محتويات: (إظهار/إخفاء) |
اسمحي لي
يا أمي أن أدعوكِ الجنة الفريدة هوذا السماوي قد تجسد منكِ مِن أين لي هذا الثمر الروحي العجيب؟ أمي الحبيبة، تبقى كل الأجيال تُطَوِّبكِ، لأنكِ موضع سرور الثالوث القدوس |
* "غرس الربّ الإله جنة في عدن شرقًا،
ووضع هناك آدم الذي جبله" (تك 2: 8).
"وأنبت الربّ الإله من الأرضِ كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل،
وشجرة الحياة في وسط الجنة، وشجرة معرفة الخير والشرّ" (تك 2: 9).
آدم وحواء لم يَشْبَعَا من كل الأشجار الشهية.
كانا محتاجين أن يمدَّا أيديهما ليقطفا من شجرة الحياة،
فيعيشا إلى الأبد كمن في السماء!
في عصيانهما للوصية الإلهية،
مدَّا أيديهما إلى شجرة معرفة الخير والشرّ،
فتحوَّلت الأرض إلى أَشْبَه بقبرٍ،
حيث صدر الحكم الإلهي لكلٍ منهما "موتًا تموت!" (تك 2: 17)
* عِوَض شجرة الحياة المغروسة في جنة عدن، صار متجسدًا منكِ.
صرتِ جنة فريدة يشتهي السمائيون أن يتطلعوا إلى المتجسد منكِ.
احتاجت جنة عدن إلى نهرٍ ينبع منها ليرويها.
أما أنتِ فحلَّ عليكِ الروح القدس ليُهَيِّئكِ للتجسد العجيب.
صار فيكِ النهر الإلهي، روح لله الذي يفيض على المؤمنين بمياه الحياة.
باستحقاق دم ابنك السماوي، تَمَتَّعنا بالميلاد الفوقاني، فصرنا أبناء الله.
الروح القدس الذي سُرّ أن يعمل فيكِ، يُسر أن يعمل في كل البشرية،
يُقِيم منهم جنة الربّ المملوءة من ثمر الروح.
يتغنَّى كلٌ منا مناجيًا المُخَلِّص، قائلًا:
"ليأتِ حبيبي إلى جنته ويأكل ثمرة النفيس...
حبيبي نزل إلى جنته إلى خمائِل الطيب،
ليرعى في الجنات، ويجمع السوسن" (نش 4: 16؛ 6: 2).
أي سوسن جمعه سوى ثمر الروح:
"محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح،
إيمان، وداعة، تعفُّف" (غل 5: 22-23).
← ابحث في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمزيد من المقالات والكتب والصلوات...
* ألم يرسِل ابنكِ العجيب روحه القدوس، ليُقِيم من كنيسته جنته المقدسة؟!
وما هو الثمر إلاَّ الشركة مع ابنكِ، فيأخذ الروح القدس مما له ويسكبه فينا.
يجعلنا بالحق أيقونة السماوي ربّ المجد يسوع، فهو جنتنا وفردوسنا،
هو ينبوع سلامنا وفرحنا، وهو ينبوع القداسة والطهارة وكل فضيلةٍ.
هو جنتنا، نقطف منها الحياة لنختبر السماويات.
ونحن جنته من عمل يديه وعمل روحه القدوس.
* مع كل تطويبٍ نتلامس مع الثالوث القدوس.
ما قَدَّمه الثالوث لكِ، إنما قَدَّمه لحساب البشرية.
كلما التقيت بكِ ألتقي بالله الذي اختاركِ نموذجًا رائعًا،
لكي نختبر معكِ الحياة السماوية.
عيناي لا تفارقان السماوي المتجسد منكِ،
وفكري لا ينشغل عن عمل الروح القدس فيكِ،
الذي يُجَدِّد على الدوام حياتي.
وأعماقي بانسحاق مع الشكر تتهلل بملكوت لله القائم فيكِ.
تطويبكِ يا أمي، تمجيد للثالوث القدوس السماوي.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/mary-4-heart/paradise.html
تقصير الرابط:
tak.la/g2pw78v