الهدف من هذه اللقطة يا صديقي هو أن أكشف لك قليلًا عن المآسي التي عانت منها البشرية بسبب الإلحاد، إله القتل، فالإنسان متى فقد الإيمان، وأعتقد أنه ليس إله، ولا ثواب ولا عقاب، يتدنى لمستوى أدنى من الحيوانات المتوحشة، قد يفترس غيره، أو يفترس نفسه.
يصف " ريتشار وورمبلاند " شيئًا من العذابات التي تعرض لها أبطال الإيمان فيقول "عُذب " فلورسكو " أحد قسوس الكنيسة بواسطة أسياخ حديدية محمأة بالنار وبالسكاكين أيضًا، وقد عذبوه بضراوة، ثم أطلقوا جرذانًا جائعة بواسطة أنبوب حديدي إلى غرفة سجنه، فلم يستطع النوم بتاتًا إذ حاول أن يدافع عن نفسه بطردها عنه، متى توقف قليلًا كانت الجرذان تهاجمه وتنهش جسمه، ولقد اضطر أن يقف على رجليه لمدة أسبوعين كاملين... لمدة أسبوعين كاملين ليلًا ونهارًا، فقد أراد الشيوعيون أن يرغموه على تسليم إخوانه في الإيمان، ولكنه قاوم تعذيبهم بشدة وصبر.
وفي النهاية أحضروا ابنه الذي كان له من العمر أربع عشرة سنة فقط، وأخذوا يجلدونه أمامه بسياطهم قائلين له أنهم سيستمرون بضربه إلى أن يعترف لهم بما أرادوه منه، فكاد الرجل المسكين أن يُجن، وقد تحمل ذلك قدر استطاعته، ولكنه لما عجز عن الاحتمال نظر إلى المتألم وقال له {يا ولدي إسكندر، عليَّ أن أعترف لهم بما يريدونه، فلا أستطيع أن أراهم يضربونك فيما بعد} فأجابه ابنه {يا والدي لا تظلمني بجعل نفسك والدًا خائنًا. أثبت يا والدي، فإن قتلوني فسأموت وعلى شفتي الكلمات يا يسوع ومسقط رأسي} وعلى إثر ذلك جُن جنون الشيوعيين وانهالوا يكيلون للابن الضربات القاسية إلى أن أزهقوا روحه الطاهرة، والدم يتناثر على جدران الغرفة في السجن. لقد مات وهو يحمد الله {أيها الفتى إسكندر أطلب من أجل ضعفي}.
لقد كبلوا أيدينا بقيود حديدية ذات أسنان حادة من الداخل، فهي لا تؤثر علينا إن لم نأت بحركة، ولكن عندما كانت غرفنا باردة وارتعدنا من البرد القاسي، نهشت تلك الأسنان أيدينا إلى أن مزقت جلودنا.
وقد عُلق بعض المؤمنين الآخرين بحبال رأسًا على عقب، وضُربوا بوحشية ضارية مما جعل جسمهم يتأرجح ذات اليمين وذات الشمال بسبب عنف الضربات، ووُضع مؤمنون آخرون في صناديق للثلج وقد غشاها الجليد من الداخل، وقد وضعوني أنا أيضًا في إحداها بثياب رقيقة جدًا، وكان أطباء السجون يراقبون السجناء داخلها من خلال ثقوب صغيرة في جوانبها، وما أن لاحظوا مظاهر التجلُّد المميت علينا حتى نادوا الحراس لكي يخرجونا منها بسرعة ويدفئوننا مرة أخرى، حتى إذا ما نلنا قسطًا من الدفء أعادونا إليها ثانية لتجليدنا، وقد أعادوا الكرة مرارًا وتكرارًا... وهذا ما يجعلني أخشى اليوم أن أفتح ثلاجة الطعام.
وضعونا نحن المؤمنين في صناديق خشبية أكبر من حجمنا بشيء زهيد جدًا، مما لم يترك لنا مجالًا للحراك أبدًا، وقد دقوا في هذه الصناديق من كل جهاته عشرات المسامير تبلغ رؤوسها من الداخل حدة الموس. كان الأمر سهلًا إذا وقفنا فيها بسكون تام، ولكنهم أرغمونا على الوقوف في هذه الصناديق لمدة عدة ساعات طويلة، وعندما شعرنا بالتعب والإعياء وألقينا جسمنا على جوانب الصندوق طلبًا للراحة غُرزت هذه المسامير في أجسادنا... فما صنعه الشيوعيون بالمؤمنين يفوق وصف العقل البشري وإدراكه. شاهدت الشيوعيين يعذبون المؤمنين وقد تألقت وجوههم بالبهجة، وكانوا يصرخون في وجوههم وهم يعذبونهم " نحن الأبالسة!". إننا لا نحارب مع لحم أو دم، بل مع الرياسات والسلاطين وقوات الشر الجهنمية.." (51).
وكان " أريك " أحد أعضاء اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي يخاطب فريسته من المسيحيين قائلًا " أتعلم أنني أنا الله! فبيدي سلطان الحياة والموت، والذي في السماء لا يستطيع أن يقرّر في استبقائك حيًّا، فكل شيء يتوقف عليَّ أنا. فإن شئتُ عشتَ وإن شئتُ متَ، فأنا الله" (52).
إن الصقور التي تُحلق على ارتفاع قد يصل إلى أربعة كيلومترات ونصف تكشف مساحات متسعة، حتى أنها تستطيع أن تُميّز أرنب كامن بين الأعشاب على ارتفاع كيلومتر ونصف، وتتميَّز عيون هذا الطائر القنَّاص بأنها تحتوي على أكثر من مليون خلية بصرية، ولها قدرة على تكبير صورة الأجسام التي تراها ثمانية أضعاف، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. كما تتميَّز الأسماك التي تعيش على أعماق ثلاثين مترًا بأن عدسات أعينها كروية تساعدها على الرؤية في هذه الظروف الخاصة... من أودع هذه الصقور وتلك الأسماك هذه الإمكانات الرائعة التي تحتاج إليها؟!
_____
(51) العذاب الأحمر ص 41 - 43
(52) العذاب الأحمر ص 54
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/atheism/history1.html
تقصير الرابط:
tak.la/zcvz54c