موسى كاتِب التوراة:-
أولًا:
موسى النبي، هو الأقدر والأنسب والأفضل لكتابة التوراة، لأنه تهذب بكل حكمة المصريين، واختاره الله ليكون نبيه، وكليمه، وصديقه، ولم يوجد مثله في الأرض كلها. ولأنه كان جزءًا لا يتجزأ من تاريخ التوراة (سفر التكوين - الخروج - اللاويين - العدد - التثنية).
ثانيًا:
نسَب التلمود، وكل معلمي اليهود، الكتب الخمس الأولى -التوراة- إلى موسى، وأطلق عليها "كتب موسى" أو "موسى" فقط.
ثالثًا:
نسَب مؤرخو العهد الجديد أيضًا، مثل فيلو، ويوسيفوس، كتب التوراة إلى موسى بدون أدنى إشارة لشخص آخر.
رابعًا:
كتب سفر الخروج تفاصيل عن أماكن في سيناء يعجز أي إنسان عن وصفها بدقة جغرافية إن لم يكن عاش هناك سنوات طويلة مثلما عاش موسى 40 سنة في سيناء، قبل الخروج.
خامسًا:
أعلن الوحي الإلهي بصراحة ووضوح أن موسى النبي هو الكاتب:
+ "فَكَتَبَ مُوسَى جَمِيعَ أَقْوَالِ الرَّبِّ بَكَّرَ فِي الصَّبَاحِ وَبَنَى مَذْبَحًا فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ، وَاثْنَيْ عَشَرَ عَمُودًا لأَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ" (خر 24: 4).
+ "هذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمَ بِهِ مُوسَى جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ، فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ، فِي الْبَرِّيَّةِ فِي الْعَرَبَةِ، قُبَالَةَ سُوفَ، بَيْنَ فَارَانَ وَتُوفَلَ وَلاَبَانَ وَحَضَيْرُوتَ وَذِي ذَهَبٍ" (تث 1: 1).
+ "وَهذِهِ هِيَ الشَّرِيعَةُ الَّتِي وَضَعَهَا مُوسَى أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ" (تث 4: 44).
+ "وَكَتَبَ مُوسَى مَخَارِجَهُمْ بِرِحْلاَتِهِمْ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ. وَهذِهِ رِحْلاَتُهُمْ بِمَخَارِجِهِمْ" (عدد 33: 2).
+ "هذِهِ هِيَ كَلِمَاتُ الْعَهْدِ الَّذِي أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى أَنْ يَقْطَعَهُ مَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي أَرْضِ مُوآبَ، فَضْلًا عَنِ الْعَهْدِ الَّذِي قَطَعَهُ مَعَهُمْ فِي حُورِيبَ" (تث 29: 1)
سادسًا:
أعلن يشوع تلميذ موسى، أن موسى هو الذي كتبها وأوحى بها، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. "إِنَّمَا كُنْ مُتَشَدِّدًا، وَتَشَجَّعْ جِدًّا لِكَيْ تَتَحَفَّظَ لِلْعَمَلِ حَسَبَ كُلِّ الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَمَرَكَ بِهَا مُوسَى عَبْدِي. لاَ تَمِلْ عَنْهَا يَمِينًا وَلاَ شِمَالًا لِكَيْ تُفْلِحَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ. لاَ يَبْرَحْ سِفْرُ هذِهِ الشَّرِيعَةِ مِنْ فَمِكَ، بَلْ تَلْهَجُ فِيهِ نَهَارًا وَلَيْلًا، لِكَيْ تَتَحَفَّظَ لِلْعَمَلِ حَسَبَ كُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهِ. لأَنَّكَ حِينَئِذٍ تُصْلِحُ طَرِيقَكَ وَحِينَئِذٍ تُفْلِحُ" (يش 1: 7-8).
سابعًا:
ذكر المسيح -له المجد- أن موسى كتب، ونسب التوراة لموسى النبي، وكذلك نسبها الآباء الرسل من بعده:
+ "لأَنَّ مُوسَى قَال: "أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، وَمَنْ يَشْتِمُ أَبًا أَوْ أُمًّا فَلْيَمُتْ مَوْتًا" (مر 7: 10).
