لم يكن يعرف هذا النص في العالم الغربي حتى عام ١٥٤٦ حيث نشر Capellus نصًا لاتينيًا له وجده في كريت.
ويعتبر هذا العمل "القوانين الرسولية" غير أصيل، إنما استخدم المؤلف الكتابات السابقة الموجودة ونسبها إلى القديس إكليمنضس الروماني حتى يصبغ عليها شيئًا من الأهمية[436]. لكن الدارسين في القرن السادس عشر كانوا يعتقدون أن لديهم عملًا أصيلًا من أعمال القديس إكليمنضس، بل وF. Probst الذي كتب عام ١٨٧٠ عن "الليتورچية في القرن الثالث" نسب هذا العمل إلى القرن الثاني (لإكليمنضدس)، وفي الباتروچية Migne جاءت "القوانين الرسولية" في المجلد الأول (من أعمال القرن الثاني)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. لكنه صار معروفًا للجميع أنها من أعمال أواخر القرن الرابع[437]، كتبت ما بين عامي ٣٧٠، ٣٨٠ م. ويحتمل أنها كتبت في سوريا في أنطاكية أو بجوارها[438].
"القوانين الرسولية" هي تجميع يشكل كتيبًا عن القانون الكنسي والأخلاقيات والتعاليم والطقوس المسيحية.
1. الكتب ١ – ٦: عبارة عن ملخص دقيق لدسقولية الرسل. هذه الدسقولية أو "تعاليم الاثني عشر رسولًا وتلاميذ مخلصنا القديسين" هي عبارة عن قوانين كنسية ترجع إلى النصف الأول من القرن الثالث قام بوضعها أسقف من شمال سوريا.
2. الكتاب السابع: ينقسم إلى جزئين:
الجزء الأول وهو عبارة عن الديداكية Didache بتوسع.
الجزء الثاني وهو عبارة عن مجموعة صلوات قديمة.
3. الكتاب الثامن وهو الجزء الهام، إذ يقدم لنا نصًا كاملًا لليتورچيا يُدعى "الليتورچيا الإكلمنضية"، وهي عبارة عن ليتورچيا شرقية من القرن الرابع.
يرى بعض علماء الليتورچيا أنها مأخوذة عن "التقليد الرسولي" لهيبوليتس الروماني، بينما يرى البعض أنها من أقدم أشكال الليتورچيا، وأن التقليد الرسولي نفسه أخذ عنها[439].
يرى Creswell أن هذه الليتورچيا تمثل دون أدنى شك الليتورچيا الأنطاكية التي هي الطقس الأساسي الذي عنه أخذت ليتورچيتي القديس باسيليوس القديس يوحنا الذهبي الفم.
على أي الأحوال، تقدم لنا "القوانين الرسولية" النظام الليتورچي وصلواته في القرن الرابع.
 |
٥ -... بعد الصلاة (الخاصة بسيامة الأسقف)، يرفع أحد الأساقفة الذبيحة التي يحملها الأسقف المُسام على يديه، وفي الصباح المبكر يعتلي الأسقف (المسام) الكرسي، في الموضع المخصص له بجوار الأساقفة الآخرين، ويقبله الجميع بقبلة في الرب[440].
بعد القراءة من الشريعة[441]، والأنبياء ورسائلنا[442] وأعمال الرسل والأناجيل، يحيِّ الشخص المسام الكنيسة، قائلًا: نعمة ربنا يسوع المسيح، ومحبة الله الآب، وشركة الروح القدس، تكون مع جميعكم.
ويجيب الجميع قائلين: ومع روحك أيضًا.
بعد هذه الكلمات يقوم بإنذار الشعب. وإذ ينتهي من كلمة التعليم (أقول أنا "أندراوس" أخ بطرس): ليقف الجميع.
ويقف الشماس على كرسي عالٍ معلنًا: "لا يبقى أحد من السامعين أو غير المؤمنين".
وإذ يحدث سكون يقول:
٦ – "أيها الموعوظون صلوا".
وليصلِ جميع المؤمنين من أجلهم بكل قلبهم[443]، قائلين "كيرياليسون".
وليصلِ الشماس أيضًا من أجلهم قائلًا:
ليصل إلى الله بحرارة من أجل الموعوظين، لكي يسمع الله برحمته صلواتهم، وطلباتهم، ذلك الصالح محب البشر؛ ليقبل سؤالاتهم ويعينهم، وليعظهم سؤل قلوبهم الذي هو لخيرهم!
ليعلن لهم إنجيل مسيحه؛ ويهبهم استنارة وفهمًا بعلمانهم معرفته الإلهية.
ليعلمهم نواميسه ووصاياه، وليزرع فيهم مخافته الطاهرة المخلصة!
وليفتح مسامع قلوبهم، فيلهجوا في ناموسه نهارًا وليلًا!
ليقويهم في الورع، فيلهجوا في ناموسه نهارًا وليلًا!
ليهبهم جرن التجديد، ولباس عدم الفساد الذي هو الحياة الحقيقية،
لينقذهم من كل شر، فلا يجد المقاوم له موضعًا فيهم،
"فيطهرهم من كل دنس الجسد والروح".
لكي "يسكن في وسطهم ويمشي بينهم" بمسيحه،
ويبارك خروجهم ودخولهم، ويدبر كل أمورهم كخيرهم[444].
ليتنا مرة أخرى نتضرع من يجلهم بغيرة، لكي ينالوا غفران خطاياهم خلال التجديد في المعمودية، فيتأهلوا لنوال الأسرار المقدسة، والشركة الدائمة مع القديسين.
قوموا أيها الموعوظون، اطلبوا لأجل أنفسكم سلام الله بمسيحه،
لكي يكون هذا اليوم وكل بقية أيام حياتكم مملوءة من هذا السلام،
وتُحفظون من الخطية.
اسألوا الله الرءوف الرحوم موتًا مسيحيًا وغفرانًا لمعاصيكم!
قدموا أنفسكم لله غير المخلوق وحده خلال مسيحه،
احنوا رؤوسكم وتقبلوا البركة.
