وإن كانت هنالك نفس معينة، لأسباب غامضة، لا تستحق أن توجد في جسد كائن خالٍ خلوًا تامًا من العقل، أو في جسد كائن عاقل لكن الجسد فظيع جدًا، بحيث لا يستطيع العقل أن يؤدي وظيفته في جسد بهذا التكوين، فالرأس لا تتناسب مع سائر الأعضاء لصغر حجمها جدًا، وإن وجدت هنالك نفس أخري تحتل جسدًا بحيث تكون أقل تفكير من غيرها، وإن وجدت أيضا نفس أخري يكون جسدها غير قادر علي تقبل قوة التفكير، فلماذا لا توجد أيضًا نفس تتقبل جسدًا معجزيًا ذا صفات يشترك فيها أجساد سائر البشر، لكي يتنقل في الحياة مثلها لكنه يسمو عليها، بحيث تبقى النفس غير ملوثة بالخطية؟
وإن وجدت هنالك أية صحة في عقيدة علماء الفراسة أن زوبيروس Zopyrus أو لوكسوس Loxus أو بولمون Polemon، أو أي واحد ممن كتبوا في هذا الموضوع، وممن يعترفون بأنهم يعرفون بكيفية عجيبة أن كل الأجساد تلاءم عادات النفوس، أكان ينبغي أن يوجد لتلك النفس، التي كان يجب أن تعيش بين البشر بقوة معجزية وتتمم أعمالًا عظيمة، جسد يتكون كما يتوهم كلسس - من عملية الزنى بين بانثيرا والعذراء، لا شك في أنه كان يجب أن ينشأ من معاشرة دنسة كهذه شخص أحمق يسئ للبشرية، ويعّلم الدنس والفجور وسائر الشرور الأخرى، بدلا من أن يعّلم العفة والبر وسائر الفضائل الأخرى.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/against-celsus/conception.html
تقصير الرابط:
tak.la/y7kxkxc