هل فكرت قبل الآن فيم تذهب أموالك؟
فيم تصرفها؟
هناك بنود في الصرف يمكن الاستغناء عنها نهائيًا بل ويجب الاستغناء عنها، خذ مثلًا من يصرفون أموالهم في التدخين والخمر والقمار والرشوة.
وهناك بنود أخرى لا يمكن الاستغناء عنها وإنما يمكن التقليل منها.
وأما عن بنود الصرف التي لا يمكن الاستغناء عنها فهي كالطعام والملابس والمواصلات والاتصالات والعلاج وهكذا...
إلا أن بعض الناس يبالغون في الصرف في مثل تلك البنود، فلا يأكلون إلا افخر الطعام ولا يلبسون إلا افخر الثياب ولا ينتقلون إلا بسيارات الأجرة (التاكسي) وعندما يتكلمون في التليفون المحمول (الموبايل) يطيلون من الكلام ويثرثرون (الرغي).
هذه السلوكيات سيئة وتؤدي بأصحابها إلى العوز والاحتياج، ومن يسلك بالتبذير نسميه "المسرف" وهو من قال عنه سفر الأمثال:
"لان السكير والمسرف يفتقران والنوم يكسو الخرق" (أم 23: 21).
والغريب في الآية السابقة إنها تضع مصير السكير مع المسرف فكلاهما مصيره الفقر (يفتقران)، فقد يظن احد أن تناول المسكرات والمخدرات خطية عظيمة بينما الإسراف مجرد سلوك سيئ إلا أن الحقيقة هي إن السكير والمسرف يفتقران لأن الإسراف لا يقل خطورة عن تعاطي المخدرات والمُسْكِر.
ولا تقتصر الخطورة علي الإسراف فقط بل إن من يصاحب المسرفين أيضًا يخجل أباه كقول سفر الأمثال:
"الحافظ الشريعة هو ابن فهيم وصاحب المسرفين يخجل أباه" (أم 28: 7).
فلماذا "صاحب المسرفين" يخجل أباه؟
ربما لأن صديق المسرفين يحاول أن يجاريهم في الصرف وإلا اتهموه بالبخل فتجدهم ينفقون أموالهم في أمور تافهة لا تستحق مما يدفع بمن يصادقهم إلى مسايرتهم لئلا يبدوا غريبًا عنهم فيستثير سخريتهم منه.
وربما إنها المعاشرات الردية التي حذر منها معلمنا القديس بولس الرسول بقوله:
"لا تضلوا فان المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة" (1كو 15: 33).
ومن أجمل ما قيل عن الإسراف ما قاله سيدنا المسيح بفمه الطاهر عن الابن الضال فقال:
"وبعد أيام ليست بكثيرة جمع الابن الأصغر كل شيء وسافر إلى كورة بعيدة وهناك بذر ماله بعيش مسرف. فلما انفق كل شيء حدث جوع شديد في تلك الكورة فابتدأ يحتاج" (لو13: 15،14).
في الآية السابقة يظهر الاحتياج كنتيجة حتمية للعيش المسرف.
أذّكِرك بالسؤال الهام: فيم تصرِف مالك؟
في أي شيء تصرف أموالك؟
إن كانت أموالك تضيع على أشياء يمكن الاستغناء عنها فجاهد لكي تتخلص من تلك البنود التي تبدد مالك.
وان كانت تضيع في أمور هامة ولكنك تسرف في الصرف فتعلم كيف تُرَشِد إنفاقك وتدرب علي ضغط النفقات والتقليل منها وتذّكر أن:
"الأطعمة للجوف والجوف للأطعمة والله سيبيد هذا وتلك..." (1كو 6: 13).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-raphael-nasr/family-economics/pressure.html
تقصير الرابط:
tak.la/dn3t43b