ليته عند كل طلبة يعلنها الشماس يجيب الشعب وبخاصة الأطفال قائلين "كيرياليسون" كما سبق أن قلنا.
|
|
إذ يحني الموعوظون رؤوسهم يباركهم الأسقف المسام حديثًا بهذه البركة:
اللهم، ضابط الكل، غير المخلوق، الذي لا يُدنى منه،
إله وأب يسوع المسيح، ابنك الوحيد،
مُرسل[445] الباراقليط[446] ورب كل الأشياء.
الذي بمسيحه عين تلاميذه معلمين بالحق.
اطلع الآن على عبيدك، الذين يتقبلون تعاليم إنجيل مسيحك،
أعطهم "قلبًا جديدًا، وروحًا مستقيمًا جدده في أحشاءهم[447]"،
لكي يعرفوك، ويتمموا إرادتك بكل قلوبهم وملء إرادتهم[448].
أهلهم للتجديد المقدس والإتحاد في كنيستك المقدسة،
واجعلهم شركاء أسرارك الإلهية،
بالمسيح يسوع رجائنا، الذي مات لأجلنا،
لك المجد والسجود به في الروح القدس إلى الأبد. آمين.
بعد الله يقول الشماس: أيها الموعوظين امضوا بسلام.
بعد انصرافهم يقول الشماس: يا من تملك عليهم إبليس وتألموا بسبب الأرواح الشريرة صلوا،
ولنصلِ كلنا من أجلهم بحرارة،
حتى ينتهر الله -محب البشر- بمسيحه الأرواح الدنسة الشريرة،
ويخلص سائليه من سلطان المعاند.
ليت ذاك الذي انتهر لجيئون من الشياطين وانتهر إبليس رئيس الشر[449]، ينتهر الآن هؤلاء المضادين للتقوى، مخلصًا خليقته من سلطانهم منقيًا خلائقه التي صنعها بحكمة عظيمة!
لنصلِ من أجلهم بحرارة:
خلصهم يا الله وبقوتك أقمتهم!
احنوا رؤوسكم يا من قد ملك عليكم الشيطان، وتقبلوا البركة.
ليضف الأسقف هذه الصلاة، قائلًا:
7 – أنت الذي ربطت القوي، ونهبت أمتعته من بيته،
أنت الذي أعطيتنا سلطانًا أن ندوس على الحيات والعقارب وكل قوة العدو[450].
سلمت الحية التي قتلت البشر، وربطتها لنا كعصفور في يد الأطفال.
أنت الذي كل شيء مهوب ومخوف قدام وجه قوتك[451].
أنت أسقطته مثل البرق من السماء على الأرض[452]،
لم تُسقط من موضع ما بل حدرته من الكرامة إلى الهوان،
بسبب المقاوم، نظرته تجفف البحار[453] وتهديداته تذيب الجبال، وحقه يدوم إلى الأبد.
أنت الذي يسبحه الأطفال، ويباركه الرضع.
الذي يسبحه الملائكة ويسجدون له.
الناظر إلى الأرض فترتعد، ويمس الجبال فيدخن.
يهدد البحر ويجففه، يجعل أنهاره كصحراء، والسحاب كغبار أقدامه.
الذي يسير على البحر كما على اليابس[454].
أنت ابن الله الوحيد، ابن الآب العظيم.
انتهر هذه الأرواح الشريرة، وخلص عمل يديك من مضايقات الروح المضاد.
يليق المجد والكرامة والسجود لأبيك، بك، في الروح القدس، إلى الأبد، آمين.
عندئذ يقول الشماس: اخرجوا يا من بكم أرواح شريرة.
بعد انصرافهم يصرخ الشماس بصوتٍ عالٍ، قائلًا:
صلوا يا طالبي سرّ الاستنارة
لنصلِ جميعًا نحن المؤمنون من أجلهم بحرارة، لكي يمنحهم الرب بتجديدهم في موت المسيح أن يقوموا معه، ويصيروا شركاء ملكوته، وينضمون إلى شركة أسراره.
ليوحِّدهم ويحسبهم بين الذين يخلصون في كنيسته المقدسة.
إذن، صلوا من أجلهم بحرارة: خلصهم وأقمهم بنعمتك!
إذ يختمون لله بمسيحه، فليحنوا رؤوسهم ويتقبلوا البركة من الأسقف:
٨ – أنت الذي سبق أن قلت بأنبيائك القديسين عن الذين ينالون العماد "اغتسلوا تنقوا"[455]، وأقمت بالمسيح التجديد الروحي،
الآن أيضًا، اطلع على طالبي العماد هؤلاء،
باركهم، قدسهم، وهيئهم للموهبة الروحية التي لك، وللتبني الحقيقي الذي لأسرارك الروحية، فيجتمعون مع الذين يخلصون بالمسيح مخلصنا.
لك المجد والكرامة والسجود، به في الروح القدس، إلى الأبد. آمين.
بعد ذلك يقول الشماس: اخرجوا يا من تتهيأون لنوال الاستنارة.
بعد ذلك يعلن الشماس: أيها التائبون صلوا.
لنصل بحرارة من أجل إخوتنا الذين هم في التوبة،
لكي ما يطهر لهم الله في محبته المترفقة طريق التوبة.
ويقبل رجوعهم واعترافهم،
ويسقط إبليس تحت أقدامهم سريعًا[456]،
ويخلصهم من حبائل الشيطان وسطوته،
ويحررهم من كلمة غير لائقة، وكل عمل مشين، وفكر قبيح،
ويغفر لهم معاصيهم، التي فعلوها بإرادة أو بغير إرادة،
ويمح الصك الذي عليهم[457]،
ويكتب أسماءهم ف سفر الحياة[458].
ويغسلهم من كل دنس الجسد والروح[459].
يردهم ويضمهم في قطيعه المقدس، إذ هو يعرف ضعفنا.
لأنه من يفتخر بنقاوة قلبه أو يتجاسر فيقول أنه بلا خطية[460]؟!
نحن جميعًا ملومون.
لنصلِ من أجلهم بحرارة، فإن السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب[461].
وإذ يهتدون من عملهم الشرير، يلتصقون بكل صلاح، فيقبل الله -محب البشر- طلباتهم سريعًا، ويعيد إليهم فرح خلاصه، ويقويهم بروحه الحر[462].
فلا يعودوا يهتزون، إنما يرتبطوا بالشركة المقدسة.
