بعد هذه الأقوال أشار كلسس إلي أنه يتفق مع من يعتقدون بأن العالم غير مخلوق، وذلك لرغبة خفية بأن يشكك في رواية موسى عن الخليقة التي تنادي بأن عمر العالم لم يصل بعد إلي عشرة آلاف سنة بل أقل من ذلك كثيرًا، بينما كان يخفي رغبته. فإنه إذ أكد بأنه كانت هنالك منذ الأزل حرائق كثيرة وفيضانات كثيرة، وأن الطوفان الذي حدث أخيرًا في عصر (ديوكاليون) Deucalion حديث العهد نسبيًا، أعلن بوضوح للقادرين علي فهمه أن العالم -في رأيه- غير مخلوق.
لكن ليخبرنا هذا المهاجم للإيمان المسيحي عن تلك الحجج التي اضطرته لقبول تلك الأقوال بأنه كانت هنالك حرائق كثيرة وطوفانات كثيرة، وأن الطوفان الذي حدث في عصر ديوكاليون، والحريق الذي حدث في عصر فيثون Phaethon كانا أكثر حداثة من غيرهما. وإذا قدم محاورات أفلاطون كدليل علي هذه الأمور فإننا نقول له إنه من المسموح لنا نحن أيضًا أن نؤمن بأنه كان يسكن في نفس موسى الطاهرة النقية روح إلهي أسمى من كل المخلوقات، واتحد(10) مع خالق المسكونة، وأعلن الإلهيات بوضوح أكثر من أفلاطون أو الحكماء الآخرين الذين عاشوا بين اليونانيين والرومانيين. وإذا ما طلب منا أدلتنا عن هذا الإيمان فليقدم هو أولًا الأساسات التي بني عليها اعتقاداته الواهية، وبعدئذ نبين أن رأينا هذا هو الصحيح.
_____
(10) united himself to the Creator - توضيح من الموقع: يقصد أنه كانت روح الله فيه، وكان يوضح مشيئة الله للناس - تم تعديل الكلمة الأصلية من الكتاب من "اتحده" إلى "اتحد".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/against-celsus/creation.html
تقصير الرابط:
tak.la/dj6s9tv