السُّلفة أو الاقتراض أو الاستدانة كلها أمور يلجأ إليها الإنسان عندما تضيق به السبل بينما هو في أمس الحاجة للمال، فعلاج مرض أو إجراء عملية جراحية أو إصلاح جهاز كهربائي تالف كلها أشياء تتطلب وجود مبالغ نقدية في الحال، كذلك تزويج الابنة أو الحاجة لسفر الابن أيضًا يتطلب مالًا في الحال. ما الحل؟
وكيف نحصل علي المال عندما نريده لأمر عاجل أو طارئ؟
هناك عدة وسائل:
نسعى لطلب سلفة من صديق أو قريب وقد يوافق فيعطينا ما نريد وقد يرفض، ومن يوافق فيقرضنا ما نريد يقول عنه الرب في المزمور:
"سعيد هو الرجل الذي يترأف ويقرض يدبر أموره بالحق" (مز 112: 5).
فطوباه ذلك الرجل الذي يقرض الآخرين فيسدد احتياجهم للمال.
ولكن قبل أن تفكر أن تستدين (تستلف) فكر كيف ستسدد الدين الذي ستأخذه ممن يقرضك؟
وقبل أن تستدين فكر ألا يمكنك تأجيل الأمر الذي ستقترض لأجله؟
أم انه أمر هام وعاجل؟
لأنك حينما تقترض المال فانك ستظل زمنًا -إلى أن تسدد ما عليك- في وضع صعب. لماذا؟
لأن الكتاب يقول عمن يقترض (يستلف):
"... المقترض عبدٌ للمقرض" (أم 22: 7).
بمعنى إنك من لحظة حصولك علي القرض ممن أقرضك تصير عبدًا له. لماذا؟ وكيف؟
لأنك لو أردت أن تشتري شيئًا من الكماليات لبيتك فمن حق مَنْ أقرضك -لو كان قاسيًا أو متطفلًا- أن يحاسبك ويوبخك ويطالبك بتسديد ما عليك قبل أن تصرف مالك في أمور ترفيهية أو كماليات.
وهذه وسيلة أخرى للحصول علي ما نريد ونحن لا نملك كل المال أو نملك بعضه، فقد تتلف الثلاجة وينتهي عمرها الافتراضي ونحتاج لشراء أخرى جديدة وليس معنا إلا مبلغًا زهيدًا نستطيع دفعه كمقدم لشراء الثلاجة على أن نقسِّط الباقي لنسدده علي أقساط شهرية لمدة سنة أو أكثر مع تحملنا لفائدة القسط التي قد تصل إلي 30% من ثمن السلعة.
أيضًا قبل أن نلجأ لشراء أية سلعة بالتقسيط يجب أن نسأل أنفسنا:
+ ألا يمكننا تأجيل شراء هذه السلعة لحين توفير ثمنها فنعفي أنفسنا من تحمل فائدة التقسيط؟
+ ألا يمكننا اقتراض ثمن السلعة من صديق كسلفة فنسدد للصديق دون تحمل فائدة التقسيط؟
+ هل دخلنا الشهري يكفي لتسديد الأقساط الشهرية بالإضافة لاحتياجات البيت؟
فلو كان الأمر ملّحًا ولا نستطيع تأجيل موضوع الشراء، ولو لم نجد من يقرضنا ثمن السلعة، ولو كان دخلنا يغطى نفقات البيت إضافة للأقساط الشهرية فلا مانع من الشراء بالتقسيط.
ولكن أحذر لأن الشراء بالتقسيط أدى ببعض الناس إلى السقوط في هوة الديون التي لا تنتهي، فهناك من يشتري سلعة ما بالتقسيط وقبل أن ينتهي من تسديد الأقساط يشتري سلعة أخرى بالتقسيط أيضًا فتتراكم عليه الأقساط ولا يجد مفرًا إلا بالاقتراض بالربا أو برهن بعض أملاكه كما سنرى.
كما أن هناك من وقعوا تحت طائلة القانون لما وقَّعوا علي إيصال أمانة عند شرائهم سلعة بالتقسيط أو من يوقع على كمبيالات كضامن للمشتري.
ونعني به أن يرهن الشخص شيئًا من أملاكه (ارض أو ذهب أو غيره) لشخص أو لجهة كالبنوك مثلًا مقابل الحصول على المال وفي حالة عدم السداد أو التعثر في السداد يحصل المقرض (سواء أكان شخصًا أو جهة) علي ماله من الشيء المرهون.
وعلى الرغم من رفض الله لهذا الأسلوب من الإقراض إلا أن بعض المقرضين يلجئون إليه لضمان حقهم في استرداد أموالهم فيقول الله لشعبه:
"إذا أقرضت صاحبك قرضا ما فلا تدخل بيته لكي ترتهن رهنا منه" (تث 24: 10).
ويعنى به أن يقرض احدهم الآخر مقابل رد المال مع ربا (فائدة القرض) قد تصل لنسبة 30% أو أكثر، ويقبل المقترض بهذا الربا بسبب شدة احتياجه للمبلغ المُقْتَرض علي رغم من رفض الرب أيضًا لهذا الأمر:
"إن أقرضت فضة لشعبي الفقير الذي عندك فلا تكن له كالمرابي لا تضعوا عليه ربا" (خر 22: 25).
وهي اختراع مصري حيث يتفق مجموعة من الأصدقاء أو الزملاء علي أن يدفع كل منهم كل شهر مبلغًا من المال ويعطون المال كله لأحدهم بالتناوب فيحصل كل منهم علي مبلغًا كبيرًا بالتناوب شهريًا (بالدور).
هذه الوسيلة تتيح للشخص الحصول علي المال كقرض يرد لأعضاء الجمعية بدون زيادة (فائدة) وهي طريقة يلجأ إليها البعض عند تزويج البنات أو بغرض السفر للتصييف أو أمور أخرى.
وهذه أيضًا وسيلة ناجعة للحصول على المال بدون فوائد أو ربا ولاسيما إننا أحيانا نقتني أشياء لا نحتاجها بدرجة كبيرة، فهناك من يبيع ذهبًا لديه قد سبق له أن اشتراه ليبيعه عند الحاجة إلى المال.
وهناك من يبيع سيارة أو شقة أو أثاث قديم ليحصل علي ما يحتاجه من المال.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-raphael-nasr/family-economics/borrow.html
تقصير الرابط:
tak.la/5zh8c7v