ويشتركوا في أسراره الإلهية،
ويظهروا أهلا للتبني،
وينالوا الحياة الأبدية.
لنقل بكل غيرة من أجلهم: "كيرياليسون". اللهم خلصهم وبرحمتك ارفعهم!
قفوا، واحنوا رؤوسكم لله بمسيحه، وتقبلوا البركة.
عندئذ يضيف الأسقف هذه الصلاة:
٩ – اللهم، الأبدي، ضابط الكل، رب كل العالم، وخالق كل الأشياء ومدبرها، الذي أوجد الإنسان كزينته للعالم بالمسيح،
ووهبه ناموسًا طبيعيًا وناموسًا مكتوبًا، لكي يعيش حسب الناموس كخليقة عاقلة،
وعندما سقط وهبته صلاحك عربونًا لكي تجذبه إلى التوبة.
اطلع على هؤلاء الذين أحنوا لك رقابهم بالنفس والجسد،
إذ لا تشاء موت الخاطئ بل توبته لكي يعود عن طريقه فيحيا.
أنت الذي قبلت توبة أهل نينوى،
وتريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون.
الذي قبل الابن المبدد أمواله في عيش مسرف، بأحشاء أب من أجل توبته،
الآن اقبل توبة طالبيك، فإنه ليس إنسان بلا خطية، إن حاكمت يا رب من يقف قدامك؟ بك نتبرر.
ردهم إلى كنيستك المقدسة، إلى مركزهم وكرامتهم السابقين، بالمسيح إلهنا ومخلصنا.
لك المجد والسجود، به في الروح القدس، إلى الأبد. آمين.
ليقل الشماس: اخرجوا أيها التائبين.
١٠ – لنصلِ من أجل سلام العالم وهدوئه، وعن الكنائس المقدسة، لكي يهبنا إله كل المسكونة سلامًا دائمًا لا يتزعزع،
وليحفظنا في ملء الفضيلة والورع،
لنصلِ من أجل الكنيسة المقدسة الجامعة الرسولية، المنتشرة من أقاصي المسكونة إلى أقاصيها، لكي يحفظها الله فلا تتزعزع، ويحررها من أمواج هذه الحياة، مؤسسة على الصخر إلى نهاية العالم.
ولنصلِ عن هذه الإبارشية المقدسة، لكي إله كل العالم يهبنا أن نتبع رجاءه بغير فشل، ونقدم له بغير انقطاع المدينين له بها.
لنصلِ من أجل كل أسقفية تحت السماء[463]، الذين يفصلون كلمة الحق باستقامة.
لنصلِ من أجل أسقفنا يعقوب[464] وأبارشياته،
لنصلِ من أجل أسقفنا إكليمنضس وأباروشياته،
لنصلِ من أجل أسقفنا ايفوديوس وأبروشياته،
لنصلِ من أجل أسقفنا أنانياس وأبروشياته،
لكي ما يحفظهم الله الرؤوف في كنائسهم المقدسة أزمنة عديدة في صحة وكرامة ويهبهم عمرًا مديدًا في ورع وعدل.
لنصلِ أيضًا من أجل كهنتنا، لكي يخلصهم الرب من كل عيب وشر، ويمنحهم كهنوتًا في صحة وكرامة.
لنصلِ من أجل كل الشمامسة وخدام المسيح، ليعطهم الرب خدمة بلا لوم.
لنصلِ من أجل القراء والمرتلين والبتوليين والأرامل والأيتام، لنصلِ من أجل الذين في الزيجة والذين لهم أولاد، لكي يرحمهم الله جميعًا.
لنصلِ من أجل الخصيان الذين يسلكون في القداسة.
لنصلِ من أجل الذين يقدمون تقدمات في الكنيسة المقدسة وإحسانات للمحتاجين.
لنصلِ من أجل الذين يحضرون القرابين والبكور للرب إلهنا، لكي يكافئهم الله، مصدر كل صلاح ببركاته السمائية، ويعطهم في هذا العالم مئة ضعف، وفي العالم الآخر حياة أبدية[465]، ويعوضهن بالأبديات عوض الزمنيات، والسمائيات عوض الأرضيات.
لنصلِ من أجل إخوتنا المعتمدين حديثًا، لكي يثتهم الله ويقويهم.
لنصلِ من أجل إخوتنا المرضى، لكي ينزع الله عنهم كل مرض وكل سقم ويأتي بهم إلى الكنيسة معافين.
لنصلِ من أجل المسافرين بالبحر أو البرّ.
لنصلِ من أجل الذين هم في المناجم والأسر والسجون والمقيدين من أجل اسم الرب.
لنصلِ من أجل الذين يخضعون لعبودية مرة.
لنصلِ من أجل أعدائنا والذين يبغضوننا.
لنصلِ من أجل الذين يضطهدوننا من أجل اسم الرب[466]، لكي يطفئ الرب غضبهم ويبدد سخطهم علينا.
لنصلِ من أجل الذين هم خارج الكنيسة وقد ضلوا الطريق، حتى يهديهم الرب. لنذكر أطفال الكنيسة لكي يكملهم الرب في خوفه
ويقودهم إلى النضوج.
ليصلِ كل واحد منا عن الآخر، لكي يحفظنا الرب بنعمته إلى التمام و"يخلصنا من الشر"[468]، ويحفظنا في ملكوته السماوي.
لنصلِ عن كل نفس مسيحية. خلصنا يا الله، وأقمنا برحمتك.
لنقم، ولنصلِ بحرارة، ولنطرح أنفسنا أمام الله الحيّ، ويطرح كل أحد نفسه من أجل الغير، قدام الله خلال مسيحه.
١١ – أيها الرب، ضابط الكل، الساكن في الأعالي، القدوس وحده، المستريح في قديسيه[469]، الذي بلا بداية، المعتني بنا، الذي أعطانا بالمسيح رسالة المعرفة حتى نتعرف على مجدك واسمك الذي أعلنته لنا وأفهمتنا إياه.
الآن، به تطلع على قطيعك،
خلصهم من كل جهل وشر،
هب لهم أن يخافوك في غيرة، وبالحب يحبوك لكي يهابوا جلالك.
