St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   atheism
 
St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   atheism

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد، الجزء الثاني: ثمار الإلحاد - أ. حلمي القمص يعقوب

41- هل هناك أدلة تثبت بطلان نظرية التطوُّر؟

 

س52: هل هناك أدلة تثبت بطلان نظرية التطوُّر؟

ج: من المستحيل أن يكون الإنسان وليد تطوُّر القردة، فبين الإنسان والحيوان هوة سحيقة لا يمكن عبورها، كما سنرى بعد قليل، وفيما يلي نعرض باختصار شديد لبعض الأدلة على بطلان نظرية التطوُّر:

 

1- تفترض نظرية التطوُّر أن هناك صراعًا قائمًا بين الكائنات، ينتهي بالبقاء للأقوى والأصلح الذي يتناسل وينتشر، أما الأضعف فأنه يتعرض للانقراض، والحقيقة أن القاعدة العامة والأصل في الحياة هو التعاون والتآزر وليس الصراع، فالحشرات التي تتغذى على رحيق الأزهار، تتعاون مع هذا النبات إذ تنقل حبوب اللقاح من الذكور للإناث، والبكتريا التي تعيش في أمعاء الحيوانات تساعدها في عمليات هضم السيلولوز، ومما يُذكر أنه في شمال السودان يعيش طائر يُعرف بالسقد، يظل واقفًا يقظًا على رأس التمساح، فإذا لاح في الأفق فريسة أو عدو، يصيح حتى يوقظ التمساح من سباته، وعندما يفترس التمساح فريسته يفتح فاه لهذا الطائر الصديق ليتغذى على بقايا الطعام العالقة بأسنان التمساح، ويلتقطها ببراعة فائقة وهكذا يستمر التعاون بينهما، وأيضًا ليس دائمًا يكون البقاء للأقوى والأصلح، فالأمر يخضع لعوامل عديدة، وقد يتعرض الكائن الأقوى للموت بينما يظل الكائن الضعيف كالفيروسات حيًّا، ومما يُذكر أن فيرس الايدز وأنفلونزا الخنازير في منتهى الضعف ولكنهما يقضيان على الإنسان، وهل ننسى أن بعوضة ضعيفة قضت على الإسكندر الأكبر أعظم ملوك العالم؟ ورغم أن الصراع دائر بين الحيوانات المتوحشة وبين الحيوانات الأليفة مثل الحملان والغزلان، ولكن مازالت هذه الحيوانات الأليفة متواجدة ولم تنقرض، ولو كان البقاء للأقوى دائمًا، فلماذا انقرضت الزواحف الضخمة مثل الديناصورات؟!

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Phasmida insects and stick insects - Natural History Zoology Museum, Addis Ababa, from St-Takla.org's Ethiopia visit - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, April-June 2008 صورة في موقع الأنبا تكلا:  حشرات فاسميدا و حشرات العصوية - من ألبوم صور متحف التاريخ الطبيعي، في أديس أبابا بالحبشة - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، من رحلة موقع الأنبا تكلا إلى إثيوبيا، إبريل - يونيو 2008

St-Takla.org Image: Phasmida insects and stick insects - Natural History Zoology Museum, Addis Ababa, from St-Takla.org's Ethiopia visit - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, April-June 2008

صورة في موقع الأنبا تكلا:  حشرات فاسميدا و حشرات العصوية - من ألبوم صور متحف التاريخ الطبيعي، في أديس أبابا بالحبشة - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، من رحلة موقع الأنبا تكلا إلى إثيوبيا، إبريل - يونيو 2008

2- لو تطوَّرت اللافقاريات إلى فقاريات فمن أين أتت بالهيكل العظمي؟! ولو أن الزواحف تطوَّرت إلى الطيور، فمن أين أتت بالريش والجهاز الهضمي والتنفسي الخاص والدم الحار؟! وكذلك الوضع بالنسبة للحيوانات غير الثديية لو تطوَّرت لحيوانات ثديية، فمن أين لها بالأثداء؟! وأيضًا الحيوانات غير المشيمية لو تطوَّرت إلى حيوانات مشيمية وهلم جرا...