+ "يَا مُعَلِّمُ، كَتَبَ لَنَا مُوسَى: إِنْ مَاتَ لأَحَدٍ أَخٌ وَلَهُ امْرَأَةٌ، وَمَاتَ بِغَيْرِ وَلَدٍ، يَأْخُذُ أَخُوهُ الْمَرْأَةَ وَيُقِيمُ نَسْلًا لأَخِيهِ" (لو 20: 28).
+ "فَإِنَّ مُوسَى قَالَ لِلآبَاءِ: إِنَّ نَبِيًّا مِثْلِي سَيُقِيمُ لَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ مِنْ إِخْوَتِكُمْ. لَهُ تَسْمَعُونَ فِي كُلِّ مَا يُكَلِّمُكُمْ بِهِ" (أع 3: 22).
ثامنًا:
أنبياء العهد القديم، نسبوا التوراة لموسى بدون استثناء وحيد:
+ "اِحْفَظْ شَعَائِرَ الرَّبِّ إِلهِكَ، إِذْ تَسِيرُ فِي طُرُقِهِ، وَتَحْفَظُ فَرَائِضَهُ، وَصَايَاهُ وَأَحْكَامَهُ وَشَهَادَاتِهِ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى، لِكَيْ تُفْلِحَ فِي كُلِّ مَا تَفْعَلُ وَحَيْثُمَا تَوَجَّهْتَ" (1مل 2: 3).
+ "وَلكِنَّهُ لَمْ يَقْتُلْ أَبْنَاءَ الْقَاتِلِينَ حَسَبَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ شَرِيعَةِ مُوسَى، حَيْثُ أَمَرَ الرَّبُّ قَائِلًا: «لاَ يُقْتَلُ الآبَاءُ مِنْ أَجْلِ الْبَنِينَ، وَالْبَنُونَ لاَ يُقْتَلُونَ مِنْ أَجْلِ الآبَاءِ. إِنَّمَا كُلُّ إِنْسَانٍ يُقْتَلُ بِخَطِيَّتِهِ»" (2 مل 14: 6).
+ "وَعِنْدَ إِخْرَاجِهِمِ الْفِضَّةَ الْمُدْخَلَةَ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ، وَجَدَ حِلْقِيَا الْكَاهِنُ سِفْرَ شَرِيعَةِ الرَّبِّ بِيَدِ مُوسَى" (2 أخ 34: 14).
+ "وَقَامَ يَشُوعُ بْنُ يُوصَادَاقَ وَإِخْوَتُهُ الْكَهَنَةُ، وَزَرُبَّابِلُ بْنُ شَأَلْتِئِيلَ وَإِخْوَتُهُ، وَبَنَوْا مَذْبَحَ إِلهِ إِسْرَائِيلَ لِيُصْعِدُوا عَلَيْهِ مُحْرَقَاتٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى رَجُلِ اللهِ" (عزرا 3: 2).
+ "لَقَدْ أَفْسَدْنَا أَمَامَكَ، وَلَمْ نَحْفَظِ الْوَصَايَا وَالْفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ الَّتِي أَمَرْتَ بِهَا مُوسَى عَبْدَكَ" (نحميا 1: 7).
+ "وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَعَدَّى عَلَى شَرِيعَتِكَ، وَحَادُوا لِئَلاَّ يَسْمَعُوا صَوْتَكَ، فَسَكَبْتَ عَلَيْنَا اللَّعْنَةَ وَالْحَلْفَ الْمَكْتُوبَ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى عَبْدِ اللهِ، لأَنَّنَا أَخْطَأْنَا إِلَيْهِ" (دا 9: 11).
+ "ذْكُرُوا شَرِيعَةَ مُوسَى عَبْدِي الَّتِي أَمَرْتُهُ بِهَا فِي حُورِيبَ عَلَى كُلِّ إِسْرَائِيلَ. الْفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ" (مل 4: 4).
