ثالثًا: تناقض إنجيل برنابا مع القرآن
س3: هل يتوافق كتاب برنابا مع القرآن؟
في الفصل 97 يذكر الكاتب خلقة نفس محمد ووضعها في بهاء سماوي وأن الله سيجعله رسول للخلاص فيقول "أجاب يسوع أن اسم مسيا عجيب لأن الله نفسه سماه لما خلق نفسه ووضعها في بهاء سماوي "قال الله أصبر يا محمد لأني لأجلك أريد أن أخلق الجنة والعالم وجمًا غفيرًا من الخلائق التي أهبها لك حتى أن من يباركك يكون مباركًا ومن يلعنك يكون ملعونًا. ومتى أرسلتك إلى العالم أجعلك رسولي للخلاص وتكون كلمتك صادقة حتى أن السماء والأرض تهنان ولكن إيمانك لا يهن أبدًا. أن اسمه المبارك محمد. حينئذ رفع الجمهور أصواتهم قائلين يا الله أرسل لنا رسولك يا محمد تعالى سريعًا لخلاص العالم". (14:97-18).
وفي الفصل 39 عندما طرد آدم من الجنة رأى كتابة وطلب أن يعطيه الله هذه الكتابة على ظفري الإبهام " فلما انتصب آدم على قدميه رأى في الهواء كتابة تتألق كالشمس نصها " لا إله إلا الله ومحمد رسول الله" (14:39).. وعندما سأل آدم عن هذه الكلمات "فأجابه الله مرحبًا بك يا عبدي آدم. وأني أقول لك أنك أول إنسان خُلقت وهذا الذي رأيته إنما هو أبنك الذي سيأتي إلى العالم بعد الآن بسنين عديدة. وسيكون رسولي الذي لأجله خلقت كل الأشياء. الذي متى جاء سيعطي نورًا للعالم... الذي كانت نفسه موضوعة في بهاء سماوي ستين ألف سنة قبل أن أخلق شيئًا. فضرع آدم إلى الله قائلًا يا رب هبني هذه الكتابة على أظافر أصابع يدي. فمنح الله الإنسان الأول تلك الكتابة على إبهاميه على ظفر إبهام اليد اليمنى ما نصه لا إله إلا الله وعلى ظفر إبهام اليد اليسرى ما نصه محمد رسول الله. فقبل الإنسان الأول بحنو أبوي هذه الكلمات. ومسح عينيه وقال بُورك ذلك اليوم الذي ستأتي فيه إلى العالم". (17:39-28)
وفي الفصل 191 يقول الكاتب أن موسى طلب من الله فأراه محمد على يد إسماعيل وإسماعيل على يد إبراهيم بينما يسوع على يد إسحق ويسوع يشير للرسول... " فأراه الله من ثمَ رسوله على ذراعي إسماعيل وإسماعيل على ذراعي إبراهيم. ووقف على مقربة من إسماعيل إسحق وكان على ذراعيه طفل يشير بإصبعه إلى رسول الله قائلًا هذا هو الذي لأجله خلق الله كل شيء. فصرخ من ثمَ موسى بفرح يا إسماعيل أن في ذراعيك العالم كله والجنة. اذكرني أنا عبد الله لأجد نعمة في نظر الله بسبب أبنك الذي لأجله صنع الله كل شيء".(0 7:191-10)
وكل ما سبق يناقض ما جاء بالقرآن بأن محمد بشر مثل كل البشر، وأنه لم يكن يعرف الإيمان قبل أن ينزل عليه الوحي لذلك يقول القرآن "قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليَّ إنما إلهكم إله واحد " فصلت 6 وفي سورة الشورى يقول "وكذلك أوصينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الإيمان" الشورى 520
في بعض المواقع رفع الكاتب محمد لدرجة أعلى من البشر بما فيهم الرسل والأنبياء والقديسين والشهداء.
