فالحقيقة على الأرجح هي أن الروايات المشينة صحيحة، إما الصفات الإلهية المنسوبة إليهم فأنها تعزي إلى تملق الشعراء.
1- وأي استنتاج بقى لنا إذا سوى أن نقرر بأن أقوال الإطراء والثناء كاذبة ومن باب التملق، أما الأعمال التي يذكرونها عنهم فإنها صحيحة؟ وهذه الحقيقة يمكن التأكد منها من الاختبارًات المألوفة. لأنك لن تجد شخصًا يطري أي امرئ وفي نفس الوقت يتهمه بفساد الأخلاق. بل بالحري أن كانت تصرفات البشر مخزية فإنهم يكيلون لهم المدح جزافًا بسبب الفضائح التي تسببها هذه التصرفات، لعلهم بمبالغتهم في المديح يؤثرون على سامعيهم ويسترون معايب الآخرين.
2- وكما انه إذا أراد إنسان أن يثني على بعض الأشخاص ولا يجد مادة للثناء في تصرفاتهم أو في أية صفة من صفاتهم الشخصية بسبب ما فيها من المخازي، فانه يبالغ في امتداحهم بطريقة أخرى، ويتملقهم ناسبًا إليهم ما ليس فيهم، هكذا فعل شعراؤهم العجيبون، فإنهم إذ انزعجوا بسبب التصرفات المعيبة التي ارتكبها آلهتهم المزعومة نسبوا إليهم اللقب الذي يسمو عن الطبيعة البشرية، غير عالمين أنهم بمزاعهم التي تسمو عن الطبيعة البشرية لا يستطيعون أن يسدلوا الستار على تصرفاتهم البشرية، ولكنهم بالحري ينجحون في إظهار هذه الحقيقة وهي أن صفات الله غير خليقة بهم، وذلك بسبب تقصيراتهم البشرية.
3- وإنني أميل إلى الاعتقاد بأنهم ذكروا تصرفات هذه الآلهة وعواطفها الشهوانية مرغمين. إذ طالما أنهم كانوا يسعون أن ينسبوا ما يسميه الكتاب المقدس “الاسم الذي لا يُشرك فيه أحد” وكرامة الله(50) لمن ليسوا هم آلهة بل بشر فانون، وطالما كانت هذه الجرأة منهم بالغة ووقحة، لأجل هذا السبب اضطرهم الحق -رغم إرادتهم- أن يذكروا العواطف الشهوانية عن هؤلاء الأشخاص لكي تبقى هذه العواطف الشهوانية التي سجلت كتابة عنهم دليلًا لكل الأنسال على أنهم لم يكونوا آلهة.
← انظر كتب أخرى للمترجم هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
_____
(50) (حكمة 14: 21). أنظر أيضًا (أش 42: 8، 48: 11).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/against-the-heathens/slanderous-accounts-of-idols.html
تقصير الرابط:
tak.la/365fygs