في الباب الأول اتضح لنا أن
الكنيسة منحتني نعمة العلاقة
الوحدوية التي تجعلني واحدًا مع الله وابنه يسوع المسيح وواحدًا مع مجموع
المؤمنين به، وتعتبر هذه العلاقة أمثل صورة تقرب لي صورة علاقتي بالله
وبسُكَّان السماء فيما بعد، وكأنها قدِّمت لي عربون المواطنة السمائية. لأنَّ
هذه هي السماء؛ الله وملائكته وقديسوه وأنا وكُلّنا في وحدة مركزها الله. ولكن أين أنا من
السماء وسكَّانها. وما هو رجائي فيها. وما هي إمكانياتي التي تؤهلني لدخولها
والتَّمتُّع بمواطنتها. وما هو دور
الكنيسة في إعدادي لهذه المواطنة لكي أفوز
بها؟ إن
الكنيسة التي قدَّمت لنا عربون المواطنة السمائية
هي
ذاتها التي تعدنا لهذه المواطنة، وذلك بما تحمل من ملامح وبما تتجمَّل به من
شكل ووظيفة ومنهج في صلتنا الروحية بالله التي نعايشها ونحيا بها في داخلها،
فهى حقًا رمز السماء بل هي صورة لها. الأمر الذي نؤكده كل يوم في صلاتنا
بقولنا "إذا ما وقفنا في هيكلك المقدس نحسب كالقيام في السماء". وندرك هذا
أكثر عندما تتضح أمامنا بالتفصيل ملامح
الكنيسة وأوصافها ومنهجها في إعدادنا
للسماء وما تحمله لنا من عطايا لهذا الإعداد. وهذا ما يمكن أن توضحه لنا الفصول
التالية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-salaib-hakim/church-heaven/citizenship.html
تقصير الرابط:
tak.la/gdg4ccs