توَصَّل البحث إلى النتائج الآتية:
· أن السيد المسيح لم تبدأ آلامه على خشبة الصليب، ولا منذ القبض عليه وتَعرُّضه للإهانات والمحاكمات والجلد.
· أعلن الرب أنه أتى ليَتَأَلَّمَ ويموت مُحدِّدًا المكان والزمان الذي سيُصلب فيه:
1. «ابْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيرًا مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ وَيُقْتَلَ وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ» (متى16: 21).
2. «كَانَ يُعَلِّمُ تَلاَمِيذَهُ وَيَقُولُ لَهُمْ "إنَّ ابْنَ الإنْسَانِ يُسَلَّمُ إلَى أَيْدِي النَّاسِ فَيَقْتُلُونَهُ وَبَعْدَ أَن يُقْتَلَ يَقُومُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ».(مر8: 31- 33،9: 23-30، مت26: 2 لو9: 22).
3. «وَفِيمَا هُمْ يَتَرَدَّدُونَ فِي الْجَلِيلِ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: ابْنُ الإنْسَانِ سَوْفَ يُسَلَّمُ إلَى أَيْدِي النَّاسِ. فْيقَتلُونَهُ وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ». (متى17: 22-23، مر9: 31، لو9: 44).
4. «وَقَالَ لَهُمْ: "هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إلَى أُورُشَلِيمَ وَابْنُ الإنْسَانِ يُسَلَّمُ إلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَة فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ وَيُسَلِّمُونَهُ إلَى الأُمَمِ لِكَيْ يَهْزَأُوا بِهِ وَيَجْلِدُوهُ وَيَصْلِبُوهُ وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ» (مت20: 17-19، مر10: 33-34، لو18: 32-33).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
· صلاة السيد المسيح في بستان جثسيماني وكلماته على الصليب الموجهة للآب لا تعني انفصال الآب عن الابن أو أنهما إلَهان، إنما تعني أنه حديث ومناجاة بينهما داخل الوحدة الثالوثية، الأمر الذي دفعنا إلى شرح عقيدة توحيد الله وتثليث أقانيمه بطريقة مختصرة جدًا.
· صلاة السيد المسيح أن تَعبُر عنه الكأس، ليست رغبة في التنحي عن آلام الصليب، إنما طلب لمساندة اللاهوت لكي لا يموت المسيح قبل أن يصِل إلى سفك دمه على الصليب كذبيحة كاملة عن حياة العالم كله.
· حل مشكلة الإرادتين والمشيئتين سواء بين الآب والابن أو بين الطبيعة اللاهوتية والطبيعة الناسوتية في المسيح. فهناك مشيئتان في الرب: مشيئة إلَهية تطلب الفداء؛ «لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ» (يوحنا16:3)؛ ولذلك قَبِل أن يشرب الكأس، ومشيئة إنسانية تحمل الخوف من الصليب والألم، ولكن المشيئتين مُتَّحِدتان؛ فخضوع الناسوت للاهوت كامل. ولذلك قال «لِتَكُنْ لاَ إرَادَتِي بَلْ إرَادَتُكَ» (لو42:22)، وهكذا صارت إرادة واحدة ومشيئة واحدة للإله المُتأنس، وكانت مسرته أن يعمل مشيئة الآب.
· حينما أتى ملاك يقويه، كان يعني أن يُسَبِّحه قائلًا: "لك القوة لك المجد". مُعلِنًا رِضَى الآب على ذلك القدوس الذي حمل خطايا العالم كله.
· ينبغي أن نحترس من الخطإ في بدايته. فمار بطرس الذي بدأ متخفيًا لا يعلن تبعيته ليسوع المُحاكَم، تردى في الأخطاء، خطإٍ يتلوه خطأٌ أكبر، حتى سقط في الإنكار بقَسَمٍ ولَعْن. أما القديس يوحنا الحبيب، وهو في نفس المكان والزمان، إذ أعلن من البداية تبعيته ليسوع، استطاع أن يتابع الأحداث دون أن يخطئ.
