مصدر بشري مماثل لآلهة اليونان بأمر ثيسيوس. العملية التي بها تصبح الخليقة الفانية آلهة.
1- على أن هذه العادة ليست حديثة، كما أنها لم تبدأ من مجلس الشيوخ للإمبراطورية الرومانية، بل بالعكس إنها سبق أن وجدت منذ القديم، ومارسها البشر -لاختراع الأصنام- من قبل لأن الآلهة التي اشتهرت منذ القديم بين اليونانيين مثل زفس وبوسيدون Poseidon وأبولو Apollo وهيفاستوس Hephaestus وهرمس، ومن أناثهم هيرا وديمتر وأثينا Athena وأرطاميس Artemis، هذه كلها اتخذت اسم الآلهة بأمر من ثيسيوس (22) الذي يحدثنا عنه تاريخ الإغريق وهكذا نرى أن الناس الذين يصدرون أوامر كهذه يموتون كبشر، ويحزن عليهم، بينما نرى أن الذين صدرت الأوامر في مصلحتهم يعبدون كآلهة. فيا له من تناقض عظيم وجنون بيِّن لأنهم مع علمهم بمن أصدر الأوامر يؤدون إكرامًا أعظم لمن صدرت من أجلهم.
2- وليت جنون عبادتهم الوثنية وقف عند حد الذكور، ولم ينحدروا بلقب الآلهة إلى الإناث. لأنهم يعبدون حتى النساء اللاتي من الخطر تدخلهن في الشئون العامة، ويؤدون لهن الإكرام الواجب لله، كأولئك اللاتي صدر بهن أمر من ثيسيوس كما تقدم، واللاتي اشتهرن بين المصريين من إيزيس والفتاة والأصغر منها (23)، وبين غيرهم أفروديت. أما أسماء غيرهن فلست أظن انه من اللائق حتى ذكرهن، لأنها مليئة بكل أنواع القبائح.
3- لأن الكثيرين -ليس في القديم فقط بل في أيامنا أيضًا- إذ فقدوا أعزاءهم أخوتهم وأقرباءهم وزوجاتهم، ونساء كثيرات مِمَّن فقدن أزواجهن، هؤلاء كلهم الذين أثبتت الطبيعة أنهم بشر فانون أقاموا ممثلين لهم(24) واخترعوا تقدمات، وقدسوهم. أما الأجيال اللاحقة فإنها إذ افتتنت بمهارة الصانع عبدوهم كآلهة، وهكذا أصبحوا متناقضين مع الطبيعة. لأنه بينما حزن آباؤهم من أجلهم دون اعتبارهم آلهة (لأنهم لو أدركوا أنهم آلهة لما حزنوا عليهم كأنهم قد هلكوا. لأن السبب في إقامة تماثيل لهم ليس لأنهم لم يعتبروهم آلهة فحسب بل أنهم لم يعتقدوا في أن لهم وجودًا على الإطلاق. ولكي يتعزوا عن عدم وجودهم بمنظرهم في التماثيل) فان الشعب الأحمق يصلي إليهم كآلهة، ويؤدون لهم الإكرام الواجب للإله الحقيقي.
4- فمثلًا في مصر لا تزال حتى اليوم مرثاة الموتى توجه لأوزيريس وهورس وتيفو وغيرهم. والقدور(25) في دودونا، والكهنة في كريت، تثبت أن زفس ليس إلهًا بل إنسانًا، وإنسانًا ولد من أب آكل لحوم البشر. والغريب أنه حتى أفلاطون الحكيم الذي يعجب به الإغريق، نراه -رغم افتخاره بمعرفته لله- ينزل مع سقراط إلى بيريه لعبادة ارطاميس التي هي بدعة من اختراع الإنسان.
← انظر كتب أخرى للمترجم هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
_____
(22) Theseus.
(23) ويحتمل النص الأصلي هذه للترجمة أيضًا (إيزيس الفتاة الأصغر).
(24) أي للذين فقدوهم.
(25) جمع قدر أي مرجل أو دست.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/against-the-heathens/greek-gods.html
تقصير الرابط:
tak.la/76njb4w