St-Takla.org  >   books  >   fr-athnasius-fahmy  >   pentinos
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب العلامة بنتينوس السكندري: مدير مدرسة الإسكندرية - القمص أثناسيوس فهمي جورج

6- بينتينوس ورحلاته التبشيرية

 

لقد كانت الإسكندرية منارة للإشعاع الروحي والفكر المسيحي، بفضل المعلمين والقادة الذين زينوا التعاليم الإيمانية، حتى انتقلت رسالتها خلال معلمي الإسكندرية ومفكريها العباقرة إلى العالم كله.

St-Takla.org Image: Saint Pantaenus Father of the Church, Pentinos صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس العلامة بنتينوس، بانتينوس، بينتينوس

St-Takla.org Image: Saint Pantaenus Father of the Church, Pentinos

صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس العلامة بنتينوس، بانتينوس، بينتينوس

وإذ شعر بعض التجار الهنود بحاجتهم إلى تعليم الفيلسوف بنتينوس، تقدموا إلى البابا السكندري يلتمسون منه إرسال مدير مدرسة الإسكندرية إلى بلادهم من أجل البشارة والعمل الكرازي، وكان البابا ديمتريوس محبًا للكرازة، عاملًا على انتشار رسالة الإكليريكية في التعليم فتزود العلامة بنتينوس ببركات البابا ديمتريوس السكندري الجالس على العرش المرقسي الرسولي، وذهب للكرازة في بلاد الهند نحو عام 190 م، ويقال في بعض المصادر أن بنتينوس عند رجوعه من الهند، كرز في الحبشة وبلاد العرب واليمن ببشارة الخلاص.

ويقول المؤرخون (14)، إن بلاد العرب كانت الموضع الذي أرسلت كنيسة الإسكندرية إرساليتها إليه، وفي ذلك إشارة إلى الناحية العملية البنائية للنفس التي اتسم بها المعلمون والآباء الأولون، إذ أنهم كارزون ورعاة مهمتهم الإرشاد إلى الطريق (أع9: 2)، فلم يجلسوا على كراسي الأستاذية كفلاسفة ومفكرين، لكنهم كرزوا ببشارة الملكوت، وعملوا على تقديم الحقائق الإلهية لا على استنباط نظريات فلسفية، مستخدمين علمهم وفلسفتهم لمواجهة الوثنية والفلسفة اليونانية والهجوم والشك السخيف، فواجهوا هذا وذاك، باستخدام كلا البراهين الفلسفية واللاهوتية على السواء، للرد على الهجوم المضاد للمسيحية.

لذلك أخذت تعاليم الآباء شكل الكرازة والبشارة، بداية من العلامة بنتينوس الفيلسوف القبطي الشهير، فالكلام اللاهوتي الذي تكلم به الآباء كان كلامًا كرازيًا، لأن هدف الآباء النهائي هو الإيمان ونمو الحياة الروحية.

فصار للاهوت الآبائي صفته الإيمانية، لأنهم حين يتكلمون عن اللاهوت، يتكلمون على مثال الرسل وليس على مثال أرسطو، وهذا ما دفع العلامة بنتينوس للذهاب إلى الهند من أجل خدمة الكرازة تاركًا عمادة المدرسة اللاهوتية إلى حين، متمثلًا بالرسل الكارزين، كارزًا في أثيوبيا واليمن وبلاد العرب وشاطئ بحر "مالابارا".

فشهد للحياة في المسيح لا بمحاولات ومجادلات لا طائل من ورائها، لكنه قدم التعليم والحياة، الإيمان والتقوى، خلال التسليم والكرازة التي أعلنت الحقائق للعقل والقلب معًا.

وانعكس اهتمام القديس بنتينوس بكلمة الله والإنجيل في مدرسة الإسكندرية، على خدمته بالإنجيل في رحلته التبشيرية للهند وانعكس أيضًا على ما عثر عليه الفيلسوف القبطي لنسخة من إنجيل متى البشير مكتوبة بخط الرسول نفسه (ربما تكون في ترجمة آرامية أو سريانية)، حملها إليهم القديس برثلماوس الرسول أول مبشر بالمسيح في هذه البلاد، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ولما عاد بنتينوس إلى الإسكندرية أحضر معه هذا الإنجيل حسب رواية جيروم ويوسابيوس، كذلك يتكلم البعض عن بنتينوس ككاهن، الأمر الذي لا غنى عنه لمبعوث بابوي ومدير مدرسة الإسكندرية اللاهوتية، وكارز مهمته العماد والتثبيت والتعليم والممارسات الطقسية المتنوعة التي تحتاج إلى العمل الكهنوتي.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-athnasius-fahmy/pentinos/journeys.html

تقصير الرابط:
tak.la/3jktn9r