St-Takla.org  >   books  >   fr-botros-elbaramosy  >   ebooks  >   cyril-paschal-messages
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب قراءة في الرسائل الفصحية الأولى والثانية للقديس كيرلس الكبير - الراهب القمص بطرس البراموسي

3- الفقرة الأولى من الرسالة الفصحية الأولى

 

St-Takla.org Image: "Therefore, if anyone is in Christ, he is a new creation; old things have passed away; behold, all things have become new" (2 Corinthians 5:17) - Arabic Bible Verse صورة في موقع الأنبا تكلا: "إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا." (2 كو 5: 17)

St-Takla.org Image: "Therefore, if anyone is in Christ, he is a new creation; old things have passed away; behold, all things have become new" (2 Corinthians 5:17) - Arabic Bible Verse

صورة في موقع الأنبا تكلا: "إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا." (2 كو 5: 17)

إن الأنوار المُبهجة لعيدنا الإلهي المجيد، تسطع بقوة لتنير كل المسكونة ولا تسمح بحدوث أي ظلمة أو عتمة للذين يريدون أن يحتفلوا بالعيد في فضيلة. لذلك فإن الرسول الطوباوى يظهر الطريق الصحيح لأولئك المستعدين (للاحتفال بالعيد) ويقول: "قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور لنسلك بلياقة كما في النهار لا بالبطر والسكر لا بالمضاجع والعهر لا بالخصام والحسد. " (رو12:13و13)، وبذلك ينقادون بنور مصابيح المخلص التي لا تنطفئ، [هنا أراد توضيح أن الإحتفال بالعيد يكون بلياقة وتهذب وعدم السلوك كما الشعوب التي لا ضابط لها، يسلكون في الشرب والملذات الدنيوية]. ونحن أيضًا يمكننا أن نصل إلى أورشليم العليا لنشارك صفوف الملائكة القديسين في السماء. وهكذا نجد أن الطوباوي داود حينما يدعونا إلى الحشد الجليل فإنه يحثنا أن نرتل أنشودة الانتصار للمسيح الذي تجسد لأجلنا وأبطل بالصليب قوة الموت، حيث يقول: "هلم نرتل للرب، نهتف لله مخلصنا" (مز1:95)،[وهذة هي الفرحة الروحية بالعيد] كما يدعو أولئك المتمسكين بالشرائع الإلهية للدخول في خورس المفديين، معلّمًا إياهم أن يكونوا متحدين في رأى واحد مشترك، ومعترفين بإيمانهم بالمسيح بدون تردد وبفكر غير منقسم، وبدلًا عن ذلك، كما يقول بولس: "نهتم اهتمامًا واحدًا" (راجع رو5:15؛ 16:12؛ فى2:2) [فالاهتمام يكون بالروح وليس بالجسد وهذا ما اراد توضيحة القديس كيرلس من هذا النص]، متمسكين باعتراف إيماننا (بالمسيح)، راسخًا وقويًا. وكذلك بالنسبة للإحتفال الإلهي السليم، إذ يدعونا للصعود إلى أورشليم الروحية وينهضنا للسعى نحو التقوى، فلنستمع إلى قول النبي: "أيها الناجون من السيف اذهبوا، لا تقفوا، اذكروا الرب من بعيد ولتخطر أورشليم ببالكم" (إر50:51). لذلك ينادى بولس: "اركضوا لكي تنالوا" (1كو24:9)، [وهنا يحثنا علي الجهاد الروحي والسلوك بالروح لكي نأخذ الجعالة (الجائزة)]، وعندما يشرق عيدنا المقدس كالشمس، فلنطرح إذن بعيدًا عنا الحيرة وضعفات التوانى والإهمال، ونتغلب على كآبة ظلمة الكسل، ونتقدم بالشجاعة وبعقل مستنير نحو كل فضيلة قائلين لبعضنا البعض كلمات الكتاب: "وتسير شعوب كثيرة ويقولون هلم نصعد إلى جبل الرب إلى بيت اله يعقوب فيعلمنا من طرقه ونسلك في سبله لانه من صهيون تخرج الشريعة ومن اورشليم كلمة الرب " (إش2: 3)، [فالصعود هنا يقصد به الصعود الروحي والنمو في الروح والبعد عن الاهتمامات الجسدية]

إن اليهود لم يقدروا أن يهربوا من العبادات الجسدية "الرمزية"، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. لذلك سمعوا الكلمات: "لماذا لى كثرة ذبائحكم يقول الرب. اتخمت من محرقات كباش وشحم مسمنات. وبعجول وخرفان وتيوس ما أُسرّ حينما تأتون لتظهروا أمامى" (إش11:1). لذلك فإن الذين ابتعدوا عن هذه الممارسات وقد تدربوا على رؤية الله من خلال العبادة بالروح وبقلب صادق مختتن كما يقول إشعياء النبي: "اطلبوا الرب مادام يُوجد ادعوه وهو قريب، ليترك الشرير طريقه ورجل الإثم أفكاره وليتب إلى الرب فيرحمه وإلى إلهنا لأنه يكثر الغفران" (إش6:55و7). فمثلما إقترب إلينا مخلصنا المسيح وإتخذ شبهنا (في التجسد)، لذلك يجب علينا -كما يقول الكتاب- أن " نخلع الإنسان العتيق ونلبس الجديد الذي يتجدد حسب صورة خالقه" (راجع أف22:4-24؛ كو9:3-10)؛ [ وهنا يوضح لنا فكرة خلع الإنسان العتيق، هو الممارسات الجسدية الرديئة التي تهين الإنسان وتحط من كينونتة كإبن لله، ويلبس الإنسان الجديد الذي يسلك بالروح فيصير علي صورة خالقة] وهنا يذكرهم بقول الحكيم بولس: "ايها الاخوة انا لست احسب نفسي اني قد ادركت ولكني افعل شيئا واحدا إذ انا انسى ما هو وراء وامتد إلى ما هو قدام". (فى13:3)، صاعدين بالنقاوة للإحتفال الإلهي. ويصرخ النبي إرميا قائلًا: "احرثوا لأنفسكم حرثًا ولا تزرعوا في الأشواك، اختتنوا للرب وانزعوا غرل قلوبكم يا رجال يهوذا وسكان أورشليم" (إر3:4). لقد نمت أفكارنا مع الشوك وأجدبت من عدم التقوى، لذلك يجب علينا أن ننقيها بنار المخافة الإلهية حتى يمكننا أن نتقبل بذرة المخلص الصالحة (أي تعاليمه الصالحة)، حيث يعلّمنا بألاّ نتبع الفرائض الباطلة أو العبادات الشكلية، كما أنه يدعونا بأن نتجدد للخلاص بالوصية النافعة، مظهرين لله، "اليهودى" الذي فينا في الخفاء، و"الختان" الذي فينا في الخفاء" بل اليهودي في الخفاء هو اليهودي وختان القلب بالروح لا بالكتاب هو الختان الذي مدحه ليس من الناس بل من الله" (رو29:2)،[فالخفاء هنا مقصود بة العمل الداخلي للإنسان] ومقتلعين كل الشرور من قلوبنا، وحينئذٍ نستطيع أن نسمع بحق: "احتفلوا بأعيادكم، يا يهوذا، قدم صلواتك إلى السيد الرب" (نا2: 1)


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-botros-elbaramosy/ebooks/cyril-paschal-messages/first-1.html

تقصير الرابط:
tak.la/3yjwdzg