وإذ شك كلسس في أن الأعمال العظيمة التي تممها يسوع يمكن إظهارها ونحن لم نذكر عنها إلا القليل مع أن هنالك الكثير جدًا، فقد ادعى بأنه يسلم أن الكتاب المقدس قد يكون صادقًا عندما يتحدث عن (معجزات الشفاء، أو الإقامة من الموت، أو إشباع أشخاص كثيرين من خمسة أرغفة، وفضل عنهم كسر كثيرة، أو عن أقاصيص أخرى غريبة رواها تلاميذه) حسب زعمه، ثم استمر يقول (تعال، ودعنا نصدق بأنك أجريت حقًا هذه المعجزات).
وفي الحال وضعها في مستوى واحد مع (أعمال السحرة الذين يدعون بأنهم يجرون معجزات عجيبة، وأعمال الذين علمهم المصريون، الذين من أجل دُريهمات يكشفون حكمتهم المقدسة في وسط الأسواق ويخرجون الأرواح من الناس، ويشفون الأمراض، ويستحضرون أرواح الأبطال، ويولمون ولائم فاخرة، ويبسطون موائد الطعام والفطائر والأطعمة التي ليس لها وجود، ويجعلون الأشياء تتحرك كأنها حية مع أنها ليست كذلك، لكنها إنما تبدو هكذا في أوهامهم). ثم قال "وإن كان هؤلاء الأشخاص يجرون هذه العجائب أفينبغي أن نعتبرهم أبناء الله؟ أو هل ينبغي أن نقول إنها هي تصرفات أشخاص أشرار حل فيهم روح شرير"؟
وأنتم ترون أنه بهذه الكلمات يعلن مصادقته على يقينية السحر. ولست أدري إن كان هو نفس الشخص الذي كتب عدة كتب ضد السحر. لكنه نظرًا لأنه تصادف أن هذا يخدم قصده، فقد قارن بين الروايات التي تروي عن يسوع وبين أقاصيص السحر. كان يمكن عمل هذه المقارنة لو كان في بداية الأمر قد أعطي برهانًا كافيًا عن مماثلتهم لمن يستخدمون الخداع.
والواقع إنه لا يوجد ساحر يستخدم حيله لكي يدعو المتفرجين إلى الإصلاح الأدبي، أو يعلم -بخوف الله- أناسًا ذهلوا مما رأوا، أو يحاول إقناع المتفرجين لكي يعيشوا كأناس سوف يدينهم الله. إن السحرة لا يفعلون شيئًا من هذا، لأنهم لا تتوفر لديهم المقدرة ليفعلوه، ولا الإرادة. وهم كذلك لا يبالون بإصلاح حياة الناس، لأنهم هم أنفسهم مشحونون بأقبح وأشنع الخطايا. ألم يكن خليقًا بمن صنع المعجزات ليدعو من نظروها لإصلاح حياتهم الأدبية – ألم يكن خليقًا به أن يبرز نفسه مثلًا أعلى لأسمى حياة، ليس فقط لتلاميذه المخلصين، بل أيضًا للباقين؟ هذا ما فعله يسوع لكي يكرس تلاميذه أنفسهم لتعليم الناس حسب إرادة الله -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى- ولكي تكون كل تصرفات الآخرين وفق مشيئة الله العلي، أولئك الآخرين الذين تعلموا -إما بتعليمه، أو بحياته الأدبية، أو بمعجزاته- الطريق الصحيح لكي يعيشوا.
وطالما كانت حياة يسوع بهذه الكيفية فكيف يمكن لأي واحد أن يقارنه بتعقل بتصرفات السحرة دون أن يؤمن بأنه -حسب وعد الله- هو الله الذي ظهر في جسد بشري من أجل خير جنسنا؟
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/against-celsus/magic.html
تقصير الرابط:
tak.la/shvjb3f