ولنلاحظ أيضًا كيف فكر في الحط من شأن آدابنا الأخلاقية، زاعمًا أنه يشترك معنا فيها الفلاسفة الآخرون، وليست تعليمًا جديدًا وقورًا. وردًا على هذا نقول إنه كان مستحيلًا على من يعترفون بدينونة الله العادلة أن يؤمنوا بقصاص الخطايا إلا إذا كان لكل الناس فكرة سليمة عن المبادئ الأدبية وفقًا للآراء العامة. فليس مما يدعو للدهشة إذن أن يكون الله قد غرس في قلوب كل الناس تلك الحقائق التي علمها بالأنبياء وبالمخلص، لكي يكون كل إنسان بلا عذر يوم الدينونة الإلهية، إذ أن "مطالب الناموس مكتوبة في قلبه" (رو2: 15). وهذه حقيقة أشار إليها الكتاب المقدس بطريقة خفية، الأمر الذي يعتبره اليونان أسطورة خرافية، عندما قال بأن الله كتب الوصايا بأصبعه، وأعطاها لموسى، تلك التي حطمها بسبب شر عبدة العجل، كأن طوفان الشر قد اكتسحهم
لكن موسى إذ نحت لوحين من حجر كتب الله الوصايا مرة أخرى، وأعطاها له، كأن الكلمة النبوية أعدت النفس، بعد الاعتداء الأول، لكي يكتب الله مرة أخرى.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/against-celsus/mirror.html
تقصير الرابط:
tak.la/t32x78s