ولكن لئلا يبدو -بسبب كلمة عبرانية- أننا نحاول إقناع من يعجزون عن الجزم في التصديق أو عدم التصديق بأن هذا الشخص كان يجب أن يولد من عذراء لأن هذه العبارة "اَللهُ مَعَنَا" قيلت وقت ولادته فلنصل إلى هدفنا من الكلمات نفسها. فقد قيل إن الرب قال لآحاز "«اُطْلُبْ لِنَفْسِكَ آيَةً مِنَ الرَّبِّ إِلهِكَ. عَمِّقْ طَلَبَكَ أَوْ رَفِّعْهُ إِلَى فَوْق»." (إش 7: 11). بعد ذلك أعطيت الآية "هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا" (إش 7: 14). ولو كانت التي تحبل وتلد هي شابة، لا عذراء، فأي نوع من الآية في هذا؟
وأي من الاثنتين تليق بأن تكون أمًّا لعمانوئيل (أي الله معنا) هل هي المرأة التي تتصل برجل وتحبل حسب عادة النساء، أم تلك التي لا تزال عذراء طاهرة عفيفة؟ يقينًا إنه لا يليق إلا بالأخيرة أن تلد من يقال عند ولادته "الله معنا". وإن كان تحامله عنيفًا جدًا حتى قال إن الأمر صدر لآحاز "اُطْلُبْ لِنَفْسِكَ آيَةً مِنَ الرَّبِّ إِلهِكَ" سألناه نحن بدورنا: مَن هي تلك التي في عصر آحاز ولدت ابنًا قيل عنه وقت ولادته إنه "عمانوئيل أي الله معنا"؟ وإن لم توجد، فواضح أن ما قيل لآحاز قيل لبيت داود، لأنه مكتوب أن المخلص ولد من بيت داود حسب الجسد، وقد قيل عن هذه الآية "في العمق أو في العلو" طالما "اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ الَّذِي صَعِدَ أَيْضًا فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ، لِكَيْ يَمْلأَ الْكُلَّ." (أف 4: 10). وهذه الحجج أقدمها ضد اليهودي الذي يؤمن بالنبوات.
وليقل لي الآن كلسس، أو أي واحد ممن يدينون بآرائه، ماذا يعنيه النبي بهذه الأقوال التي نطق بها عن المستقبل، أو تلك الأخرى الواردة بالنبوات؟ هل كان متطلعًا إلي المستقبل أم لا؟ وإن كان قد تطلع إلي المستقبل فقد كان الأنبياء ملهمين بإلهام إلهي. وإن لم يكن قد تطلع إلى المستقبل فليفسر لنا المعنى الذي قصده ذاك الذي تكلم هكذا بجرأة عن المستقبل، والذي كان موضوع إعجاب اليهود بسبب مواهبه النبوية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/against-celsus/birth.html
تقصير الرابط:
tak.la/nnax7w8