أ- يدعو الكاتب محمد ربًا في الفصل 43... "فحينئذ قال يسوع ومتى جاء رسول الله فمن نسل من يكون؟ أجاب التلاميذ: من داود. فأجاب يسوع لا تغشوا أنفسكم لأن داود يدعوه في الروح ربًا قائلًا هكذا قال الله لربي أجلس عن يميني حتى أجعل أعدائك موطئًا لقدميك". (25:43-28)
ب- ودعا الكاتب محمد مُخلّصًا ففي الفصل 192 يقول الكاتب " فقال حينئذ يسوع أنظر أن لا تعود أبدًا فتحجز الحق لان بمسيا (محمد) سيعطي الله الخلاص للبشر ولن يخلص أحد بدونه". (5:192 ) وفي الفصل 41 " فلما ألتفت آدم رأى مكتوبًا فوق الباب لا إله إلاَّ الله محمد رسول الله. فبكى عند ذلك وقال: أيها الابن عسى الله أن يريد أن تأتي سريعًا وتخلصنا من هذا الشقاء".(30:41-31)
ج- وقال الكاتب أن محمد يعلم الغيب ففي الفصل 176 يقول على لسان يسوع " وأما ذلك المجد فسيوضحه بأجلى بيان رسول الله الذي هو أدرى بالأشياء من كل مخلوق لان الله خلق كل شيء حبا فيه ".(7:176)
د- ويقول أن الله شمس الجنة ومحمد هو القمر ففي الفصل 177 يقول "لأني أنا إلهكم هو شمس الجنة ورسولي هو القمر الذي يستمد منه كل شيء". (6:177-7)
ه- وهو الوحيد الذي يستطيع أن يتضرع إلى الله في اليوم الأخير بينما يقع الأنبياء في الخوف... ففي الفصل 55 يقول "ويذهب رسول الله ليجمع كل الأنبياء الذين يكلمهم راغبًا إليهم أن يذهبوا معه ليضرعوا إلى الله لأجل المؤمنين" فيعتذر كل أحد خوفًا. ولعمر الله أني أنا أيضًا لا أذهب إلى هناك لأني أعرف ما أعرف" (1:55-3).. وفي الفصل 54 يذكر التجاء الرسل لمحمد طالبين حمايتهم من الله " ثم يحيى الله بعد ذلك سائر أنبيائه الذين سيأتون جميعهم تابعين لآدم. فيقّبلون يد رسول الله واضعين أنفسهم في كنف حمايته. ثم يحيى الله بعد ذلك سائر الأصفياء الذين يصرخون اذكرنا يا محمد. فتتحرك الرحمة في رسول الله لصراخهم وينظر فيما يجب فعله خائفًا لأجل خلاصهم" (6:54-11).
و- وعندما يذهب محمد للجحيم يكف العقاب عن كل ذي جسد إكرامًا له وتولول الشياطين محاولة الاختفاء تحت الجمر المتقد ويصفع الشيطان وجهه بكلتا يديه... في الفصل 136 يقول الكاتب على لسان يسوع " وماذا أقول؟ أفيدكم أنه حتى رسول الله يذهب إلى هناك ليشاهد عدل الله... فترتعد ثمة الجحيم لحضوره. وبما أنه ذو جسد بشري (محمد) يرفع العقاب عن كل ذي جسد بشري من المقضي عليهم بالعقاب فيمكث بلا مكابدة عقاب مدة أقامة رسول الله لمشاهدة الجحيم ولكنه لا يقيم هناك إلا طرفة عين. وإنما يفعل الله هذا ليعرف كل مخلوق أنه نال نفعًا من رسول الله. ومتى ذهب إلى هناك ولولت الشياطين وحاولت الاختباء تحت الجمر المتقد قائلًا بعضهم لبعض اهربوا اهربوا فإن عدونا محمد قد أتى. فمتى سمع الشيطان ذلك يصفع وجهه بكلتا كفيه ويقول صارخًا: ذلك بالرغم عني لأشرف منى وهذا إنما فُعِل ظلمًا" (10:136-16).
وعندما يذهب جبريل للجحيم ويجد بعض المسلمين الأشرار لهم سبعون ألف سنة وهم يقولون يا محمد أين وعدك؟.. يعود جبريل ويخبر محمد الذي يتشفع فيهم... في الفصل 137 يقول الكاتب على لسان يسوع " فحينئذ يقول رسول الله يا رب يوجد من المؤمنين في الجحيم من لبث سبعين ألف سنة. أين رحمتك يا رب؟ أني أضرع إليك يا رب أن تعتقهم من هذه العقوبات المرة فيأمر الله حينئذ الملائكة الأربعة المقربين لله أن يذهبوا إلى الجحيم ويخرجوا كل من على دين رسوله ويقوده إلى الجنة وهو ما سيفعلونه. ويكون من مبلغ جدوى دين رسول الله أن كل من آمن به يذهب إلى الجنة بعد العقوبة التي تكلمت عنها حتى ولو لم يعمل عملًا صالحًا لأنه مات على دينه". (1:137-6)
وكل ما سبق من صفات ينسبها الكاتب لمحمد لا يوافق عليها القرآن والإسلام...
فالقرآن لم ينادِ بمحمد ربًا... والإسلام لم يقل أن محمد مُخلّصًا للبشر من آثامهم... وفي سورة الأنعام يقر محمد بأنه لا يعرف الغيب. وأنه جاء منذرًا (وليس مُخلّصًا) للذين يخافون ربهم... وكل إنسان سيتم حسابه حتى محمد نفسه فيقول القرآن " قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم أنى ملك. وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولى ولا شفيع لعلهم يتقون" الأنعام 52:50. وفي سورة فصلت يعترف محمد أنه بشر مثل أي بشر فيقول "قل إنما أنا بشر مثلكم يوُحىَ إليَّ إنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين " فصلت 60.
