إن أول علاج لك هو أن تعتقد تمامًا من أعماق قلبك أن الكآبة ليست علاجًا لمشاكلك.
تحدث لك مشكلة، كما أن جميع الناس تحدث لهم مشاكل. فتسبب لك هذه المشكلة حزنًا في قلبك أو ضيقًا. وهذا أيضًا يحدث لجميع الناس.. ولكنك أنت بالذات تستمر معك الكآبة مدة أطول مما يجب يلاحظ الكل أنها ليست كآبة طبيعية.
ويحاولون أن يعزوك. أو أن يخففوا عنك. ولكنك بإصرار شديد ترفض أن تتعزى. فيسأم الناس من الحديث معك ويتركونك. فتجلس في كآبة أكثر وفي انطواء..
وهنا أسألك: هل استفدت شيئًا من كآبتك؟ هل عالجت مشكلتك؟ هل أراحتك نفسيًا من الداخل... أم تعبت بالأكثر؟! وهل أراحتك من جهة علاقتك بالناس. أم تعقدت علاقاتك بالأكثر؟!
لا شك أنك خسرت بالكآبة. أكثر مما كنت تتوقع.
وأصبحت كآبتك بسبب المشكلة، هي مشكلة أضخم من المشكلة التي اكتأبت بسببها!
وبقيت المشكلة الأولى لم تحل.. مع إضافة مشكلة الكآبة إليها، ومع ما نتج عن ذلك من انطواء، ومن سوء علاقة مع الناس وخسارة الجو الهادئ الذي كنت تعيش فيه. كما إنك عرضت على الناس نقصًا ما كانوا يعرفونه فيك. وهو عدم احتمالك، وعجزك عن احتمال المشاكل... فلماذا هذا الإتلاف؟
كن واقعيًا. وفكر في حل مشاكلك ولا تركز على الاكتئاب. وإن لم تجد حلًا لمشكلتها، انتظر الرب.. أو احتمل وعش في واقعك.
وإن اكتأبت بحكم الطبيعة البشرية لا تجعل هذه الكآبة تطول، ولا تجعلها تستمر، ولا تكشف نفسك هكذا قدام الناس. ولا تجعل الناس ينظرون إليك في إشفاق، أو في يأس من تغيير حالتك.
حاول أن تكون أقوى من المشكلة.
وإن لم تستطيع، حولها إلى الله الذي هو أقوى من الكل، والذي كل شيء مستطاع عنده (مت19: 26).. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وبعد ذلك انسها في يدي الله. ولا تعد تفكر فيها.
هناك مشاكل كثيرة، يمكن أن تحل بالإيمان، وبالتسليم، وبالصلاة..
ولكن لا توجد مشكلة واحدة يمكن حلها بالكآبة. إذن عليك أن تؤمن بأن الله موجود، وأنه لابد أن يتدخل وهو ضابط الكل، يري كل شيء، ولا تفوته ملاحظة شيء، وهو يعرف متاعبك أكثر مما تعرفها، ويشفق عليك أكثر مما تشفق على نفسك.
ومادام الله يهتم، فلا تحمل أنت همومًا على كتفيك. اترك الأمر لله.
هناك مشاكل في إمكانك حلها.. وهناك مشاكل أخرى حلها في تركها، أو حلها في نسيانها. وربما تكون مشكلتك -التي تبدو لك بلا حل- هي من هذا النوع.
ولعلك تقول: وكيف أنسي؟
كيف أنسي المشكلة، وهي لاصقة بذهني أكثر من التصاق جلدي بلحمي؟ أفكر فيها كل حين، في جلوسي، في مشيي، في وجودي وحدي، وفي وجودي مع الناس، لا أفكر إلا فيها وإن قرأت أسرح فيها، ولا أتحدث في موضوع سواها. هي بالنسبة إلى كالنفس الداخل والخارج، أحسست أو لم أحس..!!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/y9r8sad