· من التعاليم الروحية المعروفة أن يهرب الإنسان من مكان الخطية. الأمر الذي لو نفَّذَه مار بطرس وترك مكان إنكاره الأول، لما سقط في الإنكار الثاني والثالث.
· لم يكن مار بطرس معصومًا من الخطإ كما ظن البعض، لكنه أخطأ هنا بدرجة أكثر من باقي الأحد عشر.
· سقوط مار بطرس الرسول في خطايا الإنكار والقَسَم واللَّعْن يُحذرنا نحن: «لاَ تَسْتَكْبِرْ بَلْ خَفْ» (رو11: 20). فكل إنسان مهما ارتفع يمكن سقوطه.
· الصليب وحده هو الذي تتحقق فيه عدالة الله الكاملة، كما تظهر فيه محبته الكاملة. تلتقي فيه العدالة والرحمة.
· إن أحداث الصليب والموت والدفن والقيامة ليست مجرد أحداثًا تاريخية مضت، ولكنها أحداثٌ حية ومستمرة في حياة الكنيسة وحياتنا.
فَسِرُّ المعمودية مثلًا، هو شركة حقيقية مع المسيح في دفنِهِ وقيامته «أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ،... نَصِيرُ أَيْضًا بِقِيَامَتِهِ.» (رو6: 3-5). وسر الافْخارِسْتِيَا هو اتحاد بالمسيح المصلوب بجسده المكسور، ودمه المسفوك.
· لم يكن صلب السيد المسيح هو المحاولة الأولى والوحيدة لقتله، بل سبقتها محاولات كثيرة.
· لم يمُتِ السيد المسيح بقرار بَشَري، وحِقد اليهود ولا بحُكم السلطة الرومانية، كما هو ظاهر، فقد برَّأَه الحاكم الروماني أكثر من مرة، وحاول اليهود قتلَهُ عِدة مرات ولم يمكنهم؛ لأن ساعته لم تأتِ بعد. إنما مات حينما أراد هو أن يضع نفسه عن حياة العالم بسلطانه «لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضًا.» (يوحنا10: 19). فقد كان صلب المسيح وموته: خطة إلهية، تمت بواسطة البشر، ولكن بإرادتهم وحريتهم. هذه حكمة الله ضابط الكون، غير المُدركة.
· التوافق بين أحداث محاكمة المسيح وصلْبِه، وبين النُبوَّات عن هذه الأحداث دقيقٌ جدًّا. في تفصيلاته أن يموت الرب سريعًا فلا تُكسَر عظامه كما حدث مع اللصين المصلوبين معه (يوحنا19: 33، متي 34: 20). وليتحقق فيه النبوة العملية لخروف الفصح «لاَ يُبْقُوا مِنْهُ إلَى الصَّبَاحِ وَلاَ يَكْسِرُوا عَظْمًا مِنْهُ» (عدد 9: 9-12) كمَثَلٍ.
· المراكز العليا تعطي البعض قوة وجُرأة، مثل يوسف الرامي عضو مجلس السنهدريم الذي وُصف بأنه "كان غنيًّا، مشيرًا، شريفًا". واستفاد من مركزه ووَضْعِهِ، وطلب جسد يسوع. وكان عند البعض الآخَر سببًا في الجُبْن إذ يخافون على مناصبهم وكراسيهم، مثل بيلاطس الخائف على كرسيه. فباع الحق والعدل وحكم على البريء الذي شهد عنه بلسانه أكثر من مرة «أَنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً» (يُوحَنَّا4:19)، وفي نفس الوقت أمر بموته وصلبه. واكتفى أن يُخَدِّر ضميره بأن «أَخَذَ مَاءً وَغَسَلَ يَدَيْهِ قُدَّامَ الْجَمْعِ قَائِلًا: «إنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هذَا الْبَارِّ!». (مَتَّى24:27).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-youhanna-fayez/trials-of-jesus/results.html
تقصير الرابط:
tak.la/f5kwkt3