St-Takla.org  >   books  >   fr-morcos-dawoud  >   against-celsus
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب العلامة أوريجانوس والرد على كلسس - القمص مرقس داود

28- الفصل الخامس والعشرون: أسماء المسيح وأسماء الآلهة المزيفة

 

ولعل الخطر الناشئ من أن يحط المرء من قدر اسم "الله"، أو "الصالح" بإطلاقهما على أشياء غير لائقة، لا يقل عن الخطر الناشيء من تغيير الأسماء التي تتفق طبيعتها مع مبدأ سري معين، وإطلاق أسماء الأشياء الأدنى علي الأشياء الاسمي والعكس. وأنا لا أود أن أطيل الشرح في أنه عندما يذكر اسم زفس يُسمع في نفس الوقت اسم ابن كرونوس وريا Kronos and Rhea، واسم زوج هيرا Hera، واسم شقيق بوسيدون Poseido، واسم والد أثيني Athene، واسم أرطاميس Artemis الذي أرتكب جريمة الفسق مع ابنته يرسيفون Persephone. ولا أود التحدث عن أن أبولو ذكر بعد ذلك مباشرة ابن ليتو وزفس، وشقيق أرطاميس، وشقيق هرمس Hermes، وهكذا الحال مع كل الأسماء الأخرى، التي اخترعها هؤلاء الحكماء أتباع كلسس، الذين ابتدعوا هذه الآراء، واللاهوتيون اليونانيون هؤلاء. لأنه ما هي الأساسات التي يبني عليها أنه يليق بأن يسمي زفس، وفي نفس الوقت لا يذكر بأن أباه هو كرونوس، وأمه هي ريا؟ وتنطبق نفس الحجة على كل الآخرين الذين يدعون آلهة.

St-Takla.org Image: "And she will bring forth a Son, and you shall call His name Jesus, for He will save His people from their sins" (Matthew 1:21) - Arabic Bible Verse صورة في موقع الأنبا تكلا: نص آية: "فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع. لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" (متى 1: 21)

St-Takla.org Image: "And she will bring forth a Son, and you shall call His name Jesus, for He will save His people from their sins" (Matthew 1:21) - Arabic Bible Verse

صورة في موقع الأنبا تكلا: نص آية: "فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع. لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" (متى 1: 21)

لكن هذه التهمة لا تنطبق مطلقًا علي من ينسبون -لسبب سري- كلمة صاباؤوت (رب الجنود)، أو أدوناي (الرب)، أو أي اسم من الأسماء الأخرى، لله الحق.

وعندما يقدر المرء أن يتفلسف بصدد أسرار الأسماء فإنه يجد الكثير ليقوله عن ألقاب ملائكة الله، الذين دعي أحدهم ميخائيل، والآخر جبرائيل، والآخر رافائيل، وفقًا للمهام التي يقومون بها في العالم، ووفقًا لإرادة إله الكل.

وثمة فلسفة مماثلة للأسماء تنطبق أيضا علي ربنا يسوع، الذي وُجد أن اسمه طرد -بكيفية لا تخطئ- ربوات من الأرواح الشريرة من نفوس وأجساد البشر -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى- وكانت عظيمة جدًا تلك القوة التي أظهرها في مَن طردت منهم تلك الأرواح.

وما دمنا لازلنا في صدد موضوع الأسماء فيجب أن نذكر أن الذين برعوا في استخدام التعزيم يذكرون بأن النطق باسم هذا التعزيم يقدر أن يفعل ما يعترف السحر بأنه يفعله. لكن عندما يترجم إلي أية لغة أخرى فيلاحظ بأنه يصير ضعيفًا وعديم التأثير. وهكذا لا تكون للأشياء المعينة قوة معينة لهذا الغرض أو ذاك، بل لصفات وخاصيات الكلمات.

وعلى مثل هذه الأساسات ندافع عن تصرفات المسيحيين عندما يجاهدون حتى الموت رافضين أن يدعوا باسم زفس، أو يطلقوا عليه أي أسم من أية لغة أخرى. إما أن يستخدموا الاسم الشائع "الله" بدون تحديد أو يضيفوا إليه أية إضافة أخري مثل "خالق كل الأشياء" أو "خالق السماء والأرض"، ذاك الذي أرسل إلي الجنس البشري أولئك الرجال الصالحين، الذين إذ أضيف إلى أسمائهم اسم الله صنعت قوات بين البشر.

ويمكن أن يذكر أيضًا أكثر من هذا عن موضوع الأسماء ضد من يظنون أننا يجب أن لا نبالي باستخدامنا إياها. وإن كانت ملاحظة أفلاطون في كتابه «فيلبس Philebus» تزعجنا عندما يقول «إن خوفي يابروتاجوراس Protagoras، بصدد أسماء الآلهة ليس هينًا»، إذ رأي أن فيلبس في مناقشته مع سقراط دعا اللذة «إلهًا»، فكيف لا نمتدح تقوي المسيحيين الذين لا يطلقون علي خالق العالم أي اسم من الأسماء المستخدمة في الميثولوجيات (أساطير أو خرافات الأقدمين).

وإلي هنا نكتفي بما ذكر في هذا الموضوع.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/against-celsus/christ-names.html

تقصير الرابط:
tak.la/b9vbzdm