إن الفساد الأدبي بين الوثنيين ناشئ عن الآلهة حسب اعتراف الجميع.
1- فالنساء مثلًا اعتدن الجلوس في الأيام القديمة في هياكل فينيقية مكرسات لآلهتها أجرة أجسادهن، متوهمات إنهن ترضين آلهتهن بالزنى، وإنهن بذلك حصلن على رضائها. أما الرجال فقد أنكروا طبيعتهم، ولم يقبلوا أن يظلوا ذكورًا بعد، بل تخفوا في شكل النساء، اعتقادًا منهم انهم بهذا يرضون ويكرمون أم آلهتهم المزعومة. على أن الجميع يعيشون حياة متسفلة، بل يتنافسون في أقذر الموبقات، وكما قال بولس، خادم المسيح المبارك(76)، “لأن إناثهم استبدلن الاستعمال الطبيعي بالذي على خلاف الطبيعة. وكذلك الذكور أيضًا تاركين استعمال الأنثى الطبيعي اشتعلوا بشهوتهم بعضهم لبعض فاعلين الفحشاء ذكورًا بذكور”.
2- ولكنهم إذ يتصرفون بهذه الكيفية وأمثالها يعترفون ضمنًا، ويبرهنون على أن حياة آلهتهم المزعومة هي على هذا المثال. لأنهم تعلموا من زفس إفساد الشباب والزنى، ومن أفروديت الدعارة، ومن ريا(77) الفجور، ومن أريس القتل، وينفر منها كل رجل عفيف. أيليق تسمية مَنْ يرتكب مثل هذه آلهة، بدلًا من اعتبارها أشد بهيمية من البهائم بسبب دعارة طرقها؟ أيليق اعتبار عابديها كائنات بشرية بدلًا من الرثاء لهم لأنهم عديموا العقل أكثر من البهائم، وعديمو الروح أكثر من الأشياء عديمة الحياة؟ لأنهم لو اعتبروا الناحية العقلية في نفوسهم لما انغمسوا في هذه الأشياء بمثل هذه الرعونة، ولما أنكروا الإله الحقيقي، أبا المسيح.
_____
(76) (رو 1: 26-27).
(77) Rhea أم الآلهة وأخت اورانيوس وزوجة كرونوس.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/against-the-heathens/immorality.html
تقصير الرابط:
tak.la/kf8grvy