بعد هذا تعمد -لسبب غير معلوم- أن يتجنب أقوي حجة تؤيد سلطان يسوع، أي أن أنبياء اليهود، موسي والذين جاءوا بعده، وحتى الذين كانوا قبله، تنبأوا عنه وأعتقد أنه فعل هذا لعجزه عن تفنيد هذه الحجة. فإنه لا اليهود ولا أية شيعة أخرى يرفضون الاعتراف بأن الأنبياء تنبأوا عن المسيا. لكن لعله لم يعرف حتى النبوات المتعلقة بيسوع. ولو كان قد أدرك ما يؤكده المسيحيون أنه كان هنالك أنبياء كثيرون تنبأوا عن مجيء المخلص لما كان قد وضع في ذلك اليهودي تلك الأقوال التي تليق بالحري بسامري أو صدوقي.
إن اليهودي الذي قُدّم كشخصية وهمية لم يكن ممكنًا أن يقول «لكن نبي قال مرة في أورشليم إن ابن الله سوف يأتي "ليجازي الأطهار ويعاقب الأشرار"». إن مَن تنبأ عن يسوع لم يكن نبيًا واحدًا. وحتى إن قال السامريون والصدوقيون -الذين لا يقبلون إلا كتب موسي- إن تلك الكتب تنبأت عن المسيا، فإن النبوة -حتى في هذه الحالة- لم ينطق بها في أورشليم التي لم يكن لها ذكر بعد في أيام موسي. إنني أود لو كان كل مقاومي الإنجيل يجهلون لا مجرد حقائق الكتاب المقدس بل مجرد نصوصه، ويهاجمون المسيحية بكيفية تجعل حجتهم تفقد معقوليتها فتجعل غير الثابتين، الذين "يُؤْمِنُونَ إِلَى حِينٍ" (لو 8: 13 ومر 4: 17) يرتدون لا عن إيمانهم، بل عن إيمانهم الضعيف. واليهودي لا يعترف بأن «نبيًا معينًا قال إن ابن الله يأتي». فالذي يقولونه هو إن مسيح الله يأتي.
والواقع إنهم طالما شددوا الحديث في مواضيع عن هذا اللقب، لقب ابن الله، قائلين إنه لا يوجد شخص كهذا، وإن الأنبياء لم يذكروا عنه شيئًا. ونحن لا نقول إنه لم يذكر ابن الله في النبوات، لكننا نؤكد أنه لا يليق بصفات اليهودي - الذي لا يعترف بشيء من هذا القبيل - أن ينسب إليه هذه الكلمات «قال نبي مرة في أورشليم إن ابن الله سوف يأتي».
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/against-celsus/messiah.html
تقصير الرابط:
tak.la/gcdv9h6