كن حنونًا عليهم وترفق بهم، واسمع صلواتهم،
احفظهم غير متزعزعين، بلا لوم ولا عيب، لكي يكونوا مقدسين في الجسد والروح، "بلا دنس ولا غضب ولا شيء مثل هذا[470]".
ليكونوا كاملين، ليس فيهم ضعيف أو ناقص.
اللهم، معيننا القوي، حافظنا الذي لا يحابي الوجوه،
أعن شعبك الذي تختاره من ربوات، وتخلصه بدم مسيحك الثمين.
كن مدافعًا عنهم، معينهم وحارسهم، وحصنهم المنيع، منقذهم وأمانهم.
فإنه "لا يقدر أحد أن يخطف شيئًا من يدك[471]"،
ليس إله مثلك،
"عليك استقر رجاؤنا[472]"،
"قدسهم في حقك، لأن كلمتك هي حق[473]".
أنت لا تطلب شيئًا لنفعك، ولا يقدر أحد أن يخدعك.
خلصهم من كل مرض وسقم، ومن كل معصية ومن كل ضيقة وخداع، "ومن خوف العدو، ومن سهم يطير في النهار، ومن أمر يسلك في الظلمة[474]".
هب لهم الحياة الأبدية، التي في المسيح، ابنك الوحيد، إلهنا ومخلصنا.
لك المجد والسجود خلاله في الروح القدس،
الآن وإلى أبد الأبد. آمين.
بعد ذلك يقول الشماس: ننصت!
ويحيي الأسقف الكنيسة قائلًا: سلام الله مع جميعكم!
يجيب الشعب: ومع روحك.
يقول الشماس للجميع: قبلوا بعضكم بعضًا بقبلة مقدسة.
عندئذ يقبل الكهنة الأسقف، والشعب الرجال يقبلون الرجال، والنساء يقبلن بعضهن بعضًا.
ليقف الأطفال لدى العلامة الموضوعة لهم،
وليقف معهم شماس آخر حتى لا يحدثوا ضجيجًا.
ويتمشي شمامسة آخرون لملاحظة الرجال والنساء حتى لا يحرك أحد رأسه (تحية لآخر) أو يصنع همسًا أو ينام...
ليقف الشمامسة[475] لدى أبواب الرجال، والأبوذياقونيين لدى أبواب النساء، حتى لا يخرج أحد، ولا يُفتح الباب أثناء التقدمة حتى بالنسبة للمؤمنين.
يحضر أحد الأبوذياقونيين ماءً لغسل أيدي الكهنة، علامة لنقاوة نفوسهم المقدسة للرب.
١٢ – وأنا يعقوب أخ يوحنا ابن زبدي، أقول أن الشماس يقول في الحال: لا يبقى أحد من الموعوظين أو السامعين أو غير المؤمنين أو الهراطقة، أنتم الذين صليتم الصلاة السابقة اقتربوا.
ليلتفت الأمهات إلى أطفالهن،
ولا يكن لأحد شيء على آخر،
ولا يأتي أحد برياء،
إنما لنقف قدام الرب باستقامة، في خوف ورعدة نقدم التقدمة.
ليحضر الشماس القرابين للأسقف عند المذبح،
وليقف الكهنة عن يمينه ويساره كما التلاميذ حول الرب سيدهم.
وليوجد هناك شماسان على جانبي المذبح، يمسك كل منهما "مروحة" من الكتان الناعم أو ريش النعام أو القماش الفاخر، في هدوء يطردوا الحشرات الطائرة لكي لا تقترب من الكأس.
وليجتمع رئيس الكهنة مع الكهنة ويصلي.
عندئذ يبدأ الأسقف الصلاة، إذ يقف قدام المذبح ويلتف حوله الكهنة بعدما يلبس الثياب الفاخرة.
يرسم بيده جبهته بعلامة الصليب ويقول:
"نعمة الله الآب ضابط الكل
ومحبة ربنا يسوع المسيح،
وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم".
يجيب الكل بصوت واحد "ومع روحك".
عندئذ يقول رئيس الكهنة "ارفعوا عقولكم".
يجيب الجميع "هي عند الرب".
رئيس الكهنة: "فلنشكر الرب".
الجميع: مستحق وعادل.
يكمل رئيس الكهنة:
مستحق وعادل قبل كل شيء أن نسبحك،
أنت الإله الحقيقي، الكائن قبل كل الكائنات،
الذي فيه نبعث كل أبوة في السماء وعلى الأرض[476]،
أنت الواحد غير المولود، بلا بداية، وليس عليك حاكم أو سيد،
لست محتاجًا إلى شيء بل واهب الصالحات.
أنت أسمى من كل البدايات،
أنت كما أنت على الدوام لا تتغير،
الذي منه صار كل شيء كان كائنًا، كما من مصدر لهم صالح.
أنت هو المعرفة السرمدية، والرؤيا الأبدية، والسمع غير المولود، والحكمة غير المكتسبة.
بالطبيعة أنت هو الأول، مقياس الوجود، وفوق كل إحصاء.
خلقت كل شيء من العدم بابنك الوحيد.
لكنك ولدته قبل كل الدهور بإرادتك وسلطانك وصلاحك، بلا وسيط، الابن الوحيد، الله الكلمة، الحكمة الحية، بكر كل خليقة وملاك مشورتك العظيمة[477].
كاهنك العلي، بل ملك ورب كل خليقة عاقلة.
الذي هو قبل كل الأشياء، وبه كل شيء[478].
أنت أيها الإله السرمدي خلقت به كل شيء،
وخلاله أظهرت عنايتك اللائقة بك لكل العالم.
به منحت الوجود، وبه أيضًا محنت الوجود الحسن،
اللهم، أبا ابنك الوحيد، الذي به خلقت كل شيء، الشاروبيم والساروفيم والأيونات والجنود، القوات والسلاطين والرئاسات والعروش ورؤساء الملائكة والملائكة.
وبعد هذا كله خلقت العالم المنظور وكل ما فيه.
أنت الذي أقمت السماء كقبة، وبسطتها كغطاء خيمة[479].
خلقت الأرض من العدم بإرادتك،
ثبت الجلد،
وهيأت الليل والنهار،
أخرجت النور من خزائنك.
