1- سبق وقلت، أن ما من مرجع أرضي يمكن أن ترجع إليه المسيحية، فالعقيدة التي يؤمن بها المسيحيون ويتألمون بسببها، ليست من اكتشاف إنسان فان، ولذلك فإن إيمان المسيحيين لا يمت بصلة إلى أسرار البشر.
2- إنه (الإيمان) هبة ضابط الكل، خالص جميع الأشياء، الله غير المنظور الذي وهب الحق من السماء للبشر، باللوغوس القدوس غير المدرك، الذي يثبت الحق في القلوب، ولذلك جاء هو ولم يرسل الله ملاكًا إلى البشر كما تخيل البعض، أو رئيس ملائكة أو روحًا من الأرواح المنوط بها رعاية أمور الأرض، أو أحد المسئولين عن تدبير شئون السماء، بل أرسل الله خالق كل الأشياء، أي الكلمة خالق الكون، ذاك الذي به خلق السموات ووضع للبحر حدًا لا يتجاوزه، وتطيع كل عناصر الكون نواميسه العجيبة، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. ومنه تسلمت الشمس النظام الذي تسير عليه في النهار، يطيعه القمر الناسر نوره في ظلمة الليل، تمتثل لأوامره الكواكب التي تدور في فلك القمر، منه استمدت جميع الأجرام ترتيبها وخدودها والسموات وما فيها، الأرض وما عليها البحر وما يحويه، النار الهواء، اللجة، العالم العلوي، والعالم السفلى، وما بينهما. هذا هو الكلمة المرسل إلى العالم.
3- أجل لم يرسله الآب كما تخيل عقل الناس - بسلطان لينشر الرعب والهلع.
4- بل بكل حلم ورفق، كما يوفد الملك ابنه الملك، أرسله وهو الإله، كما يليق به أن يرسل إلى الناس، ليخلصهم لا بالقوة بل بالاقتناع، لأن الإكراه لا يتفق مع صفات الله.
5- أرسله ليدعونا إليه لا لكي يخيفنا، أرسله حبًا لا لدينونة.
6- سيأتي يوم يأتي هو فيه كديان، ومن يقوَى أن يحتمل مجيئه.
7- إلا ترى كيف يُرْمَى بالمسيحيين إلى الوحوش الضارية، بغية حملهم على إنكار الرب، ولكنهم بالموت ينتصرون.
8- ألا ترى أنهم كلما عوقبوا كلما ازداد الذين يعتنقون إيمانهم.
9- كل هذه ليست أعمال البشر، بل هو معجزة الله وهي دليل على ظهوره (في الجسد).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-athnasius-fahmy/diognetus/origin.html
تقصير الرابط:
tak.la/gnxfdk5