"ردود أفعالنا تجاه أعدائنا يمكن أن تؤذينا بأكثر ما يستطيع عدونا نفسه"
(جيه هرنارد)
الحساس شخص موهوب غنى عاطفيًا.. يضحى بنفسه وهو فنان راقي يقدر الجمال واسع الخيال هادى متزن.. يميل إلى الانطواء يحيا داخل قوقعة مشاعره ومزاجه العالي الذي يرتفع أحيانًا لحد النشوة أو التأمل ولكنه أحيانًا يشعر بالاكتئاب والتشاؤم وهو يكون صدقاته ببطء شديد لكنها صداقات ثابتة وهو شخص وفي مخلص يعتمد عليه مثالي يبحث عن الكمال لا.. في نفسه لأداء العمل على أتم وجه يتحمس ربما أكثر من اللازم للقضايا التي يقتنع بها.
وهو مثل كل واحد فينا لا يحب الناس فقط ولكنه يريدهم بشده أن يحبوه ويقدروه ويحترموه فهو حساس لنقد الناس أو تجاهلهم وكذلك لمدحهم ولكنه يشك في المدح الزائد الذي قد يمطره به الآخرين.
إنه ذكى حريص يحسب كل خطوة قبل أن يخطوها ويقدر مخاطر أي مشروع ولذا قد تجده مترددًا ولكنه يتوقع أي مشكلة قبل حدوثها مما يجعله قادرًا على مواجهتها بدون مفاجآت، وهو صارم غير مرن. هو شخص ملهم ينتج في وحدته قصصًا رائعة من الأدب أو الشعر أو الفن أو التأملات الروحية.
إن هذه هي الشخصية الحساسة تجد أقصى معنى لحياتها في التضحية واحتمال آلام وكثيرًا ما يختاروا وظائف صعبة كالرهبنة أو التكريس ومن بينهم الفلاسفة والمخترعين والموسيقيين والأطباء وأصحاب الدراسات العليا والنظرية.
أما عيوبه فهي تتلخص في تمركزه الزائد حول النفس فهو يعطى نفسه أهمية كبرى ويكون حساسًا كالزجاج الذي يجرح لأي خدش، وهو دائم الإثارة لنفسه والتشاؤم أو تقلب المزاج والنقد وأحيانًا الانتقام فمن بين هذه الشخصية أفضل الناس وأسوائهم. وقد يفشلون في التأقلم مع الآخرين ويشعرون بعدائهم وبأن الناس يضطهدونهم حتى سميت أحيانًا بالشخصية الاضطهادية (البارانويلا) وهو يختلف عن جنون الاضطهاد أو الفصام الاضطهادي في أن مريض الفصام يفقد الاتصال بالحقيقة والواقع أما الشخصية المضطربة فهي تشعر فقط بمبالغة في تقدير هجوم الناس عليها أو نقدهم لها.
وهو أيضًا غير مرن وجامد وصارم ومجادل يتحمل أي قيود عن مقاييس الكمال التي يضفها لنفسه وقد يكون ديكتاتور لعدم مرونته.
- لكن لكي نكون عادلين مع (الحساس) نقول أنهم متشددون مع أنفسهم ناقدون لذواتهم بنفس القدر الذي يطلبونه من الآخرين وهم أحيانًا لا يقبلون أنفسهم ويميلون للتضحية بالذات بل وأحيانًا تعذيب النفس.
- أما غضبهم فهو من النوع البطيء جدًا وقد تنتقد أحدهم فلا ينفعل لكنه يختزن الانفعالات وبعد شهرين من الموقف بينما تكون أنت قد نسيته تمامًا يعاتبك عليه وقد ينفجر في وجهك دون مبرر فهو لا يغفر للآخرين إساءاتهم بسهولة بل يخزنها، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وهذا يفسر مشاعره العدوانية بل إنه قد يلوم الناس على أخطاء ارتكبها هو أو هي ويسقطها على الآخرين، وهو في الواقع يبدأ بالهجوم على الآخرين حتى يتجنب هجومهم المترقب عليه لكن للآسف فإن هجومهم على الآخرين بلا سبب يسبب لهم ما يحاولون تجنبه وهو النقد والازدراء والرزل أو ابتعاد الناس.
- أنهم يحاولون الترأس والسيادة على الناس لأن في داخلهم شعار اسمه (التحكم) سواء في ذواتهم أو في من حولهم. هم.. بأنفسهم لكنهم يعتقدون أن الناس تهبهم دائمًا.
- وقد ينكر أحد الشخصيات الحساسة مشاعره العاطفية أو الجنسية داخله ويكبتها ثم يتهم الشخص الذي ينجذب إليه بأنه هو الذي يبدأ أو يحاول الخطأ معه. وتكون النتيجة أنه يغضب في وجه الآخر (الذي يريده) ويهرب من شعوره بالذنب وفي نفس الوقت يحصل على المدح من جراء هذه الثورة وهذا النقاء.
- وهذه الشخصية لا تمتاز بالشفقة- وتمتاز بالبخل.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonious-kamal-halim/difficult-characters/sensitive.html
تقصير الرابط:
tak.la/p54rrs8