تاسعًا:
كتب بولس الرسول:
+ "لأَنَّ مُوسَى يَكْتُبُ فِي الْبِرِّ الَّذِي بِالنَّامُوسِ: «إِنَّ الإِنْسَانَ الَّذِي يَفْعَلُهَا سَيَحْيَا بِهَا»." (رو 10: 5). ناسبًا كلام التوراة إلى موسى.
+ "لكِنِّي أَقُولُ: أَلَعَلَّ إِسْرَائِيلَ لَمْ يَعْلَمْ؟ أَوَّلًا مُوسَى يَقُولُ: «أَنَا أُغِيرُكُمْ بِمَا لَيْسَ أُمَّةً. بِأُمَّةٍ غَبِيَّةٍ أُغِيظُكُمْ»." (رو 10: 19).
+ "فَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ مُوسَى: «لاَ تَكُمَّ ثَوْرًا دَارِسًا». أَلَعَلَّ اللهَ تُهِمُّهُ الثِّيرَانُ؟" (1 كو 9: 9).
فالشهادة لموسى ككاتب ترجع إلى المسيح -له المجد- وللأنبياء، وللرسل، للتاريخ والمنطق.
مديح وتكريم موسى لنفسه:
أما عن تمجيد موسى وتكريمه في بعض أجزاء التوراة، مثل قوله:
+ "وَأَمَّا الرَّجُلُ مُوسَى فَكَانَ حَلِيمًا جِدًّا أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ." (عد 12: 3).
+ "وَيُكَلِّمُ الرَّبُّ مُوسَى وَجْهًا لِوَجْهٍ، كَمَا يُكَلِّمُ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ. وَإِذَا رَجَعَ مُوسَى إِلَى الْمَحَلَّةِ كَانَ خَادِمُهُ يَشُوعُ بْنُ نُونَ الْغُلاَمُ، لاَ يَبْرَحُ مِنْ دَاخِلِ الْخَيْمَةِ" (خر 33: 11).
وفي قوله عن نفسه أنه حليم، ليس هذا عن افتخار أو إدعاء، لكنه يكتب بقيادة الروح القدس ويسجل للتاريخ عمل نعمة الله معه، فلا ننسى أنه ذكر عن نفسه أنه قتل المصري قديمًا (خر 2: 12)، وكسر لوحي العهد (خر 32: 19)، وضرب الصخرة بغضب (عد 20: 7-12)، فهو لم يغفل ذكر أخطائه وضعفاته. وذكر هذه الحقيقة في هذا المقام هو هام لتوضيح صعوبة قيادة هذا الشعب العنيد غليظ الرقبة.
كما نذكر في سفر العدد موقف صريح لاتضاع موسى وعدم إحساسه بالتميز والأفضلية حين تكلم إليه يشوع خادمه بخصوص "ألداد وميداد"، فقال له موسى: "هَلْ تَغَارُ أَنْتَ لِي؟ يَا لَيْتَ كُلَّ شَعْبِ الرَّبِّ كَانُوا أَنْبِيَاءَ إِذَا جَعَلَ الرَّبُّ رُوحَهُ عَلَيْهِم" (عد 11: 29). وأيضًا في موقفه من هارون ومريم (عد 12: 1-3)، فلم يدافع موسى عن نفسه وظل صامتًا.
حادثة موت موسى:
أما عن ذكر حادثة موت موسى في آخر التوراة (تث 34)، فمن المؤكد أن الروح القدس الذي ساق موسى في كتابة كل شئ لا يعجز أن يكشف له عن الأيام القليلة الباقية من حياته وأسرارها، ويسجلها موسى بنفسه كأنها ماضي، واثقًا في دقة الوحي، فكشف المستقبل ليس غريبًا ولا مستعصيًا عن روح الأنبياء وفي أدق تفاصيله، مثلما حدث مع (دا 2)، (دا 7)، (دا 9).
كما أنه مقبول جدًا أن يكتب يشوع تلميذه الملاصق له نهاية حياته، قبل كتابة السفر الخاص به (يشوع)، وهذا أيضًا بوحي من الروح القدس لتكتمل مسيرة موسى النبي، وكتب التوراة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-dawood-lamey/how/moses-torah.html
تقصير الرابط:
tak.la/4pyyv74