وفي غيابه يحل الظلام من أجل راحة الخليقة الحية.
أقمت الشمس في السماء لكي تحكم النهار،
والقمر لليل.
أوجدت في السماء مجموعات النجوم تسبح جلال مجدك.
أنت الذي خلقت الماء للشرب والتنظيف، والهواء الذي نعيش فيه للاستنشاق،
وذبذبات[480] الصوت بواسطة اللسان، التي تضرب الهواء،
والسمع يتعاون معه فيدرك الكلام الذي يستقبله.
صنعت النار لراحتنا في وقت الظلام، إذ تشبع احتياجاتنا، بها نستفيء وبها نستضيء.
أنت الذي فصلت البحر العظيم عن الأرض، فجعلت الأول للإبحار والثانية للسير عليها، وملأت الأول بمخلوقات حية صغيرة وعظيمة والثانية بالحيوانات الأليفة والمفترسة، وقد أمددتها بنباتات كثيرة، وزينتها بالأعشاب، وجملتها بالزهور وأغنيتها بالبذار.
أنت الذي هيأت اللجة العميقة للغاية، ووضعت لها من كل جانب حدودًا عظيمًا، تشمل بحارًا مالحة تجتمع كلها معًا، ومع ذلك فقد أوجدت لها حواجز من كل جانب بالرمل الناعم[481]، وتارة ترفعها بالرياح إلى أعالي الجبال وأخرى تجعلها كالبساط في الوادي. وتارة تهيجها بالعاصف وأخرى تجعلها هادئة حتى يبحر البحارة.
أنت الذي تتفق بهذا العالم الذي خلقته بالمسيح،
مع الأنهار والمياه الجارية،
وتمدها بالينابيع التي لا تنضب،
حزمت حولها بالجبال لضمان الأرض وثباتها.
أنت الذي أنعشت عالمك وزينته بالروائح الطيبة والأعشاب الشافية،
وبحيوانات كثير ومتنوعة، قوية وضعيفة تستخدم للطعام والعمل،
مستأنسة ومفترسة.
مع ضوضاء الزحافات أيضًا أصوات أنواع كثيرة من الطيور.
مع تتابع السنوات، أعداد الشهور والأيام،
ونظام الفصول، وأوقات للسحب الممطرة من أجل إنتاج الثمار التي تستخدم قوتًا للحيوانات.
أنت الذي عينت الرياح التي تعصف حينما تأمرها،
ومجموعات النباتات والأعشاب،
أنت لم تخلق فقط العالم ذاته، إنما أوجد الإنسان يقطن فيه، مظهرًا إياه زينة للعالم.
فقد قلت لحكمتك "لنصنع الإنسان على صورتنا ومثالنا، ويتسلَّط على أسماك البحر وطيور السماء[482]".
لهذا خلقته من نفس خالدة وجسد قابل للانحلال،
خلقت الأولى من لا شيء، والثاني من العناصر الأربع.
أعطيت نفسه العاقلة معرفة، وتمييزًا بين الخير والشر، وإدراكًا للحق والباطل، ووهبت جسده حواس خمس مع عاطفة متأججة.
لأنك أنت يا الله ضابط الكل، بمسيحك أقمت له فردوسًا في عدن في الشرق[483].
وزينته بكل النباتات تُستخدم كطعام،
وأدخلته فيه كما إلى وليمة دسمة.
وإذ خلقته وهبته ناموسًا مزروعًا في طبعه، لكي يكون لديه وفي داخله بدار المعرفة الإلهية.
وإذ أتيت به إلى فردوس النعيم سمحت له أن ينعم بكل شيء، فقط مانعًا إياه أن يتذوق شجرة واحدة، على رجاء بركات أعظم.
فإن حفظ الوصية نال مكافأة عليها هي الخلود.
لكنه إذ أهمل الوصية وأكل من الثمرة الممنوعة، بغواية الحية ومشورة زوجته، بعدل طردته من الفردوس.
ومع ذلك من أجل صلاحك لم تهمله، ولا تركته يهلك تمامًا، لأنه هو جبلتك؛ وقد أخضعت الطبيعة كلها، وهبت له الحرية أن يأكل بالجهد بعرق جبينه، وجعلت الثمار تنبت من الأرض وتنمو وتنضج.
إذ جعلته ينام إلى لحظة بقسم دعوته للتجديد، وحللت عنه رباط الموت، ووعدته بالحياة بعد القيامة.
ليس هذا فقط، بل أكثرت نسله، وجعلتهم جماعة بغير عدد، تمجد من يسيرون معك، وتعاقب من يضادونك.
فبينما قبلت ذبيحة هابيل كما من شخص قديس، رذلت قربان قايين قاتل أخيه كما من بائس مرذول.
وقبلت شيث وأنوش، ونقلت أخنوخ.
فإنك أنت هو خالق البشر، واهب الحياة، مشبع الجياع، مُعطي النواميس، مجازي الذين يحفظونها، وديان الذين يعصونها.
أنت الذي جبلت الطوفان العظيم على العالم بسبب جموع الأشرار، وخلصت نوحًا البار من الطوفان بالفلك، مع الثمانية أنفس، كنهاية للأجيال السابقة وبداية الأجيال المقبلة.
أنت الذي أشعلت نارًا مرعبة في مدن سدوم الخمس،
وحولت الأرض الخصبة إلى بحيرة مالحة بسبب شر سكانها[484].،
لكنك أخرجت لوط من اللهيب.
إنما بعد الناموس الطبيعي، وبعد إنذارات الشريعة الوضعية، والبراهين النبوية، وخدمة الملائكة، عندما كسر الإنسان الناموس الوضعي الطبيعي ونسى الطوفان وحرق سادوم وضربات مصر وقتل سكان فلسطين، إذ سقط الكل تحت الهلاك بطريقة لا توصف،
سُرّ بإرادتك الصالحة أن يصير إنسانًا وهو خالق الإنسان،
ويخضع للناموس وهو المشرع،
ويصير ذبيحة وهو كاهن العلي،
ويصير حملًا وهو الراعي.
لقد أطاعك، أنت هو إلهه وأبوه،
وصالحك مع العالم،
وحرر البشرية كلها من الغضب الآتي،
لقد وُلد من العذراء وهو الله الكلمة، الابن المحبوب، بكر كل الخليقة.
