الفصل السابع: 1 | 2 | 3 | 4 | 5
دحض التعليم بوجود إلهين من المنطق. استحالة وجود الهين. حقيقة الشر هي ما تعلمه الكنيسة: انه ينشأ ويستقر في الاختيار المعكوس للنفس المظلمة.
1- وهم بنوع أخص يعرضون أنفسهم للإجابة التالية. أن كانت الأشياء المنظورة هي من نصع إله الشر فما هو عمل إله الخير؟ لأنه لا شيء ينظر سوى عمل الصانع. أو أي دليل لوجود إله الخير على الإطلاق لو لم تكن هنالك أعمال من أعماله حتى يمكن إدراكه بها؟ لأن الصانع يُعرف بأعماله.
2- أو كيف يتسنى وجود مبدأين متناقضين؟ أو ما الذي يفصل بينهما فيكون الواحد بعيدًا عن الآخر؟ لأنه يستحيل وجودهما معًا إذ أن كلًا منهما يحاول إبادة الآخر. كذلك لا يمكن للواحد أن يوجد في الآخر لأن طبيعتيهما غير قابلتين للإندماج، وغير متماثلتين. بناء على هذا فإن الذي يفصلهما لا بُد أن يكون من طبيعة ثالثة، أي إله. ولكن من أي طبيعة يمكن أن يكون هذا الثالث؟ من طبيعة الخير أو الشر؟ من المستحيل أن نقرر رأيًا، لأنه لا يمكن أن يكون من طبيعة الاثنين؟
3- إذا وقد إتضح أن غرورهم هذا فاسد وجب أن تسطع لامعة حقيقة تعاليم الكنيسة التي تلخص في أن الشر لم يكن من البدء مع الله أو في الله، كما انه ليس له وجود جوهري بل أن البشر لقصورهم عن رؤية الخير بدأوا يخترعون ويتوهمون لأنفسهم ما لم يكن، منساقين وراء شهواتهم.
4- لأنه كما أنه إذا أغلق إنسان عينيه، والشمس ساطعة وكل الأرض مستضيئة بنورها، وتوهم الظلمة وليس لها وجود، ثم سار هائمًا كأنه في ظلام، وتعثر مرارًا، وسقط في حفر شديدة الانحدار، متوهمًا أن الدنيا مظلمة وليست منيرة، لأنه لا يرى على الإطلاق رغم توهمه بأنه يرى - هكذا أيضًا نفس الإنسان إذ تغلق عينيها اللتين بهما تستطيع رؤية الله فكرت في الشر لذاتها، وأصبحت وهي تتحرك في الشر لا تعرف أنها لا تفعل شيئًا رغم توهمًا بأنها تفعل شيئًا. لأنها تفكر في العدم، كما أنها لم تلبث بعد في طبيعتها الأصلية. ولكن الحالة التي هي فيها هي بطبيعة الحال نتيجة اختلال توازنها.
5- لأنها خُلقت لكي ترى الله، ولكي تستنير به. ولكنها عوضًا عن أن تطلب الله طلبت من تلقاء نفسها الأمور الفاسدة، وبحثت عن الظلام كما يقول الروح كتابة في مكان آخر “أن الله صنع الإنسان مستقيمًا، أما هم فطلبوا اختراعات كثيرة”(12) إذا فقد ثبت أن البشر من البدء اخترعوا أو دبروا وتوهموا الشر لأنفسهم. ولكن قد حان الوقت الآن لنقول كيف وصلوا إلى جنون عبادة الأوثان، لكي تدرك أن اختراع الأوثان ناشئ كلية لا عن الخير بل عن الشر. على أن ما ينشأ من الشر لا يمكن بأي حال أن يُسمَّى خيرًا، لأنه شر بجملته.
← انظر كتب أخرى للمترجم هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
_____
(12) (جا 7: 29).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/against-the-heathens/refuting-two-gods.html
تقصير الرابط:
tak.la/94xcfmv