عقيدة الثالوث القدوس هي أولًا وقبل كل شيء عقيدة كتابية. فقد أعلن الثالوث القدوس عند عماد ربنا يسوع (يو27:1-33)، كما تتم معموديتنا باسم الأقانيم الثلاثة كقول القديس متى (9:28). وردت هذه العقيدة في بركة القديس بولس في (2كو14:13)؛ وذكر الأقانيم الثلاثة أيضًا في (يو16:14؛ أف18:2؛ 1بط21:1، 22) إلخ.
أعمال وألقاب ربنا يسوع المسيح والروح القدس تشهد عن ألوهيتهما كما سنرى فيما بعد. هذا ويلاحظ أنه بعدما ألقى العهد الجديد ضوءًا على طبيعة الآب بدأ المسيحيون يرون في العهد القديم أنه لم يلق ضوءًا شديدًا على الله من جهة أقانيمه المثلثة. أحد أضواء العهد القديم الثلاثة تقديسات (قدوس، قدوس، قدوس) الواردة في رؤيا إشعياء (3:6)، وارتباطها بالعبارة القائلة: "من يذهب من أجلنا؟" (8:6). وأيضًا تفهم الأقانيم من صيغة الجمع باستخدام كلمة "ألوهيم" (جمع) عن الله، وتكرارها حتى في فقرة واحدة (تث4:6). كما استخدمت في بعض العبارات مثل: "قال الله نعمل الإنسان على صورتنا" (تك26:1)، وأيضًا "هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض" (تك7:11).
حقيقة لم تكن عقيدة الثالوث واضحة في العهد القديم، لأن اليهود كانوا محاطين بأمم كثيرة تعبد الأوثان وكثيرًا ما كانوا يسقطون في عبادة آلهة جيرانهم الزائفة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فبالتأكيد لو أن الله أعلن لهم عن هذه العقيدة صراحة لأخطأوا فهمها وقبلوا تعدد الآلهة. هذا ومن جانب أخر لم تكن هناك حاجة لإعلان هذه العقيدة قبل تجسد كلمة الله وحلول الروح القدس على الكنيسة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/god/trinity.html
تقصير الرابط:
tak.la/3j3bhh6