وبينما رفع الكاتب محمد لدرجات أعلى من البشر في المواضع السابقة إلا أنه يعود في مواضع أخرى فيصوره على أنه إنسان خائف...مجرد من الذاكرة... كالمخبول... فعند حديث الكاتب عن الدينونة يقول في الفصل 52 " بل أن رسول الله سيخاف لأن الله إظهارًا لجلاله سيجرد الرسول من الذاكرة" (6:52) رسول بلا ذاكرة ؟!.. وبعد أن يميت الله كل البشر وبعد مرور أربعين سنة يقول الكاتب في الفصل 54 " ومتى مرت الأربعون سنة يحيى الله رسوله الذي سيطلع أيضًا كالشمس بيد أنه متألق كألف شمس فيجلس ولا يتكلم لأنه سيكون كالمخبول". (2:54-3) فهل يوافق المسلمون أن يكون رسولهم كالمخبول "!
حتى أن يسوع يشتهى حلَّ سيور حذاء محمد... بل يرفع القرآن يسوع ويكرم العذراء مريم ويخصص لها سورة باسمها... ويقول أن الله اصطفاها على نساء العالمين... وقال البخاري أن كل مولود عندما يوُلد يمسه الشيطان فيستهل صارخًا ما عدا يسوع وأمه... وقال عن يسوع المسيح أنه سيدين العالم... وذكر القرآن معجزاته وعلمه للغيب وقيامه بخلقة الطير... وقال عنه أنه كلمة الله وروح منه ويعترف أنه وُلِد بدون زرع بشر... ولم يذكر له خطية قط... وأيضًا القرآن لا يوافق كاتب إنجيل برنابا الذي ينادى بأن المسيح هو محمد. بل أقر بأن المسيح هو عيسى بن مريم أي يسوع بن مريم... ففي سورة آل عمران يقول "إذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيهًا في الدنيا والآخرة ومن المقربين " آل عمران 45 وحينما تكلم القرآن عن المسيح قال أنه عيسى أي يسوع ولم يذكر قط أن المسيح هو محمد.
في الفصل 105 يقول الكاتب على لسان يسوع " فأقول لكم أن السموات تسع وأنها بعضها يبعد عن بعض كما تبعد السماء الأولى عن الأرض التي تبعد عن الأرض سفر خمس مائة سنة" (3:105-9).
وفي الفصل 178 يقول "أجاب يسوع أن الجنة واسعة جدًا حتى أنه لا يقدر أحد أن يقيسها الحق أقول لك أن السموات تسع موضوعة بينها السيارات التي تبعد إحداها عن الأخرى مسيرة رجل خمس مائة سنة".وهذا يناقض ما جاء في القرآن في سورة الإسراء " تسبح له السموات السبع والأرض... " الإسراء 44.... وكذلك في سورة المؤمنين " قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم" المؤمنين 86. كما أن المسافة بين كل سماء وأخرى 500 سنة مقتبس من التلمود.
أ- د. محمد شفيق غربال في كتابه الموسوعة العربية الميسرة ص 354 يقول "هو إنجيل مزيف وضعه أوروبي من القرن الخامس عشر وفي وصفه للوسط السياسي والديني في القدس أيام المسيح أخطاء جسيمة كما يصرح على لسان عيسى أنه ليس المسيح إنما جاء مبشرًا بمحمد الذي سيكون المسيح".
ب- الأستاذ عباس محمود العقاد بعد أن فند هذا الإنجيل انتهى إلى أنه إنجيل مزيف وقال "فيه أخطاء لا يجهلها اليهودي المطلع على كتب قومه ولا يردّدها المسيحي المؤمن بالأناجيل ولا يتورط فيها المسلم الذي يفهم ما في إنجيل برنابا من التناقض بينه وبين القرآن " جريدة الأخبار في 26/10/1959م.
ج- الشيخ محمد رشيد رضا: وهو الذي نشر إنجيل برنابا بالعربية فقال في مقدمة الناشر صفحة ش " الأقرب إلى التصوير أن كاتبه يهودي أندلسي من أهل القرون الوسطى تنصَّر ثم دخل الإسلام أتقن اللغة العربية وعرف القرآن والسنة حق المعرفة بعد الإحاطة بكتب العهد العتيق والجديد".
د- الأستاذ محمد جبريل في جريدة المساء 19 يناير سنة 1970 قال "في الحقيقة أن هذا الإنجيل برغم اتفاقه في الأغلب مع وجهة النظر الإسلامية لم يجد رأيًا إسلاميًا مسئولًا يؤكد صحته أو يدافع عنه... والحقيقة المؤكدة من خلال تلك الأخطاء الفادحة أن كاتب إنجيل برنابا لم يكن مسيحيًا ولم يكن مسلمًا وإن كان أتيحت له الفرصة للاتصال بعلماء المسلمين وهو يهوديًا اسلم".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/bible-gospel/koran.html
تقصير الرابط:
tak.la/z3anfp8