St-Takla.org  >   books  >   fr-morcos-dawoud  >   against-the-heathens
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب رسالة إلى الوثنيين للقديس أثناسيوس الرسولي (ضد الوثنيين) - القمص مرقس داود

40- الفصل السادس والثلاثون: التأمل في القوى المضادة بعضها لبعض، والتي عنها ينتج هذا النظام الحالي للخليقة

 

St-Takla.org Image: Dusk, twilight, nightfall - Basilica of Saint Francis of Assisi at night, Umbria, Italy. Consecrated on 1253. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, September 2014. صورة في موقع الأنبا تكلا: الغسق، الظلام، حلول الليل - صور كاتدرائية القديس فرنسيس الأسيزي في المساء، أسيزي، إيطاليا. أُنشئت عام 1253. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، سبتمبر 2014

St-Takla.org Image: Dusk, twilight, nightfall - Basilica of Saint Francis of Assisi at night, Umbria, Italy. Consecrated on 1253. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, September 2014.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الغسق، الظلام، حلول الليل - صور كاتدرائية القديس فرنسيس الأسيزي في المساء، أسيزي، إيطاليا. أُنشئت عام 1253. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، سبتمبر 2014

الفصل السادس والثلاثون: 1 | 2 | 3

والأغرب من كل هذا إذا ما تأملنا في القوى المضادة بعضها لبعض، والتي عنها ينتج هذا النظام الحالي.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

1- ومن ذا الذي يرى الأشياء المتنافرة في طبيعتها متحدة، ومتناسقة، كالنار مختلطة بالبرودة مثلًا، والجفاف مختلطًا بالرطوبة، دون أن تتنازع معًا، بل تكون جسمًا واحدًا كأنها متجانسة الأجزاء. من ذا الذي يرى هذا دون أن يستنتج أن هنالك شخصية خارجة عن هذه الأشياء، وهي التي أتحدتها معًا؟ من ذا الذي يرى الشتاء يفسح المجال للربيع، والربيع للصيف، والصيف للخريف، وهذه تختلف طبيعتها، لأن الواحد يسبب القشعريرة والآخر يحرق، الواحد ينعش والآخر يتلف، ومع ذلك فالكل تتوازن وتنتج خيرًا للبشرية من ذا الذي يرى هذا دون أن يدرك أن هنالك من هو أسمَى منها، يوازنها ويهديها كلها، حتى وان كان لا يراه؟

 

2- من ذا الذي يرى السحب محمولة على الهواء، وثقل الماء متكتلًا في السحب دون أن يدرك ذاك الذي جمعها إلى فوق، ورتب هذه الأشياء على هذه الحال؟ أو من ذا الذي يرى الأرض وهي أثقل من كل شيء بالطبيعة، مثبتة على المياه ولا زالت ثابتة فوق ما هو متقلقل بطبيعته، دون أن يدرك أن هنالك من خلقها ورتبها على هذه الحال، أي الله؟ من ذا الذي يرى الأرض تعطي أثمارًا في الأوقات المناسبة، والأمطار تهطل من السماء، وفيضان الأنهار، وتفجر الينابيع، وتوالد الحيوانات من آباء غير متشابهة، وهذه الأشياء تحدث لا في كل الأوقات، بل في فصول معينة، وبصفة عامة بين أشياء متنافرة ومضادة بعضها للبعض ولكنها تتوازن وتتوافق معًا - من ذا الذي يرى هذا ويستطيع مقاومة هذا الاستنتاج أن هنالك “قوة” تنظمها وتديرها، وترتب الأشياء حسنًا حسبما تراه مناسبًا؟

 

3- لأنها لو تركت لنفسها لما أمكنها البقاء، بل حتى لما أمكنها الظهور بسبب مخالفتها بعضها لبعض بالطبيعة. فالماء بطبيعته ثقيل، ويميل للانسكاب إلى أسفل، بينما السحب خفيفة وتدخل في دائرة الأشياء التي تميل أن تحلق وتصعد إلى فوق. ومع ذلك فإننا نرى الماء - وهو ثقيل يحمل في السحب إلى فوق. كذلك أيضًا الأرض ثقيلة جدًا، بينما المياه خفيفة نسبيًا، ومع ذلك فالأثقل محمول على الأخف، والأرض لا تغرق بل هي باقية لا تتزعزع. والذكر والأنثى ليس واحدًا، ومع ذلك فإنهم يتحدان معًا، والنتيجة هي تناسل الحيوان الذي يخرج من كليهما مشابهًا لهما. وبالإيجاز أن البرودة مضادة للحرارة، والرطوبة تحارب الجفاف، ومع ذلك فإنها تجتمع معًا دون أي نزاع، بل تتفق، وتنتج جسمًا واحدًا، ويتولد منها كل شيء.

← انظر كتب أخرى للمترجم هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/against-the-heathens/contemplation.html

تقصير الرابط:
tak.la/hf9n53g