حسب النبوات التي قيلت عنه وبواسطته، جاء من نسل داود وإبراهيم من سبط يهوذا.
جاء في أحشاء البتول، وهو المكوِّن كل البشرية المولودة في العالم،
الذي كان بلا جسد صار جسدًا!
المولود قبل الزمان وُلد في زمان!
عاش في قداسة وعلم حسب الشريعة،
نزع عن البشر كل مرض وكل سقم،
وصنع آيات وعجائب بين الشعب.
شاركهم في الطعام والشراب والنوم، وهو الذي يشبع كل الجياع، ويملأ الخليقة الحية بصلاحه.
أعلن اسمه لمن لم يعرفوه، ونزع الجهل، وأنعش التقوى، وتمم إرادتك.
تمم العمل الذي أعطيت له،
وعندما وضع كل هذه الأمور في نصابها، أمسكه الأشرار من رئيسي كهنة وكهنة إذ يدعون هكذا باطلًا، أمسكه الشعب العاصي بواسطة خائنه الذي تملك عليه الشر كمرض مضني. تحمل منهم آلامًا كثيرة، محتملًا كل أنواع الهزء بسماح منك، وأسلم في يدي بيلاطس الوالي.
الديان صار تحت الحكم،
والمخلص تحت الدينونة،
سُمر على الصليب ذاك الذي ما كان يليق به أن يتألم،
دفن وهو واهب الحياة.
ذلك لكي ما يحل، الذين جاء من أجلهم، من رباطات الألم والموت، كاسرًا قيود الشيطان، محررًا البشرية من خداعه.
وقام من بين الأموات في اليوم الثالث،
وإذ عاش وسط تلاميذه أربعين يومًا صعد إلى السموات وجلس عن يمينك أنت هو إلهه وأبوه.
إذن، إذ نذكر هذه الأمور التي اجتمعنا لأجلها، نشكرك يا الله ضابط الكل، لا كما يليق بك، إنما قدر ما نستطيع، منفذين عهده.
لأنه في الليلة التي فيها أسلم ذاته، أخذ خبزًا على يديه الطاهرتين اللتين بلا عيب،
ونظر إلى فوق، إليك أنت هو إلهه وأباه،
وكسر، وأعطى تلاميذه، قائلًا:
هذا هو جسدي الذي يكسر عن كثيرين لمغفرة الخطايا.
هكذا أيضًا أخذ الكأس ومزجها من خمر وماء،
وقدسها، وأعطاها لهم قائلًا:
اشربوا منها كلكم، هذا هو دمي الذي يسفك عن كثيرين لمغفرة الخطايا.
اصنعوا هذا لذكري (أنامنسيس).
لأنه كل مرة تأكلون من هذا الخبز وتشربون من هذه الكأس تبشرون بموتي إلى أن أجيء.
لذلك إذ نذكر آلامه وموته، وقيامته من الأموات، ورجوعه إلى السماء، وظهوره الثاني الآتي بمجد وقوة ليدين الأحياء والأموات ويعطي كل واحد حسب أعماله،
نقدم لك يا ملكنا وإلهنا، حسب وصيته، هذا الخبز وهذه الكأس،
وبه نشكرك إذ أهلتنا للوقوف أمامك نقدم الذبيحة لك.
نتوسل إليك أن تطلع برحمتك على هذه القرابين الموضوعة أمامك،
فإنك لست محتاجًا إلى شيء من قرابيننا!
اقبلها كرامة لمسيحك.
وأرسل روحك القدوس على هذه المذبحة، الشاهدة لآلام الرب يسوع، لكي يظهر هذا الخبز جسد مسيحك،
وهذه الكأس دم مسيحك،
فيتقوى المشتركون فيما في التقوى، وينالوا غفران الخطايا، ويخلصوا من الشيطان وخداعاته.
ويمتلئوا من الروح القدس، ويستحقوا مسيحك، وينالوا الحياة الأبدية، كمصالحتك لهم يا الله ضابط الكل.
نسألك أيها الآب من أجل كنيستك المقدسة، الممتدة من أقاصي المسكونة إلى أقاصيها، هذه التي اقتنيها بالدم الكريم الذي لمسيحك. احفظها مصونة من القلاقل إلى نهاية العالم.
"نسألك" من أجل كل أسقفية، تفصل كلمة الحق باستقامة.
نصلي إليك من أجل حقارتي أنا الذي أقدم إليك القرابين، ومن أجل كل الكهنة والشمامسة والذين في الكهنوت، لكي تحكمهم وتملأهم من الروح القدس.
نسألك من أجل الملك (الرئيس) - يا رب، وكل الذين هم في سلطان، ومن أجل الجيش كله، لكي نعيش في سلام ونقضي حياتنا في هدوء وطمأنينة، ممجدينك بيسوع المسيح رجائنا.
نقدم لك قرابينك من أجل كل القديسين الذين أرضوك منذ البدء: الآباء والأنبياء، والأبرار، والرسل، والشهداء، والمعترفين، والأساقفة، والكهنة، والشمامسة، والأبوذياقونيين، والقراء، والمرتلين، والعذارى، والأرامل، والعلمانيين، ومن أجل كل الذين تعرف أنت أسماءهم.
نقدم لك عن هذا الشعب لكي يصير "كهنوتًا ملوكيًا وأمة مقدسة" لمدح مسيحك،
ومن أجل الذين في البتولية والطهارة، ومن أجل أرامل الكنيسة والذين يعيشون في زيجة مكرمة، ومن أجل الحوامل، ومن أجل أطفال شعبك، لا تسمح بكون أحد منهم مطرودًا.
نسألك أيضًا من أجل هذه المدينة والساكنين فيها،
من أجل المرضى، والذين في عبودية مرة،
من أجل المأسورين، ومن أجل المسجونين،
من أجل المسافرين بالبحر والبر،
لكي تساعدهم يا معين كل البشرية والمدافع عنهم.
نسألك أيضًا من أجل الذين يبغضوننا ويضطهدوننا من أجل اسمك، من أجل الذين هم في الخارج ضالين، لكي تردهم إلى الصلاح وتطفئ لهيب غضبهم.