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

3- التطوُّر والتهجين يؤدي إلى تغييرات في الصنف، ولكن النوع يظل ثابتًا، فيمكن إنتاج أصناف عديدة من الحمام، ولكنه سيظل حمامًا، لن يتحوَّل إلى عصافير ولا إلى صقور، وقال البروفسور " باتسون": "أن المساعي المتواصلة التي بُذلت في صبر وطول أناة لم تسفر عن دليل واحد يؤيد تطوُّر الأنواع إلى أنواع أخرى، وكل طريق جديد وثقوا فيه أنه يوصلهم إلى دليل، إذ به طريق مسدود... فنحن لم نستطع أن نرى يومًا كيف يحصل التغيُّر من نوع إلى نوع، أما التغيُّر في ذات النوع الواحد (من حيث الشكل أو الحجم أو اللون) فهذا نشاهده كل يوم، لكننا لسنا نشاهد تغييرًا في أصل النوع. فتغيُّر النوع ذاته عن أصله لا يزال أمرًا غامضًا كل الغموض، مع أنه جوهري بالنسبة لنظرية التطوُّر" (62).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

4- مازالت بعض الكائنات الأولية مثل الأميبا والطحالب الزرقاء والأسفنجيات والرخويات كما هي... فلماذا لم تتطوَّر إلى أصناف أرقى؟!. وأيضًا الحفريات قد أثبتت أن الكائنات الحيَّة منذ وجودها على الأرض لم تشوش ولم تختلط ببعضها، فكل كائن حافظ على جنسه، وتحقق تمامًا قول سفر التكوين " فأخرجت الأرض عشبًا وبقلًا يبذر بذرًا كجنسه وشجرًا يعمل ثمرًا بذره فيه كجنسه" (تك 1: 13).. " وكل طائر ذي جناح كجنسه" (تك 1: 21).. " فعمل الله وحوش الأرض كأجناسها والبهائم كأجناسها وجميع دبابات الأرض كأجناسها" (تك 1: 25).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

5- قال التطوريون أن عملية التطوُّر أستغرقت زمنًا طويلًا يصل إلى 2000 مليون سنة، بينما قرَّر العلماء أن الأرض حينذاك كانت مازالت كتلة ملتهبة تستحيل الحياة عليها، فكيف تم التطوُّر؟! هذا من جانب ومن جانب آخر أن العصر الجليدي ساد فترة على الأرض، وقال " كارل دانبر " أن العصر الحديث الدافئ Recent بدأ منذ 4000 - 7500 سنة مقدَّرة بواسطة الطريقة الإشعاعية Radioadive Dates (الجيولوجيا الحديثة طبعة 1960م ص 391) وجاء في " دائرة المعارف الكتابية": "لقد أمكن الآن تقدير زمن " العصر الجليدي " بعد أن كان ذلك يُفترض اعتباطًا. فقد انتهى " ج. ف. رايت" و"وينشل " وآخرون إلى هذه النتيجة وهي أن العصر الجليدي في أمريكا - وبالتالي في أوروبا - لا يرجع إلى أكثر من ثمانية أو عشرة آلاف سنة، ومتى ثبت ذلك، فإن تاريخ الإنسان يصبح داخل حدود معقولة" (63).

ويقول "ج. و. داوسون": "أن كوكبنا الأرضي يبدو أنه لم يصبح مناسبًا للإنسان إلاَّ منذ آلاف قليلة من السنين " وقال العلماء مثل " كارل دانبر": "أنه قد مرَّ بالأرض عصر جليدي دام مليون سنة وهو عمر العصر البلاستوسين، وأنه كان له أربعة امتدادات غطت معظم وجه البسيطة، تخللها ثلاثة انحسارات" (الجيولوجيا التاريخية ص 391) (64).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

