* يوم خُلِق آدم وحواء، اهتزَّت قوات السماء طربًا!
نظروا فيهما صورة الله ومثاله (تك 1: 26).
تهللت السماء والأرض بخلقتهما.
إنهما عريسان وحيدان، قصرهما جنة عدن.
جاءت كل الخليقة الأرضية تتطلَّع إليهما.
إنهما سفيرا الخالق، ووكالة السماء على الأرض.
كل خدمة ٍتُقَدَّم لهما، يَقْبَلها الخالق كأنها مُقَدَّمة له.
* بعد أن كان الإنسان مَوْضِع إعجاب السمائيين،
صار موضع سخرية إبليس وملائكته الساقطين!
ما كان يُمكِن للخالق مُحِبّ البشر أن يقف متفرِّجًا،
وقد سقط الإنسان المحبوب لديه جدًا!
هوذا حواء أم كل حيّ (تك 3: 20)، صارت أمًا للأموات.
فقدت البشرية خشيتها ورهبتها على حيوانات البرية وطيور السماء وأسماك البحر (تك 9: 2).
صار الموت مُرافِقًا لكل مولود امرأة، يترقَّب متى يقبض عليه.
تئن النفس في مرارة، وتترك الجسد ينحل بالفساد!
* اختاركِ لا لتُقِيمي في جنة عدن، بل ليتجسد الخالق منكِ.
وصرتِ أنتِ الجنة المحبوبة من خالقكِ.
أرسل إليكِ روحه القدوس لكي يُشَكِّلكِ ويُزَيِّن أعماقكِ،
فتستردين باسم البشرية المؤمنة الصورة المفقودة.
تجسَّد منكِ المُخَلِّص، لكي بتجسده وتأنسه يَقْبَل موت الصليب.
تنطلق النفس بالصليب المقدس كمركبةٍ فريدةٍ عجيبةٍ.
تنطلق إلى الجحيم، وتسترد صورة الله، اللؤلؤة المفقودة الكثيرة الثمن.
يسترد الله صورته في الذين ماتوا على رجاء، ويحملهم إلى الفردوس.
← ابحث في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمزيد من المقالات والكتب والصلوات...
* صورته لا تُرسَم بألوانٍ مادية زمنية.
أخذ مما له وشكَّلنا بروحه القدوس، لنصير شركاء الطبيعة الإلهية (2 بط 1: 4).
يوم خلق آدم أخذ ترابًا ونفخ فيه نسمة حياة،
فصار هو وعروسه حواء التي من جنبه على صورة الله ومثاله.
أما استرداد الصورة وإصلاحها، فاحتاج إلى الكثير من عمل الثالوث القدوس.
تجسد الابن الوحيد الجنس منكِ، بكونك حواء الجديدة.
وإذ صُلِبَ، قام روحه القدوس بإصلاح الصورة بدم ابنك المصلوب.
يا للألوان الجميلة الفائقة التي استخدمها روح الله!
أخذ الروح القدس مما للمسيح، فتقدَّس فكرنا لنترنَّم مع الرسول:
"وأما نحن فلنا فكر المسيح" (1 كو 2: 15).
ولماذا أَتحدَّث عن الفكر، فإن أعضاءنا صارت أعضاء المسيح.
حملت مسحة روحه القدوس! صارت أعضاء جسدنا "آلات برّ لله" (رو 6: 13).
تجسد الكلمة منكِ، وصار مالئ السماء والأرض حالًا بيننا وفينا.
لا نعود نستنكف من جسدنا، إنما كما يدعونا الرسول نُكرم جسدنا في المسيح بكرنا:
"ألستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح!" (1 كو 6: 15).
لم تَعُد أعضاء جسدنا غريبة عن ابنك،ِ بل صارت عيوننا لا تتعثَّر بالعالم وإغراءاته،
نرى في كل شيءٍ مُخَلِّصنا السماوي يُعِدّ لنا الميراث الأبدي!
صارت ألسنتنا تشترك مع السمائيين في تسابيحهم السماوية غير المنطوق بها!
* بابنك الوحيد نسمو إلى السماء، فلا تشغلنا الكواكب،
نستنير بشمس البرّ، فنصير به نورًا للعالم (مت 5: 14).
* نتعرَّف على أسرار أبيه، الذي صار أبينا باتحادنا به.
ابنكِ سبق فصوَّر آدم الأول على صورته ومثاله،
والآن إذ جاء متأنسًا ردَّ لنا الصورة بجمالها الفائق.
* وأعطانا رجاءً لنعتزّ بنعمته الإلهية!
ابنك ملك الملوك، صار عبدًا ليُقِيم منَّا ملوكًا.
ابنكِ أقام منكِ ملكة أكثر بهاءً من كل الطغمات.
جعل منا أبناءً لها، حتى نجلس عن يمين ملك الملوك.
* إذ تتأمل نفوسنا فيه نمتلئ من جماله، ولا نطيق أن نتغرَّب عنه،
فكم بالأكثر كنتِ ملتصقة به إذ تتأملين حياته وتصرفاته وحكمته وقدراته العجيبة وسماته؟!
* صرتِ بفقره أغنى من الشاروبيم والسيرافيم،
اشفعي فينا لكي نغتنَّي نحن أيضًا بفقره! (2 كو 8: 9)
طوباكِ أيتها الجميلة والغنية والمُمَجَّدة،
بابنكِ لم تعودي في حاجةٍ إلى شيءٍ!
لكِ الطوبى يا أم النور،
إننا نترقَّب يوم رحيلنا كي نشترك معكِ في الأمجاد التي يُعدَّها ابنكِ للمؤمنين!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/mary-4-heart/icon.html
تقصير الرابط:
tak.la/855fq5x