نسألك أيضًا من أجل موعوظي الكنيسة، من أجل المعذبين بواسطة المعاند، ومن أجل أخوتنا التائبين، فتكمل الأولين في الإيمان، وتخلص الفئة الثانية من سلطان الشرير، وتقبل توبة الآخرين وتهبهم وأيانا غفران الخطايا.
وأيضًا نقرب إليك من أجل الهواء الصالح والمحصول الخصيب، حتى إذ يكون لنا نصيب دائم من عطاياك الصالحة نسبحك بغير انقطاع يا معطيًا طعامًا لكل جسد.
نسألك أيضًا من أجل الغائبين لسبب حسن، لكي تحفظنا كلنا في التقوى، وتضمنا في ملكوت مسيحك، إله كل الخليقة الملموسة والعاقلة، ملكنا،
احفظنا بغير تزعزع، بلا لوم.
لك يليق كل مجد وسجود وشكر وكرامة وتعبد،
أيها الآب والابن والروح القدس،
الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور.
ليجيب كل الشعب: آمين
يقول الأسقف: سلام الله مع جميعكم.
يجيب الشعب: ومع روحك.
١٣ – يعلن الشماس من جديد:
نسأل الله مرة أخرى بمسيحه،
نسأله من أجل القرابين التي نقدمها للرب إلهنا، ليت الله الصالح يقبلها بواسطة مسيحه، على مذبحه السماوي، رائحة طيبة.
لنصلِ من أجل هذه الكنيسة والشعب،
ولنصلِ من أجل كل أسقفية، من أجل كل الكهنة، وكل الشمامسة، وخدام المسيح، من أجل الشعب كله، لكي يحفظهم الرب ويحميهم.
لنصلِ من أجل الملوك (الرؤساء) وكل الذين في سلطان، لكي يكونوا في سلام معنا، فتكون لنا حياة هادئة مطمئنة، بك تقوى وبر.
لنذكر الشهداء القديسين لكي نُحسب أهلًا للشركة معهم في جهادهم.
لنصلِ من أجل الذين رقدوا في الإيمان.
لنصلِ من أجل الهواء الصالح ونضوج الثمار.
لنصلِ من أجل الذين استناروا حديثًا، لكي يتقووا في الإيمان، وليسأل كل واحد من أجل الآخر: أقمنا يا الله بنعمتك.
لنقف، ولنطرح أنفسنا لله بمسيحه.
ليقل الأسقف:
اللهم، العظيم الأبدي، اسمه عظيم، عظيم في المشورة، وقوي في أعماله، إله وأبو ابنك القدوس يسوع مخلصنا.
اطلع علينا، اطلع على قطيعك هذا الذي اخترته بالمسيح لمجد اسمك.
قدس أجسادنا ونفوسنا، وهب لنا أن نكون "أتقياء" من كل دنس الجسد والروح.
انعم علينا بالصالحات الحاضرة هنا، ولا تجعل منا غير مستحقين، بل كل معزيًا وسندًا وحاميًا بمسيحك.
لك معه المجد والكرامة والحمد والتمجيد والشكر مع الروح القدس إلى الأبد. آمين.
إذ يجيب الكل "آمين" يقول الشماس: ننصت!
ليخاطب الأسقف الشعب بهذه الكلمات: القدسات للقديسين.
يجيب الشعب: "واحد هو القدوس،
واحد هو الرب،
واحد هو يسوع المسيح، المبارك إلى الأبد،
المجد الله الآب. آمين".
"المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة".
"أوصنا لابن داود، مبارك الآتي باسم الرب".
الرب هو الإله أعلن ذاته لنا، أوصنا في الأعالي".
عندئذ يتناول الأسقف يليه الكهنة والشمامسة[485]، والأبوذياقونيون، والقراء، والمرتلون، والنساك، بعد ذلك من جهة النساء، الشماسات، فالعذارى، والأرامل، ثم الأطفال، بعد ذلك بقية الشعب حسب الترتيب بوقار ومخافة مع تقوى بغير تشويش.
إذ يقدم الأسقف القرابين يقول: جسد المسيح.
أما الذي يتناول فيقول: آمين.
ويأخذ الشماس من جانبه الكأس ويقول عندما يعطيها: دم المسيح، كأس الحياة. أما الذي يشرب فيقول: آمين[486].
وفي أثناء التناول يقال المزمور الثالث والثلاثون.
وعندما يتناول الكل[487]، الرجال والنساء، يأخذ الشماس ما قد تبقى ويضعه في الخيمة.
إذ ينتهي المرتل يقول الشماس:
١٤ – الآن إذ تناولنا جسد المسيح ودمه الكريمين، فلنشكره لأنه حسبنا أهلًا لشركة أسراره المقدسة[488].
نسأله إلاَّ يكون هذا لدينونيتنا، بل لخلاصنا، من أجل نفع النفس والجسد، حفظًا للتقوى، غفرانًا للخطايا، حياة الدهر الآتي.
لنقم، وبنعمة المسيح نطرح أنفسنا أمام الله غير المولود وحده ومسيحه.
ليقدم الأسقف الشكر:
١٥ – أيها الرب الإله ضابط الكل، الخالق، أبا مسيحك، ابنك الطوباوي، الذي تسمع للذين يدعونك باستقامة، وتعرف أيضًا صلوات الصامتين.
نشكرك لأنك أهلتنا لشركة أسرارك المقدسة، التي وهبتها لنا لأجل تثبيت ما قد عرفناه بحق، والمثابرة في التقوى، وغفران معاصينا،
إذ دعي اسم مسيحك علينا وارتبطنا بك.
أنت الذي فصلتنا عن شركة الأشرار، اربطنا مع القديسين لك.
ثپتنا في الحق بعون روحك القدوس، وأعلن لنا ما نجهله، ومدنا بما ندافع به.
ثبتنا فيما قد عرفناه.
احفظ الملوك (الرؤساء) في سلام والحكام في البرّ.
أعط مزاجًا حسنًا للأهوية، وخصوبة للثمار،
احفظ العالم تحت عنايتك القادرة،
هَدِّئ الأمم الثائرين علينا.
رد الضالين.
قدس شعبك.
صن الذين في البتولية.
