسطى لذلك يدعى للنوم على الأرض، وتقليل ساعات النوم والحزن والبكاء حتى أن الكاتب قال أن الحيوان مفطور على الحزن " الحق أقول لكم أن كل حيوان مفطور على الحزن لفقد ما يشتهى من الطيبات" (102: 1).
د- قال أن الأرض مستقرة على الماء " قولوا لي لماذا لا يمكن أن الحجر يستقر على سطح الماء مع أن الأرض برمتها مستقرة على سطح الماء".
في الفصل 84 " فقال يسوع هل رأيتم مرة البراز ممزوجًا بالبلسم فأجابوا لا يا سيدي لا. إنه لا يوجد مجنون يفعل هذا الشيء. قال يسوع إني مخبركم الآن أنه يوجد في العالم من هم أشد جنونًا من ذلك لأنهم يمزجون خدمة الله بخدمة العالم" (84: 5-7).
وفي الفصل 75 يقول: "لأن الكسل مرحاض يتجمع فيه كل منكر نجس" (75: 10).
وفي الفصل 115: " أجاب أندراوس كيف ينسي الإنسان النساء إذا عاش في المدينة يوجد كثيرات منهن فيها؟ أجاب يسوع: يا أندراوس حقًا أن السكنى في المدينة تضر لأن المدينة كالإسفنجة تمتص كل إثم" (115: 19، 20).
تعليق: هذا خليط من المستوي الهابط والأفكار البالية والنظرة السوداوية.
في الفصل 135 يضع الكاتب تصويرًا للجحيم ذات السبع دركات: "المتكبر أي الأشد ترفعًا في قلبه سيزج في أسفل دركة مارًا في سائر الدركات التي فوقه ومكابدًا فيها جميع الآلام الموجودة فيها... يوضع تحت أقدام الشيطان وشياطينه فيدوسونه كما يداس العنب عند صنع الخمر وسيكون أضحوكة وسخرية للشياطين، والحسود... يهبط إلي الدركة السادسة وهناك تنهشه أنياب عدد غفير من أفاعي الجحيم. ويخيل له أن كل الأشياء في الجحيم تبتهج لعذابه وتأسف لأنه لم يهبط إلي الدركة السابعة...أما الطماع فيهبط إلي الدركة الخامسة... وسيقدم له الشياطين زيادة في عذابه ما يشتهي. فإذا صارت في يديه اختطفته شياطين أخري بعنف... أما الدركة الرابعة فيهبط إليها الشهوانيون... وهناك تعانقهم الأفاعي الجهنمية.، وأما الذين قد زنوا بالبغايا فستتحول كل أعمال هذه النجاسة فيهم إلي غشيان جنيات الجحيم اللواتي هن شياطين بصور نساء شعورهن من أفاع وعيونهن كبريت ملتهب وفمهن سام علقم وجسدهن محاط بشصوص مريشة بسنان شبيهة بالتي تصاد بها الأسماك الحمقاء (وهل الأسماك حمقاء؟!) ومخالبهن كمخالب العقبان وأظافرهن أمواس ويهبط إلي الدرجة الثالثة الكسلان... هنا تشاد مدن وصروح فخيمة ولا تكاد تنجز حتى تهدم توًا لأن ليس فيها حجر موضوع في محله.
فتوضع هذه الحجارة الضخمة على كتفي الكسلان الذي لا يكون مطلق اليدين... لأن الكسل قد أزال قوة ذراعيه وساقاه مكبلتين بأفاعي الجحيم. وأنكي من ذلك أن وراءه الشياطين تدفعه وترمي به على الأرض مرات متعددة...
ويهبط إلى الدرجة الثانية النهم... لا يوجد شيء يؤكل سوي العقارب الحية والأفاعي الحية التي تعذب عذابًا أليمًا... وستقدم لهم الشياطين بحسب الظاهر أطعمة شهية ولكن لما كانت أيديهم وأرجلهم مغلولة بأغلال من نار لا يقدرون أن يمدوا يدًا إذا بدأ لهم الطعام...
العقارب نفسها التي يأكلها لتلتهم بطنه غير قادرة على الخروج سريعًا فإنها تمزق سؤة النهم. ومتي خرجت نجسة وقذرة على ما هي عليه تؤكل مرة أخري، ويهبط المستشيط غيظًا إلي الدركة الأولي حيث يمتهنه كل الشياطين وسائر الملعونين الذين هم أسفل منه مكانًا فيرفسونه ويضربونه ويضجعونه على الطريق التي يمرون عليها واضعين أقدامهم على عنقه... وأنكي من ذلك أنه غير قادر على إظهار غيظه وإهانة الآخرين لان لسانه مربوط بشص شبه بما يستعمله بائع اللحوم" (135: 5-42).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/bible-gospel/superstitions.html
تقصير الرابط:
tak.la/dsjb987