من الخطأ أن نظن أن المصريين لم يكن لهم أي دور في هذه القصة الطويلة من صراع فرعون وموسى، فنقرأ في سفر الخروج: "وَصَعِدَ مَعَهُمْ لَفِيفٌ كَثِيرٌ أَيْضًا مَعَ غَنَمٍ وَبَقَرٍ، مَوَاشٍ وَافِرَةٍ جِدًّا" (خر12: 38). واللفيف، هم مصريون انحازوا إلى معسكر العبرانيين إيمانًا منهم بإلههم بعد رؤية الضربات وهؤلاء بالتالي لم يتعرضوا لضربة الأبكار، وكانت علامة -دم الفصح- على الباب هي الضمان الوحيد لعدم دخول الموت هذا البيت، حتى لو اشتمل هذا البيت بعضًا من المصريين الذين آمنوا.
كما أن المصريين بالرغم من قسوة فرعون، تقاعسوا عن دورهم في خلاص أنفسهم وأولادهم واستسلموا لتسلط فرعون، وكان الأجدى بهم أن يثوروا عليه أو على الأقل يدفعوه إلى ترك العبرانيين يخرجون من بلادهم قبل الوصول إلى مرحلة الضربة العاشرة التي هي ضربة الأبكار. هذا العقاب الأخير شمل فرعون بسبب قسوته كما شمل المصريين جميعهم بسبب سلبيتهم واستسلامهم بعد رؤية كل الضربات الأولى.
عدل الله يستوجب الدينونة. فالله في رحمته يترك البشر زمانًا لعلهم يؤمنون ويتوبون، ولكن لا بد أن تأتي النهاية بشكل من الأشكال.
+ في العهد القديم تظهر الدينونة إما على شكل طوفان، أو نار وكبريت (سدوم وعمورة)، أو إبادة في الحروب أو أوبئة، هذه كلها صور مختلفة لحقيقة واحدة، هي دينونة الأشرار "وَأَعْطَيْتُهَا زَمَانًا لِكَيْ تَتُوبَ عَنْ زِنَاهَا وَلَمْ تَتُبْ" (رؤ2: 21).
+ وفي العهد الجديد تسري نفس القاعدة (رحمة الله وعدله)، "كَلاَّ! أَقُولُ لَكُمْ: بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ" (لو 13: 5). والهلاك هنا في اليوم الأخير ودينونة جهنم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-dawood-lamey/how/killing-people.html
تقصير الرابط:
tak.la/6r7vngx