6- يعجز الدارونيون عن توضيح كيفية تكون الأعضاء النافعة من خلال التطوُّر دفعة واحدة، لأن العين لو مرت بمراحل تطوُّر فأنها تكون عديمة الفائدة طالما لم تصل إلى مرحلة الكمال بعد، وكذلك خرطوم الفيل لو تصوَّرنا أنه مرَّ بمراحل تطوُّر فماذا تكون فائدته عندما كان يبلغ عدة سنتيمترات، ويقول "دكتور حليم عطية سوريال": "وخرطوم الفيل واحد من أمثلة عديدة حيرَّت داروين وأنصاره المعاصرين له نذكر منها الأسماك الكهربائية المعروفة بالرعاد والأسماك المنيرة التي تعيش في قاع المحيط، والحشرات السامة، والحشرات المُقلّدة التي يشبه لونها لون النباتات، وغيرها من الحيوانات التي لها مميزات خاصة. فإن جميع تلك المميزات لابد أن تكون اكتسبت دفعة واحدة حتى تكون مفيدة" (65).

ويقول "وليم بالي " سنة 1802م " أنه من غير المقنع على الإطلاق أن شيئًا قد تطوَّر بالصدفة ليصبح مناسبًا للغرض الذي وُجِد من أجله... كعين الإنسان مثلًا، وهنا يصبح من المقنع القول بأن هناك قوة مرشدة وراء تكوين هذا العضو وهذه القوة ببساطة من الله" (66) وأعترف داروين أنه لو ثبت أن الأعضاء المُعقَّدة لا يمكن أن تأتي عن طريق التطوُّر فستنهار نظريته بالكامل (راجع أصل الأنواع ص 99).

 ومن الطريف أن إحدى الحشرات وهي "الخنفساء القاذفة" ترد على داروين، وهذه الخنفساء يبلغ طولها سنتيمتر واحد، وتعيش في أمريكا اللاتينية، وعندما تشعر بالخطر تفرز مادتي بيراوكسيد الهيدروجين والهيدروكينون، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. ثم تُدخِل هاتين المادتين في غرفة داخل جسمها ليتفاعلا مع مادتين أخرتين يقومان بدور العامل المساعد، وينتج عن هذا التفاعل سائل حارق يندفع من أنف هذه الخنفساء تجاه من يهاجمها فتصيبه بالعمى... فكيف تطوَّر هذا النظام الدفاعي العجيب بمجرد الصدفة وبشكل عشوائي ليصل إلى ما هو عليه الآن؟!

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

7- لو عرف داروين قوانين الوراثة التي أُكتشفت بعده، ولو جاء داروين بعد مندل Gregor Mendel (1822 - 1884م) لتخلى داروين عن نظريته في التطوُّر وهو هادئ ومطمئن البال، والحقيقة أن قوانين مندل للوراثة كانت ضربة قاسية لنظرية التطوُّر، وأكتملت باكتشافات القرن العشرين حول الجينات وتركيب جزئ الـDNA الذي يحمل الصفات الوراثية للكائن، ويقول "هارون يحيى": "وكان حريًّا بهذه التطوُّرات أن تؤدي إلى إلقاء نظرية التطوُّر في مذبلة التاريخ، ولكن هذا لم يحدث نظرًا لإصرار دوائر معينة على تنقيح النظرية وتجديدها والارتفاع بها إلى منار العلم. ولن نفهم مغزى هذه الجهود إلاَّ إذا أدركنا أن وراء النظرية أغراضًا أيديولوجية أكثر من كونها اهتمامات علمية" (67).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(62) أورده برسوم ميخائيل - حقائق كتابية ج 1 ص 154، 155

(63) دائرة المعارف الكتابية ج 1 ص 437

(64) أورده برسوم ميخائيل - بطلان نظرية التطوُّر ص 60

(65) تصدع مذهب داروين والإثبات العلمي لعقيدة الخلق ص 95

(66) مجلة العلم عدد 345 - يونيو 2005م ص 32، 33

(67) خديعة التطوُّر ص 33


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/atheism/theory.html

تقصير الرابط:
tak.la/jm3sfg5