س49: كيف تشهد عظمة الخلية الحيَّة على وجود الله؟
ج: تُعتبر الخلية الحيَّة وحدة البناء الأولى، فهي الوحدة الأساسية لجميع الأجسام النباتية والحيوانية والبشرية، وفي الكائنات الراقية تتحد الخلايا لتكون نوعًا واحدًا من الأنسجة العضلية أو العصبية...إلخ وتشبه الخلية الصندوق أو العلبة أو قالب الطوب، تحتوي داخل غلافها الخارجي على مادة الحياة (البروتوبلازما Protoplasm) وتتكون من قطعتين Proto أي "أولي"، وPlasm أي "شكل" فالبروتوبلازما تعني المادة الأولية، ومن الناحية الكيميائية تتركب من عدد كبير من العناصر المعروفة أهمها:
1- الأكسجين 2- الكربون 3- الأيدروجين 4- النيتروجين 5- الفسفور 6- البوتاسيوم 7- الصوديوم 8- الكبريت 9- الكلور 10- المغنسيوم 11- الكوبالت 12- اليود وغيرها.
ويوجد بالخلية " النواة " التي تعتبر العقل المُنظِم للتفاعلات الحيوية في الخلية، فهي المركز الواعي، فإذا فُصلت عن البروتوبلازم لا يمكن لأحدهما أن يعيش بمفرده، ويحيط بالنواة غلاف رقيق يتحكم فيما يمر داخل النواة، وبه الكروموزومات أو الصبغيات، وهي جسيمات عضوية دقيقة، وتحمل الصفات الوراثية، وعددها ثابت في كل نوع من أنواع الكائنات الحيَّة، ففي الإنسان يوجد 46 من الكروموزومات بينما تبلغ في الكلب 78، وتحوي المادة الوراثية الحامض النووي (نسبة إلى النواة) وهذا الحامض على نوعين، الأول DNA وهو اختصار دي أكس ريبونيو كليك Desoxyribonucleic Acid، والثاني RNA وهي اختصار الرَيبونيوكليك Ribonucleic Acid.
وهذه الخلية التي لا تُرى بالعين المجردة لأنها بالغة الدقة، فقد لا يزيد طولها عن واحد على الألف من المليمتر، فأنها تقوم بكافة الوظائف الحيوية من تنفس وتغذية وحركة ونمو وتكاثر، ويمكن تشبيه الخلية بدولة تضم مدن عديدة وقرى كثيرة، وشبكة من الأنهار والمواصلات والاتصالات، وتتبادل هذه الوحدات السلع المختلفة من مواد خام ومواد مُصنَّعة وغازات وطاقة، ومهما بلغت بساطة الخلية فهي في منتهى التعقيد، بل وتفوق أعظم آلة صنعها الإنسان حتى الآن، فرغم كثرة التفاعلات، لا يختلط تفاعل مع آخر، والخلية قادرة على حفظ كيانها، فتحتوي على محطات لتوليد الطاقة ومصانع لإنتاج الأنزيمات والهرمونات، وبنك معلومات ونُظم نقل وخطوط أنابيب معقدة، ومحطة تكرير متقدمة، والبروتينات التي تغلف أغشية الخلية تراقب المواد الداخلة إليها والخارجة منها، فعلى سطح الخلية ملايين الفتحات التي تنفتح وتنغلق لتسمح بمرور أو منع المواد العابرة إليها، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. إن الخلية تمثل عالم من التكنولوجيا البالغ التعقيد والذي يفوق إبداع الإنسان، وكل هذا يُكذّب القول بأن الخلية وجدت بمجرد الصدفة.
ومن كثرة تعقد الخلية قال " فْرِد هويل " عالِم الرياضيات والفلك الإنجليزي، وهو من دعاة التطوُّر " أن احتمال ظهور الحياة العليا بهذه الطريقة يقارن بفرصة قيام إعصار جارف، يمر بساحة خردة، بتجميع طائرة بوينج 747 من المواد الموجودة في الساحة" (49) وتتكون الخلية من مئات الألوف من الجزئيات البروتينية المعقدة، بالإضافة إلى الأحماض النووية، والكربوهيدرات، والدهون، والفيتامينات، والكيماويات الأخرى في تصميم فائق للطبيعة، فإن كان يصعب الحديث عن الخلية الحيَّة، فدعنا يا صديقي نتحدث عن جزئ البروتين الواحد، ولننظر هل يمكن أن يتكون هذا الجزيء بمجرد الصدفة؟!
