88- بعض ما قد يساعد على التعامل مع "الكمالية" | تطبيقات عملية

1. عندما يمنى المرء "بوسواس قهري" من المستحسن أن يحاول الانشغال عنه في أمور أخرى. لذا عندما تجد نفسك جاهدًا في سبيل الكمال وأعصابك مشدودة، حاول أن توجه كل فكرك وكل جهدك نحو الاستمتاع بما أنت قائم به الآن. أعمل كل ما بوسعك وحاول أن تستمتع بما تعمل بدل أن تشد أعصابك وترهق نفسك وتعيش في خوف مستمر من عدم إحراز النجاح الكامل في كل شيء.. إنك في ذلك تحرر نفسك من عبودية "الوسواس" الذي يقض مضجعك.. فكأنك تقول لذلك "الوسواس" أنك تريد أن تستعيد حريتك ولن تدع أحد بعد اليوم يستعبدك. ويمكنك أن تحقق.. قرارك إذا ما حاولت أن تؤخر لبعض الوقت ما يبدو وكأن القيام به ضرورة ملحة وآنية. 

2. حاول أن تقنع نفسك بأن الكمال من المستحيلات في هذه الدنيا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. لذلك على الإنسان، وهو يسعى إلى الكمال، أن يعرف كيف يبقى منفتحًا على إمكانية الفشل وضرورة تقبله بهدوء ويكون دائمًا مستعدًا ليعادو الانطلاق في المسيرة. في مثل هذه الحال أنت تجد نفسك أقرب إلى الآخرين ويجد الآخرين أنفسهم قادرين على التقرب منك. أننا في غالبيتنا نظن أن الآخرين يتوقعون أن يجدوا فينا الكمال. لذا نحاول أن نكون عند حسن ظنهم بنا، حتى عندما نكون على بينة من النقص الذي فينا. والواقع أن الآخر الذي يختبر الضعف لا بُد وأن يشعر بقرب منا إذا ما علم بضعفنا والمتاعب التي بها نشعر.

 لذلك فالإقرار بالواقع من شأنه أن يؤول إلى شيء من ارتياح في نفسي ولدى الآخرين.

1. نظم لائحتين واحدة تعدد مزايا "الكمالية" والأخرى مشاكلها.

2. أكتب مذكراتك لكي تبقى على اتصال عميق بذاتك. حاول أن تعي حقيقة ذاتك، وما الذي يعطيك أهمية خاصة. هل أنت تشعر بما تتسبب لك به الكمالية من متاعب جسدية؟ وهل تشعر بأنك تبالغ في الاهتمام بنفسك، بما تقوم به بأخطائك وبشعورك بالوحدة؟

ما هي حقيقة الخسارة التي تتعرض لها إذا ما فشلت في عملك؟ وما هو أسوأ ما تتوقع من جراء تلك الخسارة؟

3. عدد في لائحة تنظمها كل المهارات التي تمكنت من أن تطورها في ذاتك، الموسيقية منها والرياضية والعقلية والاجتماعية.. وتذكر أنك لم تصبح على ما أنت عليه بين ليلة وضحاها.

4. حاول أن تنظر إلى نفسك كشخص يعمل في سبيل النمو المستمر أكثر منه في سبيل الكمال. فإذا كنت طالبًا أو عاملًا أو مديرًا حاول أن تعمل دائمًا في سبيل النمو المستمر لا في سبيل الكمال. فالنمو المستمر هو الطريق إلى الكمال.