St-Takla.org  >   books  >   fr-morcos-dawoud  >   against-celsus
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب العلامة أوريجانوس والرد على كلسس - القمص مرقس داود

64- الفصل الحادي والستون: تآمر هيرودس لقتل المسيح

 

St-Takla.org Image: Massacre of the Innocents: Herod orders the killing of the infant children (Matthew 2: 16-18) - from "Treasures of the Bible" book, by Henry Davenport Northrop, D.D., 1894 صورة في موقع الأنبا تكلا: مذبحة الأطفال الأبرياء: هيرودس الملك يأمر بقتل أطفال بيت لحم (مت 16:2-18) - من كتاب "كنوز الإنجيل"، لـ هنري دافينبورت نورثروب، د. د.، 1894

St-Takla.org Image: Massacre of the Innocents: Herod orders the killing of the infant children (Matthew 2: 16-18) - from "Treasures of the Bible" book, by Henry Davenport Northrop, D.D., 1894

صورة في موقع الأنبا تكلا: مذبحة الأطفال الأبرياء: هيرودس الملك يأمر بقتل أطفال بيت لحم (مت 16:2-18) - من كتاب "كنوز الإنجيل"، لـ هنري دافينبورت نورثروب، د. د.، 1894

 لا يدعو إلى الدهشة أن هيرودس تآمر ضد الطفل، رغم أن يهودي كلسس لم يرد أن يؤمن بأن هذا حدث فعلًا. لأن الشر قوة عمياء، وإذ يتوهم بأنه أقوى من مصير الإنسان يفكر في التغلب عليه. كانت هذه هي حال هيرودس. فقد اعتقد بأن ملك اليهود قد ولد، ومع ذلك تصرف بما لا يتفق مع هذا الاعتقاد. لم ير بأنه إما أن يكون ملكًا ولا بد أن يملك بأي حال من الأحوال، أو إنه لا يملك ولذلك فمن العبث أن يقتله. وبناء على هذا فإنه إذ رغب في قتله صار خاضعًا لنوازع متعارضة بسبب شره، واندفع وراء الشيطان الأعمى الشرير، الذي تآمر من البدء على المخلص، إذ كانت له فكرة بأن يسوع سوف يصير شخصية عظيمة. لذلك فإن الملاك الذي يتطلع على مجرد الحوادث، حتى وإن لم يؤمن كلسس بهذا، حذر يوسف وأمره بأن يهرب بالصبي وأمه إلى مصر.

 لكن هيرودس قتل كل أطفال بيت لحم وتخومها -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى- قاصدًا بهذا أن يشمل القتل ذاك الذي ولد ملكا لليهود وهو لم ير تلك القوة التي لا تنعس ولا تنام التي تحرس مَن يستحقون الحماية والحفظ لخلاص البشر.

 كان يسوع هو أول هؤلاء، لأنه أعظم الجميع في المجد والسمو فقد كان لا بد أن يكون ملكًا، لا بالطريقة التي تخيلها هيرودس، بل لأنه كان لائقا أن يعطيه الله ملكوتًا لخير الذين يملك عليهم، لأنه كان مزمعًا أن يغدق على رعاياه خيرات ليست بقليلة، بل يهذبهم ويرشدهم بنواميس إلهية حقيقية.

 ويسوع أيضا عرف هذا، وأنكر بأنه سيكون ملكًا بالمعنى الذي توقعته الجموع. ونادى بأن مملكته لها صفة خاصة قائلًا (مملكتي ليست من هذا العالم لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا أسلم إلى اليهود. ولكن الآن ليست مملكتي من هذا العالم) (يو18: 26).

 ولو كان كلسس قد رأي هذا لما كان قد قال (إن كان هيرودس قد فعل هذا لكي لا تملك بدلا عنه متى كبرت، فلماذا لم تملك عندما كبرت، لكنك كنت تتجول مستعطيا بكيفية مزرية مع أنك ابن الله، تموت من الخوف، وتهيم على وجهك هنا وهنالك في فاقة شديدة)؟

 لكنه ليس بالأمر المزري، الحرص على تجنب الأخطار، لا خوفًا من الموت، بل من أجل تقديم المساعدة للآخرين بالاستمرار في الحياة إلى أن يحين الوقت الذي كان يليق بذاك الذي اتخذ لنفسه الطبيعة البشرية أن يموت موتًا طبيعيًا أغدق الخير على الجنس البشرى. هذا أمر واصح لكل مَن أدرك أن يسوع مات عن البشر. ولقد تحدثنا في المناقشات السابقة عن الموضوع بقدر استطاعتنا.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/against-celsus/herod.html

تقصير الرابط:
tak.la/23wztq6