يتكوَّن جزئ البروتين الواحد من خمسة عناصر (الكربون والأيدروجين والنيتروجين والأكسجين والكبريت) بينما يوجد في الطبيعة أكثر من مائة عنصر، فتكوين الجزئي لكيما يتكون يحتاج:
أ - تجمع العناصر الخمسة بالذات دون غيرها، ودون أن ينقص منها عنصر واحد.
ب- يجب أن تجتمع هذه العناصر بنسب معينة، وفي مجموعها تكون 40 ألف ذرة لكيما يتكون الجزيء، ولو نقصت أو زادت نسبة أحد العناصر الخمسة عن النسبة المقرَّرة لها فلن يتكون الجزيء.
ج- يتكون جزئ البروتين من أحماض أمينية تتراوح من 50 إلى عدة آلاف. فغياب حمض واحد لا يسمح لجزئ البروتين أن يتكون، فإذا كان مثلًا جزئ البروتين يتكون من 288 حمضًا أمينيًا، فاحتمال اجتماع هذه الأحماض بمجرد الصدفة يساوي فرصة واحدة إلى 10 30...
د - لكيما يتكون جزئ البروتين لابد أن جميع الأحماض الأمينية تكون عسراء وليست يمناء، فدخول حمض واحد أيمن قد يؤدي لتركيب جزئ غير مفيد أو ضار، وبالرغم من أن الموسوعة البريطانية تدافع عن التطوُّر فأنها تؤكد أن تجمع الأحماض الأمينية العسراء لتكوين جزئ البروتين تدخل في دائرة المستحيل، فهي تشبه إلقاء عملة في الهواء مليون مرة، وفي كل مرة وبدون استثناء نحصل على ذات الوجه.
ه- لكيما يتكون جزئ البروتين لابد أن الأحماض الأمينية تكون بترتيب معين، فكل حمض لابد أن يأخذ مكانه في الترتيب المقرَّر له.
و - هناك أمر مدهش آخر في تكوين جزئ البروتين، فحتى لو تجمعت هذه الأحماض العسراء، فإن كلٍ منها يمتلك أكثر من ذراع للترابط، ولكيما يتكون الجزيء يلزم أن هذه الأحماض تترابط معًا بطريقة معينة أُطلق عليها طريقة ببتايد.
ولذلك عندما أحتسب " تشالز يوجين " العالِم السويسري نسبة احتمال تكوين جزئ البروتين بمجرد الصدفة وجده نسبة 1: 10 160 أي فرصة واحدة من رقم 10 ويمينه 160 صفرًا، ويعلق "نيافة الأنبا بولا أسقف طنطا" وأستاذ مادة العلم والدين بالإكليريكيات على هذا الرقم قائلًا " وهو رقم لا يمكن النطق به أو التعبير عنه بكلمات، بل وُجِد بالدراسة أن كمية المادة التي تلزم لحدوث هذا التفاعل بالمصادفة -حيث ينتج جزئ واحد- أكبر من أن يتسع لها هذا الكون بلايين المرات. بل ويتطلب تكون هذا الجزيء على سطح الأرض وحدها عن طريق المصادفة بلايين لا تُحصى من السنوات قدَّرها العالِم السويسري (تشالز يوجين) بأنها عشرة مضروبة في نفسها 243 مرة من السنوات 10 243...
حتى لو تجمعت كل هذه الذرات بالنسبة المطلوبة فهذا لا يعني تكوين جزئ البروتين... لأن البروتين له الكثير من الأشكال والتي تختلف عن بعضها في نوعية وشكل وترتيب الذرات فيها، مما ينتج عن ذلك أنواعًا كثيرة من البروتين، منها ما هو نافع، ومنها ما هو شديد السُمية0ولقد حصر العالِم الإنجليزي " ج. ب. ليثز B. Leaihes الطرق التي يمكن بها أن تتألف الذرات في أحد الجزئيات البسيطة من البروتينات فوجد أن عددها يبلغ (4810) وعلى ذلك فأنه من المُحال عقليًا أن تصنع الصدفة جزيئًا بروتينيًا واحدًا" (50).
_____
(49) أورده هاروق يحيى - خديعة التطوُّر ص 109
(50) الكتاب المقدَّس والعلم - أيام الخلق ص 31، 32
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/atheism/cell.html
تقصير الرابط:
tak.la/crkgxn3