وأيضًا قال ذلك اليهودي للمخلص "إن كنت تقول بأن كل إنسان صار ابنا لله بعناية إلهية، فما هو الفرق بينك وبين أي إنسان آخر"؟(22). ونحن نرد عليه بأن كل إنسان لا يخضع بعد للخوف كمؤدب له، كما يعبر الرسول بولس (غل 3: 24- 25)، بل يختار ما هو صالح له، هو ابن الله. أما يسوع فهو أسمى جدًا من أي إنسان يدعى ابن الله بسبب فضيلته، فإنه هو أصل ونبع كل الفضائل. وهاك كلمات الرسول بولس (وأنتم لم تأخذوا روح العبودية أيضًا للخوف بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا أبا الآب) (رو 8: 15).
ثم يقول يهودي كلسس (لكن ألوفًا يكذبون يسوع، مؤكدين أن النوبيات التي طبقت عليه تتحدث عنهم) ونحن لا ندري إن كان كلسس قد عرف أي أشخاص جاءوا إلى هذا الحياة وأرادوا أن يقتدوا بيسوع ويعطوا أنفسهم لقب أبناء الله، أو (قوة الله) (أع 8: 10). وطالما كنا ندرس هذا الموضوع بأمانة فإننا نقول إنه كان بين اليهود -قبل ميلاد المسيح- شخص يدعى ثوداس قال عن نفسه إنه شيء.. وجميع الذين خدعهم تبددوا بعد موته. بعد هذا قام يهوذا الجليلي في أيام الاكتتاب (الأيام التي ولد فيها يسوع) وأزاغ وراءه شعبًا غفيرًا من اليهود) كأنه رجل حكيم جاء بتعليم جديد. وعندما لقى هو أيضًا قصاص الموت، تلاشى تعليمه ولم يبق إلا عند أشخاص قليلين جدًا خاملين (أع5: 26- 27).
وبعد أيام يسوع على الأرض أراد أيضًا دوسيثيوس Dositheus السامري أن يقنع السامريين بأنه هو المسيح الذي تنبأ عنه موسى، وبدا بأنه استمال بعض الناس بتعليمه. لكن يحسن بنا أن نقتبس القول الحكيم جدًا الذي نطق به غمالائيل، المدون في سفر أعمال الرسل -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى- لنبين بأن أولئك الأشخاص لم يكن لديهم أي دخل في الوعد، ولم يكونوا أبناء الله، ولا قواته، أما يسوع المسيح فهو حقًا ابن الله. وهاك ما قاله غمالائيل (إن كان هذا الرأي أو هذا التعليم من الناس فسوف ينتقض) كما انتقض تعليمهم بعد موتهم، (وإن كان من الله فلا تقدرون أن تنقضوا تعليم هذا الإنسان. لئلا توجدوا محاربين لله أيضا) (أع5: 38- 39).
ولقد أراد سيمون الساحر السامري أيضًا أن يجذب إليه بعض الناس بسحره، ونجح وقتيًا في تضليله (أع8: 9- 11). واعتقد أنه لا يمكن أن يوجد الآن في العالم من أتباع سيمون ثلاثين، ولعلّي بالغت في عددهم، يوجد عدد قليل جدًا منهم في فلسطين، بينما لا يوجد له ذكر في سائر أرجاء العالم، مع أنه كان يطمع بأن تنتشر سمعته في كل العالم. وحيثما ذكر اسمه فلا يذكر إلا من سفر أعمال الرسل، والوحيدون الذين يتحدثون عنه هم المسيحيون، بينما تشهد الحقائق بوضوح أن سيمون لم يكن فيه شيء روحي.
_____
(22) هذه قد تعنى "إن كنت تقول إن كل إنسان مولود بترتيب العناية الإلهية يصير ابنًا لله".. إلخ.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/against-celsus/sonship.html
تقصير الرابط:
tak.la/8nqda93