احفظ المتزوجين في الإيمان.
قو الذين في الطهارة.
أعط نموًا للأطفال، وقوة للمتعمدين حديثًا، وتعليًا للموعوظين وأهلهم لنوال العماد.
اجمعنا كلنا معًا في ملكوتك السمائي بالمسيح يسوع ربنا.
لك المجد والكرامة والسجود مع المسيح والروح القدس إلى الأبد. آمين.
البركة الأخيرة
وليقل الشماس: احنو رؤوسكم أمام الله بمسيحه واقبلوا البركة.
عندئذ يصلي الأسقف هكذا:
اللهم ضابط الكل، الإله الحقيقي الذي لا يقارن،
الحاضر في كل مكان، وحال في كل الأشياء،
لست في شيء مثل هذه الأشياء عينها،
الذي لا يحده مكان، ولا يشيخ بزمان، ولا يتأثر بالأعمار، ولا تخدعه كلمات.
الذي لا يخضع لجيل ولا يحتاج إلى حارس، هو فوق كل فساد، لا يتغير...
يسكن في نور لا يُدنى منه، بطبعه غير منظور ومع هذا تعرفك الخلائق العاقلة
التي تبحث عنك بعقل حسن، وتفهمك الخليقة العاقلة التي تبحث عنك بعقل حسن.
إلى إسرائيل[489]، شعبك الذي حقًا رآك وآمن بالمسيح.
تحنن علىَّ وأنصت إلىَّ من أجل اسمك.
بارك الذين أحنوا لك رؤوسهم.
أعطهم سؤل قلبهم فيما هو لخيرهم ولا تحرم أحدًا منهم من ملكوتك، بل قدسهم، واحفظهم، واسترهم، وأعنهم، وخلصهم من المضاد، ومن كل عدو.
احفظ بيوتهم، واحفظ دخولهم وخروجهم.
لك المجد والتسبيح والعلو والسجود والتعبد مع ابنك يسوع، مسيحك ربنا وألهنا وملكنا، والروح القدس.
الآن وكل أوان وإلى أبد الأبد. آمين.
يقول الشماس: امضوا بسلام.
_____
[436] Dess: The Early Sources of the Liturgy.
[437] Jungmann: The Early Liturgy 5.
[438] Cresswell: The Liturgy of the Apostolic Constitution.
[439] Drews: Zur Entstehungsgeschicnte des kanons (Tabingen 1902).
[440] النص القبطي "ولتقرأ الأناجيل المقدسة".
[441] النص القبطي "الأناجيل" بدلًا من "الشريعة".
[442] رسائل العهد الجديد.
[443] الترجمة الحرفية "عقولهم" والعقل في كتابات الآباء الأولين تعني "الإنسان الداخلي" أو القلب أو النفس العاقلة. "راجع الفيلوكاليا: كتابات القديس أنبا أنطونيوس الكبير"
[444] ٢ كو ١، ٦ : ١٦؛ مز ١٢١ : ٨.
[445] بعض النسخ "إله"
[446] أي المعزي أو المعطي.
[447] مز ٥١ : ١٢.
[448] ٢مكايين ١ : ٣.
[449] مر ٥ : ٩.
[450] مت ١٢ : ٢٩؛ لو ١٠ : ١٩؛ مز ٥١ : ١٢.
[451] أي ٢١ : ٢٤.
[452] لو ١٠ : ١٨.
[453] الخلجان التي أعماقها بلا حدود.
[454] مز ٨ : ٣؛ ١٠٤ : ٣٢؛ أي ١٤ : ١١.
[455] إش ١ : ١٦.
[456] رو ١٦ : ٢٠.
[457] كو ٢ : ١٤.
[458] في ٤ : ٣؛ دا ١٢ : ١.
[459] ٢كو ٧ : ١.
[460] أم ٢٠ : ٩.
[461] لو ١٥ : ٧.
[462] مز ١١٣؛ ٥١ : ١٢.
[463] ٢تي ٢ : ١٥.
[464] يعقوب أخ الرب (غلا ١ : ٩)، وهذا برهان عارض أنها ليتورچيا شرقية من قبل نيقية (في أصلها)...
[465] مت ١٩ : ٢٩.
[466] مت ٤ : ٢٣.
[467] مت ٦ : ١٣.
[468] مز ١٤١ : ٩.
[469] إش ٥٧ : ١٥.
[470] أف ٥ : ٣٧.
[471] يو ١٠ : ٢٩.
[472] إش ٤٥ : ٥؛ مز ٦٢ : ٦.
[473] يو ١٧ : ٧.
[474] مز ٩١ : ٥ – ٦؛ مز ٦٤ : ١.
[475] النص القبطي: ابوذياقونيون أو مساعدو الشماس.
[476] أف ٣ : ١٥.
[477] كو ١ : ١٥؛ إش ٩ : ٦.
[478] ١كو ٨ : ٦.
[479] إش ٤٠ : ٢٢؛ مز ١٠٤ : ٢.
[480] Commission
[481] إر ٥ : ٢٢؛ أي ٣٨ : ٨.
[482] تك ١ : ٢٦.
[483] تك ٢ : ٨.
[484] مز ١٠٧ : ٤٣.
[485] النص القبطي: "وبقية الكهنة، كل في رتبته".
[486] النص القبطي: "ليترنموا بالمزامير أثناء التوزيع حتى ينتهي الشعب كله من التناول".
[487] النص القبطي: "ليتناول أيضًا النساء".
[488] النص القبطي: "هذه الأسرار المقدسة غير المائتة، المحصية في السماء".
[489] إسرائيل الروحي هم المسيحيون الذين قبلوا السيد المسيح وآمنوا بالنبوات التي جاءت في العهد القديم، والتي كان يليق باليهود أن يكرزوا بها ويكملوا رسالتهم، لكن لرفضهم المسيا المخلص رُفضوا هم أيضًا وانتفت عنهم صفة "إسرائيل" الحقيقي، إنما صاروا في ماديتهم مشتتين بالاسم لأفكار سياسته في أذهانهم.
راجع كتاب غبطة البابا شنودة الثالث: إسرائيل في المسيحية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/jesus-eucharist/clement.html
تقصير الرابط:
tak.la/bcwatf4
