مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الله (سلسلة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والعقائد "1") - القمص تادرس يعقوب ملطي

9- الصيغ الأولى الثالوثية

 

St-Takla.org Image: Christ The Comforter - from "The Life of Christ" book, by Canon Farrar, 1894 صورة في موقع الأنبا تكلا: يسوع المعزي - من كتاب "حياة المسيح"، كانون فارار

لم يعلن ربنا يسوع المسيح أي صيغة (قانونية) ثالوثية؛ إنما أعلن عن ألوهية الآب والابن والروح القدس في وضوح وبصراحة خلال أعمالهم لأجل خلاصنا. غير انه قبل صعوده إلى السموات أمر تلاميذه أن يعمدوا الناس باسم الآب والابن والروح القدس، أعطاهم صيغة للعماد في بساطة دون ذكر "أقانيم" فإن غايته تكمن فقط في أن يهب المؤمنين نعمة الأقانيم بالمعمودية. وقد قبل الموعوظون أبوة الله (الآب)، والعضوية في جسد السيد المسيح، وسكنى الروح القدس في إنسانهم الداخلي.

 بالنسبة للمسيحي، هذه الصيغة الخاصة بالعماد تعني التحرر من عبادة المخلوقات إذ يتم العماد في لاهوت الثالوث القدوس الواحد وليس في تعدد آلهة.

            ومن أهم العبارات الخاصة بالعقيدة الثالوثية في العصر الرسولي هي التي للقديس بولس: "نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس مع جميعكم" (2كو14:13). يشهد الرسول للثالوث القدوس لكي يعلن عن النعمة الإلهية والمحبة والشركة، فيتقبل المؤمنين الله ليس فقط كما هو بل كما يعمل بين مؤمنيه ليصيروا شركاء في الطبيعة الإلهية (2بط3:1).

واضح أن غاية نظام الكنيسة الأساسي في العصر الرسولي هو الشهادة خلال عبادتها أن الله أرسل كلمته يسوع المسيا، لقد مات وقام من الأموات في اليوم الثالث، وصعد إلى السموات، وسيعود في المجد لنقوم معه ونتمتع بحضرة أبيه. ولقد أرسل أيضًا روحة القدوس في كنيسته ليُعد ملكوته السماوي، ويهيئها للعرس الأبدي. بمعنى آخر إيمان الكنيسة الرسولية إيمان ثالوثي صرف، له أثر على كرازتها وعبادتها وسلوكها، لكنه لم يعلن في صيغة لاهوتية بالمفهوم الحديث.

الله والحب الأبدي

الله كتب القمص تادرس يعقوب ملطي

العقيدة الثالوثية والكتاب المقدس

---